منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم **

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** Empty
مُساهمةموضوع: أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم **   أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** I_icon_minitimeالسبت مارس 09, 2013 5:32 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



العلماء الربانيون
أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم **


خطب الجمعة فضيلة الشيخ / أحمد السيسي



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا


من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له


وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له


وأشهد أن محمداً عبده ورسوله


{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) } ( سورة آل عمران الآية: 102 )


{
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذين خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله
كان عليكم رقيباً }
( سورة النساء الآية: 1 )


{
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
( سورة الاحزاب الآية: 70 -71 )


أما بعد ،،،


فإن
أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .


أما بعد ،،،


أخذ الله تبارك وتعالى العهد على العلماء ليبننه للناس ولا يكتمونه ، لأن الحياة لا تستقيم إلا حين يستقيم هذا الصنف من البشر .


صنفان
من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس ـ العلماء ، والأمراء ـ
فالعلماء يحيون القلوب ويربون الأرواح ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ويأخذون بأيدي العباد إلى جادة الصواب وينيرون الطريق فيخرجونهم بشرع الله
من الظلمات إلى النور


والأمراء يسوسون الدنيا بدين الله تبارك وتعالى ويدعون ويأخذون على أيدي العابثين .


لذلك قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : " إن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " .


لأن
السلطان يملك الآلة التي يضرب بها على يد العابثين والمفسدين ، فالله
تبارك وتعالى أنزل آيات بينات وأنزل الحديد فيه بأس شديد ، فكان قوام هذا
الدين كتاب هدي وسيف ينصر { وكفى بربك هادياً ونصيراً }


العلماء الربانيون الذين ساسوا هذه الأمة قاموا فيها مقام الأنبياء من بني إسرائيل .


قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن
بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك ـ أي مات ـ نبي تبعه آخر ،
أما هذه الأمة فإن الله تعالى يبعث لها على رأس مائة عام من يجدد لها أمر
دينها
) أي يأخذوا بناصية الأمة إلى جادة الصواب ، يأخذها إلى
الطريق الموصلة إلى الله لتسير على خطى النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار
على خطاه من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أئمة الدين العدول الثقات ، { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون } هذا الفارق بين علماء الأمة الإسلامية وبين علماء بني إسرائيل .


وقف
النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر يدعو الناس إلى الإشارة عليه فقام
المقتاد ابن الأسود رضي الله تعالى عنه فقال : يا رسول الله ، والله لا
نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل لموسى { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن خلفك ومن بين يديك ، ولعل الله تبارك وتعالى أن يريك منا ما تقر به عينك .


هذا
هو الفارق بين علماء بني إسرائيل الذين أخذ الله عليهم العهد بالبيان
والإرشاد والنصح فإذا بهم يتنكبون الصراط المستقيم فأنزل الله تبارك وتعالى
فيهم قوله { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على
لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن
منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون
}


ضرب
الله تبارك وتعالى قلوبهم بقلوب بعض ، لأن الرجل كان يمر على الرجل فلا
يقول له اتق الله حتى يكون أكيله وشريبه ، فضرب الله قلوبهم بقلوب بعض
ولعنهم


فلابد أن يقوم العلماء بمهمتهم وبدورهم الأصيل لأن العلماء قادة هذه الأمة { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يسنبطونه منهم }


ففي
غياب الشرعية وفي غياب الشريعة وفي غياب السلطان المقسط يقول لنا الإسلام :
اجعلوا ولاة أموركم العلماء الربانيين يسوسونكم ويقودونكم بشرع الله تبارك
وتعالى


لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من الناس أن يكون على مستوى المسئولية وألا تأخذه فيه تعالى لومة لائم ، فقال : ( ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ) ، لابد أن يبين الحق وأن يظهر هذا الحق


في
تاريخنا نحن المسلمين نماذج مشرقة من مواقف هؤلاء العلماء الربانيين الذين
وقفوا سداً منيعاً أمام الفساد والمفسدين مهما كانت رتبة هؤلاء المفسدين
ولو كانوا أعلى رأس في البلاد ، وقفوا أمامهم وجهروا بالحق في وجوههم ،
أخذوا بأيديهم ومنعوهم أن يلغوا في دماء هذه الأمة أو أن يبدوا الحق باطلاً
أو يقلبوا الباطل حقاً .


هذا
الإمام أبي بكر النابلسي ، من نابلس في فلسطين ، هذا الرجل كان يعيش هنا
في مصر إبان عهد الدولة الفاطمية العبيدية التي بدلت الشريعة وحاربت الدين
ولعنت الصحابة على منابرها ، ومازال في مساجد القاهرة القديمة الأثرية لو
أنك دققت النظر في الزخارف التي نقشت على سقوف المساجد الفاطمية ستجد
تلطيخاً بالبويا وغيرها على كلام لو أنك أزحت الغطاء لوجدت سباً ولعناً
لأبي بكر وعمر والخلفاء الراشدين كان مكتوب على جدران المساجد في عهد هذه
الدولة الخبيثة .


هذا
الأمام النابلسي كان يقول للناس : " لو أن معي عشر أسهم لرميت الروم بسهم
ولرميت العبيدين بتسعة أسهم " فبلغت مقولته السلطان المعز الفاطمي فاستدعاه
فقال : بلغني أنك تقول لو أن عندي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ولرميت
العبيدين بسهم ، فقال له : ما قلت ذلك ، فظنه الرجل يكذب من الخوف ، فقال
فما قلت ؟ ، قال : قلت لو كان معي عشرة أسهم لرميتكم أنتم بتسعة أسهم
ولرميت الصليبيين بسهم واحد


فقال له : ولما ؟


قال : لأنكم غيرتم الدين وحرفتم الشرع وأطفأت نور الإلهية


فأمر به فلجد ثم صلب ، وجيئ برجل يهودي فسلخ جلده من رجلة حتى صدره ثم طعنه فقتله رحمة الله تعالى عليه .


هذا قام لله تبارك وتعالى بحقه ،كان في وسعه أن يداري أو يجمجم ، لكنه يعلم أن الأمة تنتظر مثل هذه الكلمات لتدوينها والعمل بها .


هذا حجز لنفسه مكاناً في قافلة الصادعين بالحق في سبيل الله ، فقد روحه لكنه أصبح من عظماء هذه الأمة .


كان
الخليفة المأمون العباسي وهو الذي أظهر الفلسفة والقول بخلق القرآن يقول :
لولا مكانة يزيد بن هارون ـ وهو من أكابر علماء السلف ـ لولا مكانة يزيد
بن هارون لأظهرت القول بخلق القرآن


فقالوا له : ومن يزيد بن هارون


يعني ماذا يصنع رجل واحد بين هذه الآلاف المؤلفة ؟


فقال لهم المأمون : يستطيع أن يشوش علينا العامة .


انظر
!! ، رجل واحد صلب في دين الله أوقف محنة وفتنة كان سيدعى لها على المنابر
، فلما أطلت هذه الفتنة برأسها واستعللت واستحكمت وقف الإمام أحمد بن حنبل
رضي الله عنه موقفاً ذكره له التاريخ حتى قال المؤرخون : إن الله تبارك
وتعالى أيد هذا الدين برجلين ـ بأبي بكر الصديق في يوم الردة ، وبأحمد بن
حنبل يوم فتنة القول بخلق القرآن ـ


لما
حمل الإمام أحمد إلى بغداد ليضرب بالسياط ضربا يهد الفيلة وجد آلاف البشر
يحيطون بالمقر الذي تم التحقيق معه فيه يحملون الأقلام والدفاتر ، يقف
عشرات الآلاف في انتظار الكلمة التي سيدلي بها أحمد بن حنبل ، لو قال
القرآن مخلوق لأصبحت هذه القاعدة التي يكبر عليها الصغير ويشيب عليه الكبير
، ولكنه رضي الله تعالى عنه وقف صلباً في دين الله حتى تم رفع هذه الفتنة
وانتصر أهل السنة على أعدائهم من المعتزلة الصادين عن سبيل الله .


إبان
هذه الفتنة كان كبير الوزراء رجل معتزلي اسمه " أحمد بن أبي دؤاد " ، هذه
الفتنة استمرت في عهد الثلاثة الخلفاء ـ المأمون ، والمعصم ، والواثق ،
والمتوكل ـ ، فلما كان عهد الواثق جاء أحمد بن أبي دؤاد وكانوا يمتحنون
الناس في المساجد والمدن بالقول بخلق القرآن فحمل رجل إلى الخليفة يرصف في
الأغلال والقيود فلما دخل لتضرب عنقه لأنه رفض القول بخلق القرآن قال له
أحمد بن أبي دؤاد : دعني فلأناظره يا أمير المؤمنين ، فقال : ناظره


فقال أحمد بن أبي دؤاد للرجل : ما تقول في القرآن ؟


فقال له هذا الشيخ : ما أنصفتني ، اجعل السؤال لي .


فقال : لك السؤال .


فقال له : ما تقول أنت في القرآن ؟


قال : أقول القرآن مخلوق


قال : هذا قول علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون


فقال أحمد بن أبي دؤاد : هذا قول لم يعلمه رسول الله ولا الخلفاء الراشدون


فقال له الرجل : يا لكع وابن لكع ، قول لم يعلمه رسول الله والخلفاء الراشدون علمته أنت ؟!!


فقال الرجل : رد السؤال إلى حاله ـ أي أعد المسألة ـ


فقال له الشيخ : ما تقول في القرآن


فقال أحمد بن أبي دؤاد : مخلوق


فقال له : أهذا قول علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون ؟


فقال أحمد بن أبي دؤاد : علموه ولم يحدثوا به الناس .


فقال له الشيخ : أفلا وسعك ما وسعهم من السكوت .


فلما
سمع الخليفة هذا الكلام أعجبه فدخل بيته واستلقى على ظهره ووضع ساقاً على
ساق كما يقول أبناؤه ، وظل يردد الكلام " هذا كلام علمه رسول الله صلى الله
عليه وسلم والخلفاء الراشدون ـ علمته أنت ـ أفلا وسعك ما وسعهم "


ثم خرج من فور فأنهى فتنة القول بخلق القرآن ومنع هذا القول وكرم الشيخ وأمر له بدابة ومال وحمل معززاً مكرماً .


هذا
الرجل كان داخلاً لتضرب عنقه ، ومع ذلك ثبت في سبيل الله تبارك وتعالى ،
في سبيل إظهار دين الله عزوجل تهون الحياة ، يهون القتل ، يهون السجن ، لكن
دين الله تبارك وتعالى لابد أن يكون في الصدارة ، لذلك جاهر هؤلاء العلماء
عبر عهودهم وعصورهم جاهروا بالحق أمام الطواغيت كائناً من كان أسلوبهم أو
طريقتهم في البطش والتنكيل بأهل العلم والدين


هذا
الإمام " عمر بن حبيب " كان في مجلس هارون الرشيد وكان ممن يجالسون هارون
الرشيد بعض المشتغلين بالعلم من المنحرفين عن أخلاق العلماء فحدثوا بحديث
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقالوا : أبو هريرة كذاب ، فسكت الناس
وكأن هارون الرشيد مال وأعجبه هذا القول فقال عمر بن حبيب من مجلسه منتفضاً
فقال : أبو هريرة صادق والحديث ثابت وأنتم مخطئون ثم انقضى وتركهم ، فبعث
هارون الرشيد إلى بيته فاستدعاه ، قال : فدخلت عليه فإذا هو قائم مغضباً
والسيف في يده ، وهذا تقليد يعني الحكم بالإعدام ، إذا بعث الملك يستدعي
أحد فدخل عليه فوجد السيف في يده يعلم أن السيف سيحز رأسه بعد قليل ، فقال
له هارون الرشيد : ما هذا يا عمر بن حبيب ، جاهرتني بالسوء أمام جلاسي


فقال
: يا أمير المؤمنين هؤلاء طعنوا في راوي سنة رسول الله ، والطعن في
الصحابة طعن في الرسول والطعن في الرسول عليه الصلاة والسلام إبطال لهذا
الدين


قال : فهز رأسه ثم صرفه رحمه الله تعالى .


أولئك قوم قاموا لله تبارك وتعالى بحقه ،لا مجاملات في الحق ، لا مجاملات في دين الله تبارك وتعالى


هذا
الإمام أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وهو من أكابر فقهاء المسلمين ، كان
يتولى الخلافة في عهد هارون الرشيد ، وكان لهارون الرشيد كبير وزراء
يعادل رئيس الوزراء الآن اسمه الفضل بن الربيع ، فلما جاء الفضل بن الربيع
إلى المحكمة ليشهد أمام القاضي أبي يوسف أبطل أبو يوسف شهادة رئيس الوزراء ،
وقال : شهادتك مردودة فذهب الرجل إلى هارون الرشيد يشكوا القاضي ، فلما
جاء هارون الرشيد إلى مجلس القاضي بنفسه ، قال : كيف ترد شهادة كبير
الوزراء ، قال : لأنني سمعته يوماً يقول لك يا مولاي أنا عبدك ، فإن كان
صادقاً فشهادة العبد لا تقبل ، وإن كان كاذباً فشهادة الكذاب لا تقبل ، فهز
هارون الرشيد رأسه وانصرف .


أرأيتم
؟!! ، الرجل سمع كلمة لكنه لم ينساها ، سمع رئيس الوزراء يقول لرئيس
الجمهورية أنا عبدك فلما جاء هذا الرجل ليشهد في قضية أبطل شهادته وقال له
إن كنت عبداًَ فالعبد لا تقبل شهادته وإن كنت كاذباً في ادعائك العبودة
لرئيس الجمهورية فشهادة الكذاب لا تقبل .


هكذا كانوا رحمهم الله تعالى ، إنصافاً وعدلاً وقياماً لله تبارك وتعالى بحقه كائناً من كان الواقف أمامهم


سلطان
العلماء عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى لما كانت الحروب الصليبية
وأراد السلطان نجم الدين أيوب ـ لو قرأتم تاريخ نجم الدين أيوب ! كان من
جبابرة سلاطين المماليك ، كان رجلاً شهماً مهاباً فتاكاً باطشاً سفاكاً
للدماء ـ فلما أراد أن يجمع الضرائب من الشعب قام عز الدين بن عبد السلام
فقال : لا يجوز أن تجمع الضرائب من الشعب حتى تفنى موارد خزينة الدولة ،
فقالوا : ليس عندنا مال لتجهيز جيش


فقال
: أولاً بيعوا أمراء المماليك ، هؤلاء عبيد يباعون وترد أموالهم إلى خزينة
الدولة ـ أمراء المماليك هم من كانوا يحكمون هذه الدولة ـ ولكنه قال
هؤلاء عبيد لابد أن يباعوا في سوق النخاسة ويجمع هو أثمانهم ويضع هذه
الأموال في خزانة الدولة ثم ينفقون بعد ذلك منها ، وهاج الناس وماجوا
واضطربوا ، كيف يباع الأمراء وقالوا أن هذا الرجل مجنون ، ولكنه أصر على
قوله ، فلما أبى السلطان أن بيع أمراء المماليك ماذا صنع ؟ وضع ثيابه
وأثاثه وأولاده على عربة من التي نسميها نحن الآن " كاروا " وضع متاعه
عليها وأولاده ودفعها وقال سأترك هذه البلدة فتهامس الناس بينهم عز الدين
بن عبد السلام سيترك مصر إلى الشام ، فماذا حدث ؟ كل من سمع حمل ثيابه على
كتبه وانطلق خلف عز الدين بن عبد السلام حتى إن أهل البلدة يكادون جميعم أن
يكونوا قد خرجوا خلفه فصاح الحراس على السلطان نجم الدين أيوب أن المملكة
ستخرج والشعب كله خارج مع عز الدين بن عبد السلام ، فجاء السلطان وقبل يده
واسترضاه ووقف الإمام عز الدين بن عبد السلام في السوق وعرض الأمراء الحكام
الذين كانوا يحكمون مصر وبيعوا في سوق النخاسة وضمت أموالهم وأثمانهم إلى
بيت مال المسلمين .


سلطان
العلماء دخل يوماً على نجم الدين أيوب فوجد الناس يسجدون أمامه يقبلون
الأرض فنادى عليه بأعلى صوته قال : يا أيوب ، فالتفت الرجل من هذا الذي
يناديه باسمه المجرد " يا أيوب " !! ، والناس كانوا يقبلون الأرض التي كان
يدوس عليها قبل أن يقبلوا يده فإذا بهذا يقول له : يا أيوب على مسمع الجميع
، فقال : لبيك يا مولاي ، قال : ماذا تقول لربك غداً عندما يسألك أنت
الذين أباح بيع الخمور في مصر ؟


قال : أوكائن هذا ؟


قال : نعم ، الحانة الفلانية تباع فيها الخمور


فقال : أنا ما رسمت أي ما أصدرت قانوناً بذلك ، هذا كان من عهد أبي


قال : وأنت من الذين يقولون { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون }


فأصدر السلطان مرسوماً بإبطال بيع الخمور في الديار المصرية


هكذا كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم


حين
عاد عز الدين بن عبد السلام إلى بيته سأله تلميذه الباجي ـ الإمام الباجي
العظيم ـ وكان أكبر تلامذته ، قال له : يا إمام أما خشيت من السلطان ؟


فقال له : يا بني تذكرت عظمة الله تعالى فرأيت السلطان في عيني كالقط .


هكذا كانوا ، لما استحضر عظمة الله جل وعلا رأى السلطان في عينه كالقط الصغير .


هذا
الخليفة المنصور دخل يوماً إلى الحرم المكي فقام جميع الشيوخ والعلماء
يسلمون عليه ويرحبون ، وكان الإمام ابن أبي ذئب جالساً ماداً رجليه فلم
يتحرك من مكانه فوقف الخليفة المنصور أمامه فسلم عليه ، فرد عليه السلام
وهو جالس فاستشاط الرجل غضباً فبعث فاستدعاه إلى قصره


فقال : أستهين بي ، قام الناس كلهم فلماذا لم تقم أنت ؟


فقال له : يا أمير المؤمنين أردت أن أقوم لك فاستحضرت قول الله تبارك وتعالى { يوم يقوم الناس لرب العالمين } فلم أتحرك


فقال له : اذهب فقد وقفت كل شعرة في رأسي .


هكذا
كانوا ، هؤلاء هم العلماء الربانيون مفخرة هذا الأمة المسلمة الذين حافظوا
على الدين وحافظوا على الأمة وإنجازاتها ومكتسباتها رضي الله تعالى عنهم
وأرضاهم .


لما
جيء بحطيط الزيات إلى مجس الحجاج بن يوسف السفاح الغشوم دخل عليه فقال له
الحجاج : هيه بلغنا أنك تسبنا ، فقال اسأل ما شئت يا حجاج فلقد عاهدت الله
تعالى لئن عوفيت لأشكرن ولئن ابتليت لأصبرن ولئن سئلت لأصدقن


قال لا ما تقول في ؟


قال أنت ظالم غشوم تسفك الدماء وتقتل بالظنة


قال فما تقول في أمير المؤمنين ؟ـ يعني عبد الملك بن مروان من حكام بني أمية ـ


قال : هو أسوء منك ، وهل أنت إلا سئية من سيئات عبد الملك ؟


فأخذوه
فما زالوا يجلدوه ثم جرده من ثيابه وشققوا له القصب فوضعوه على لحمه حتى
تساقط لحمه فمات رحمة الله تعالى عليه وكان في الثامنة عشر من عمره لكنه
صبر لله تعالى .


لما
جيء بسعيد بن جبير ليقتله الحجاج بن يوسف خرج سعيد من عنده فضحك ، وكان
المعلوم من حاله أنه لا يضحك أبداً ، فسأله الحجاج : لماذا تضحك ؟ قال :
تعجبت من جرأتك على الله وما أحلم الله تبارك وتعالى عليك


فقال : إني قاتلك يا سعيد


قال : والله لا تقتلني قتلة إلى قتلك الله مثلها


فكب على وجهه ليقتل فقال : اللهم لا تسلطه على أحد من بعدي


فمات
سعيد ثم وقعت الآكلة في بطن الحجاج فكان الدود يتناثر منه وكان يصيح وهو
على فراش الموت : ويلي ... مالي ولسعيد بن جبير حتى خرجت روحه .


هكذا
كانوا ، العلماء الربانيون هم دعائم هذه الأمة ، هم الذين حموا هذه الأمة ،
هم الذين صدوا عوادي المعتدين على أمة الإسلام ، هم الذين حفظوا دين الله
تبارك وتعالى ، لذلك كانت لهم أعظم المنزلة عند جميع المسلمين .


لهم حقوق عظيمة لأنهم قاموا بدين الله ، ضحوا في سبيل الله ، أفنوا أعمارهم لخدمة هذا الدين .


هذا
شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ، هذا الرجل الذي ورث علوم السلف
وخاض غمار معارك على كافة الأصعدة في سبيل الله تبارك وتعالى ، لما جاء
التتار ونزلوا إلى بلاد الشام وكان قاذان أو غازان ملك التتار ملكاً مسلماً
لا يعرف شيئاً عن الإسلام واجتاح البلاد وأحرق القرى وذبح المسلمين حتى إن
الجنود من ميادين المعارك فذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى معسكر
قاذان فأغلظ له القول وقال له اتق الله إن آباءك وأجدادك كانوا كفاراً
ووفوا بالعهود وأنت ظلمت الناس وسفكت دماءهم ، فلما قدم له ملك التتار
طعاماً قبض يده ولم يأكل منه شيئاً


فقال : لما لا تأكل ؟


قال
: كيف آكل من طعامك وأنتم سرقتم طعام الناس من الأسواق ؟ وطالبه أن يرحل
وأن يفك حصاره فاستجاب له قاذان ؛ لأنه خرج في سبيل الله ، سمع كلام رجل
يعمل لله تبارك وتعالى ، حين فر الجنود من ميدان المعركة وكان الجنود
تابعين للجيش المصري رحل ابن تيمية من الشام إلى مصر وقال لسلاطين المماليك
: إما أن ترتبوا جيشاً يدافع عن الشام وإما أن نرتب نحن جيشاً يدافع عن
بلادنا ، ثم إنه ذهب بنفسه وأعد الجند وخرج في معركة شطحب الشهيرة التي كسر
فيها التتار كسرة لم يرفعوا بعدها رأساً في الديار الشامية ، قال الرواه :
وكان ابن تيمية يقف مقاتلاً في أول الجيش فقيل له يا إمام تنحى جانباً ،
قال : إني أريد أن أنال أشرف الميزات بأن أموت مقبل غير مدبر ، رحمه الله
تعالى ورضي عنه .


هكذا
كانوا ، كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ،
لم يجاهدوا فقط في المساجد والمعابد وإنما جاهدوا في ميادين القتال الحربية
، خرجوا في سبيل الله جل وعلا حتى نصر الله عزوجل هذه الأمة ، فهذا الصنف
من الناس العلماء الربانيون ، هم الذين يكفلون لهذه الأمة أن تحيا حياة
رغدة ، أن تحيا حياة آمنة مطمئنة ؛ لأنهم قاموا لله بحقه وأعلنوا وصدعوا
بهذا الحق على رؤوس الأشهاد ، لذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على طلاب
العلم وبين أن الملائكة تضع أجنحتها على سبيل التحية لطالب العلم رضاً بما
يصنع ، لأن هؤلاء ينصعون لنا نهضتنا ، يحافظون على ديننا ، يدرسون شرع
الله عزوجل ويربون عليه البشر فكان هؤلاء العلماء هم صمام أمان هذه الأمة
عبر العصور .


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .

بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم **   أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم ** I_icon_minitimeالسبت مارس 09, 2013 5:33 am




الخطبة الثانية :


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .


أما بعد ،،،


تمضي
قافلة العلماء جيلاً بعد جيل في كل البلاد وفي كل العصور ، ترز هؤلاء
الأئمة المجددون المنافحون والمدافعون عن شرع الله تبارك وتعالى الباذلون
أرواحهم ودماءهم في سبيل عزة ونصرة هذا الدين الجليل العظيم .


الإمام
محيي الدين النووي من أكابر مشتغل الشافعية المتأخرين ، لما أمر السلطان
الظاهر بيبرس بجمع الضرائب من أهل دمشق وقع كل الفقهاء إلا النووي فلما جيء
به إلى قصر السلطان ، قال له الإمام النووي : أنا أعرفك ، أنت كنت مملوكاً
رقيقاً فأصبحت ملكاً عندك ألف عبد ومائتا جارية وعندك الذهب والحوائص ـ
يعني الزينات الذهبة ـ والحرير في قصرك ، عندما تبيع هؤلاء الأرقاء وهذا
الذهب اجمع الضرائب من الشعب ، فقال له بيبرس : لا أريدك أن تساكنني في
بلدي ، فرحل النووي إلى نوى وهي قرية صغيرة من قرى الشام فصار فقهاء
الشافعية وقالوا هذا أكبر فقهاءها فبعث إليه بيبرس يستدعيه ثانية إلى دمشق
فقال الإمام النووي : والله لا أساكنه فيها ما دام حياً فمات بعد أيام
قلائل .


عندما
تقرأ في سيرة الإمام النووي تجد رجلاً رقيق القلب مهذباً للسلوك والأخلاق ،
لا يعرف الكثيرون أنه وقف أمام جبار غشوم في سبيل إظهار إزالة المكوس
والضرائب الباهظة التي فرضت على أناس لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً .


كانوا رحمهم الله تعالى نبراساً يضيء الطريق لهذه الأمة الإسلامية .


إن
الأمير عيسى ابن موسى ابن عم الخليفة هارون الرشيد ، وهذا الأمير كان
طاغياً فسلب من امرأة أرضاً لها فذهبت المرأة إلى القاضي شريك فقالت : عندي
مظلمة ، قال : ومن غريمك ؟ ، قالت : الأمير عيسى بن موسى ، فأرسل إليه
القاضي من يستدعيه إلى ساحة القضاء ، فرفض الأمير ، فلما جاء الجندي أودعه
القاضي في السجن ، فجاء الحاجب من عند الأمير يشفع للجندي فودعه القاضي في
السجن فبعث إليه بعدة جنود فأخرج هؤلاء من السجن ، فحمل القاضي شريك متاعه
وقال : أنا متجه إلى قصر الخليفة ليعفني من هذه الولاية ـ يعني ولاية
القضاء ـ فتبعه الأمير عيسى بن موسى فقال له : عد إلى القضاء ، قال : فتأتي
أنت أمام المرأة وتجلس وأبعث للجند يقبضون عليك فإذا حكمت لك أو عليك بقيت
في مكاني ، فاستجاب الرجل وعاد المسجونون إلى محبسهم وقضى القاضي للمرأة
الضعيفة بأرضها وأخذ كل ذي حق حقه ، لا مجاملة ، عندما يكون هناك قانون
يسري على الجميع يسود العدل والوئام والسلام الاجتماعي ، عندما يتنازع
الناس فيجدون أن القضاة منهم المرتشون ومنهم توجه إليهم أوامر من هنا وهناك
ويدخل هذا على القاضي بشفاعة وهذا من خلال السماعة يفسد حال الأمة ويفسد
حال المجتمع لأن العدل أساس الملك ، في كل عصر من عصور الإسلام عاش علماء
الأمة يصدعون ويصدعون بهذا الحق الأصيل


في
عهد محمد علي باشا كان ابنه القائد إبراهيم باشا معروفاً بالشدة والغلظة ،
دخل إلى بلاد الشام فاحتلها ودخل المسجد الأموي فوجد شيخاً اسمه الشيخ
الحلبي جالساً ماداً رجليه في وجه هذا الأمير فاستشاط غضباً ثم قال لحاجبه
خذ هذا الكيس فيه ألف دينار واذهب إلى هذا الرجل الماد رجليه فأعطه الكيس
فإن قبله فاضرب عنقه ، فعاد الحاجب فقال للشيخ الحلبي : الأمير إبراهيم بعث
إليك بهذا المال ، فقال له الشيخ معرضاً عنه : يا بني قل لسيدك إن الذي
يمد رجليه ال يمد يده ، فعاد الرجل بالكيس إلى سيده


الذي يمد رجليه في وجه الأمير لا يمد يده متسولاً مالاً من هنا أو من هناك


كانوا في كل عصورنا قائمين بحق الله تبارك وتعالى .


هذا
الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رائد النهضة العلمية المعاصرة في العالم
الإسلامي ، هذا الرجل كان مفتياً للديار السعودية وكان الملك سعود بن عبد
العزيز هو الملك آنئذ وكان ملكاً غير حازم وعنده مخالفات فاستشاط الإمام
محمد بن إبراهيم غضباً وقرر بصفته مفتياً أن يخلع هذا الملك ، وهذا شيء لا
يعرف في عهدنا المعاصر " المفتي يخلع الملك !! " فجمع الرجل أسرة آل سعود
وأخبرهم أنه سيخلع الملك واتفق الناس على ذلك وقام الإمام محمد ابن إبراهيم
وكان الرجل ضريراً ببصره منير قلبه وبصيرته ، فقال له على مسمع من الجميع :
يا سعود قد عزلناك فأنت معزول ، قم يا فيصل ، فقام الملك فيصل رحمه الله
فبايعه الناس بالملك


"
قد عزلناك فأنت عزول !!" ، بكلمتين عزل الملك ، أرأيتم عندما يكون الإمام
إماماً والشيخ شيخاً تستقيم الحياة ، أما عندما تحولوا الشيوخ إلى موظفين
أو متسولين أو منافقين فيوضع المفتون والشيوخ الذين يسمعون كلام الأمن
وغيره من هنا وهناك تفسد الحياة كما نرى .


أين الذين قال للملك : " قد عزلناك فأنت معزول " من الذي قرأ يوماً في احتفالية أمام حسني المخلوع { كتاب أنزلناه } ثم سكت ، ثم استأنف قارئاً { مبارك فاتبعوه لعلكم تفلحون } مبارك فاتبعوه !! أي اتبعوا مبارك لعلكم تفلحون . أرأيتم التلاعب بدين الله تبارك وتعالى




أمثال
هؤلاء يذهبون إلى مزبلة التاريخ ، وأمثال أولئك حملتهم الأمة فوق رأسها
وعاشوا في وجدانها لأنهم أساس نهضتها وسر حضارتها ، صدعوا بالحق في المواقف
التي كانوا يتعرضون فيها لإزهاق أرواحهم لكنهم ضحوا في نفوسهم في سبيل
مبدأهم


هل
تعرفون بورقيبة الذي كان يحكم تونس قبل ابن علي ، هذا البورقيبة أظهر
الإلحاد وأصدر القوانين التي تساوي في الميراث بين الرجل والمرأة وحرم
الحجاب وضيق على المسلمين وحرم تعدد الزوجات وجل الطلاق أمام القاضي أي
كانت القوانين في مجملها فرنسية ، ثم إنه أراد التطاول على شرع الله فاستدع
المفتي الشيخ بن عاشور رحمه الله تعالى فقال له : أريدك الآن أن تذهب إلى
مبنى التلفاز وأن تلقي بياناً تقول فيه إن الصيام في رمضان يعطل حركة
الإنتاج ولذلك أدعوكم إلى الفطر في رمضان


تأمل ... ، ما هذا الجبروت ؟! ، يأمر الشيخ بأن يذهب يأمر الشعب بالإفطار وعدم صيام رمضان ؟!! هذا شيء غريب


فذهب
الرجل وتم بث خطبته على الهواء بأن المفتي بن عاشور سيلقي بياناً ، فخرج
بن عاشور رحمه الله تعالى فقال : إن الحبيب بورقيبه أمرني أن أقول لكم إن
الصيام يعطل الإنتاج وأنا أقول لكم قد كفر الحبيب بورقيبة بدين الله تبارك
وتعالى فسيق الرجل إلى المشنقة لكنه رفع مع السابقين من الصادعين بالحق في
سبيل الله تبارك وتعالى ، فقد حياته ولكنه حافظ على مبدأه ، حافظ على منهجه
، حافظ على دينه ، هذه أمانة سيسأل عنها هؤلاء العلماء يوم القيامة ، ماذا
يكون موقفه يا ترى لو أنه وقف أمام الله فقال أنا حرمت الصيام أو أبحت
الربا أو أبحت الاختلاط أو أبحت التبرج أو داهنت الظلمة أو هادنت الفجرة أو
حرمت وحللت في دين الله من غير علم أو على غير هدى من الله عزوجل ؟


أين
هؤلاء العلماء من أولئك الصنف من البشر الذين حرفوا دين الله تبارك وتعالى
والذين وقفوا يداهنون الظلمة الفجرة الذين حاربوا دين الله تبارك وتعالى
وأمروا الناس بطاعتهم والخضوع لهم وحللوا وحرموا ؟


يأتي
رجل بعد أربعة عشر قرناً من الزمان والعلماء جيل من بعد جيل والقرآن
الحديث يحرم الربا تحريماً واضحاً صريحاً لأتي رجل يقول للناس أن الربا لا
شيء فيه والبنوك الآن تأخذ الأموال لتشغلها وتعطيكم منها نسبة وغير ذلك من
الكلام الفارغ التافه المحشو بالجهل المخالف لدين الله تبارك وتعالى


هذه
البنوك اسمها لدارسي الاقتصاد " تجار الديون " البنك ما هو إلا تاجر ديون
يأخذ مالك ومال هذا ومال هذا ويتعامل بالربا ويرمي للناس الفتات من الحرام
الملعون فاعله على لسان النبي صلى الله عليه وسلم


جاء
هذا ليحلل اللناس الربا ، ويأتي آخر ليقول للناس إن النقاب عادة جاهلية
وليس من الإسلام ، هل النقاب الجاهلي يرضى عنه النبي صلى الله عليه وسلم
حتى يقول للمرأة المنتقبة التي أهلت بحج أو عمرة لا تنتقب المحرمة ولا تلبس
القفاذين ، أي أنه أقر بالنقاب وبالقفاذين .


هل
تسمعوا أن أمهات المؤمنين كن جميعهن منتقبات ، أكان يرضى النبي بأخلاق
الجاهلية وثياب الجاهلية أن تمارس في بيته وعلى نساءه ونساء المؤمنين بدلاً
من أن يقول : اختلف العلماء في النقاب كما هو معروف وشائع عند أهل العلم
في أنه هل هو واجب أو مستحب


هذا اخترع قولاً ثالثاً ، قال : النقاب ليس من الإسلام


بل قرأت قديماً لواحد من هؤلاء يقول الفتاة التي ترتدي من المايوه البكيني أفضل عند الله من الفتاة التي ترتدي النقاب ... بخ بخ ..


لابسة البكيني أفضل عند الله من التي لبست النقاب .. هكذا كانوا ..


هل سمعتم عن الشيخ الشيوعي ؟؟


شيء
غريب جداً !! كان هناك في بداية السبعينيات شيخ هنا شيوعي عضو في الحزب
اليساري ، فهو شيخ شيوعي ، هذا الشيخ خرج يوماً فأفتى بفتيا من أعجب الفتا
فقال المرأة التي تلبس الباروكا محجبة لأنها تغطي شعرها بالباروكة .. !!
فضحكنا ، فقال في المرة الثانية : والمرأة التي تغطي وجهها بمستحضرات
التجميل من الروج وغيره هذه المرأة منقبة لأنها تغطي وجهها بهذه المساحيق


أي
أن الذي تريد أن تلبس النقاب فالأمر هين جداً تأتي بباروكة تغطي رأسها
بدلاً من الخمار ثم تأتي بهذه المساحيق فتدهن وجهها فتصبح منقبة ، فالأمر
يسير ولماذا تضيقون على الناس ؟ !!


هذه فتيا شيخ شيوعي وكان عضواً في الحزب الشيوعي .


تأمل هؤلاء الشيوخ الذين حرفوا الأمة عن مسارها وتم تسليط الأضواء عليهم


كانت
الثورات قديماً عندما تندلع تندلع من المساجد ، كان الشيوخ في مقدمة
الصفوف دائماً ، لو أنكم تابعتم ثورات المصريين على الإنجليز كلها خرجت من
الجامع الأزهر وكان على رأسها علماء الأزهر


من الذي تصدى للحملة الفرنسية ؟ علماء الأزهر


من الذي تصدى لهؤلاء المماليك في مظالمهم ؟ علماء الأزهر


من الذي تصدى للإنجليز ؟ علماء الأزهر


فما زال هؤلاء يفتلون في الحبل والغارب حتى تحول الأزهر إلى مؤسسة ميتة قيدوه وأثقلوا كاهله بالقوانين التي أضعفت دور العلماء .


فلما خرج علماء الأزهر وجدوا أنفسهم صفر اليدين


لماذا
التف الناس حول الشيوخ المباركين الذين يدعون إلى منهج أهل السنة والجماعة
وخرج الناس وراءهم بالآلاف ؟ لأن هؤلاء علموا الناس علماً صحيحاً ، قالوا
الحق وأنكروا الباطل ، هؤلاء لم يكونوا على وتيرة الموظفين الرسميين .


لابد أن يعود العلماء إلى دورهم الطبيعي في قيادة هذه الأمة


علماء
الأمة الذين قادوا الأمة عبر العصور تفتقدهم الأمة الآن ، تفتقد جموعهم ،
أما الآحاد فموجودة في هذه الأمة ، لا يخلوا عصر بحمد الله من قائم لله بحق


قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته )


وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )


علماء
الأمة ، علماء السنة الذين ربوا الناس وخرجوا الأجيال وعلموا الناس الحق
من الباطل فاستحقوا التبجيل والتكريم وأحاط بهم الناس ورفعوهم فوق أعناقهم
لأنهم بذلوا شبابهم وأوقاتهم في سبيل الله تبارك وتعالى ، بذلوا كفاءاتهم
ومواهبهم في سبيل الله جل وعلا فاستحقوا التكريم ، فلما جاء الإعلاميون
ووجدوا الشارع خلف هؤلاء الدعاة تعجبوا ، لماذا يسير الناس خلف هؤلاء ولا
يسيرون خلف شيوخ الأزهر ؟ لأنكم دمرتم دور الأزهر ، هل يستطيع أحد من
الأزهر أن يتكلم أو أن ينشر سنة أو أن يتحدث عن باطل أو أن يعارض وضعاً
ساقطاً سقيماً قائماً ؟ لكن هؤلاء الشيوخ نشروا الحق وانتصروا لدين الله
تبارك وتعالى ولذلك أحبهم الناس ، الجزاء من جنس العلم ، والتكريم من عند
الله ، لذلك كان الإمام ابن المبارك يقول : القلامس ـ يعني التكريم
والتبجيل والحب ـ تنزل من السماء على رؤوس من يقولون برؤوسهم هكذا وهكذا ،
يعني على رؤوس طلاب العلم الذين يقودون الأمة إلى وجهتها الصحيحة


هذا الحديث يأتي في زمن أخطأ فيه كثير من الشيوخ مهامتهم واعتمدوا على أنهم يعملون عملاً رسمياً يأخذون من الوظيمة فكممت أفواهم


لابد أن تقوموا لله تبارك وتعالى بحقه


ماذا لو أن علماء الأزهر خرجوا مع علماء السنة الذين يعلمون الناس وتكاتفوا معهم ؟


سينصلح وجه الحياة في هذه البلدة وفي غيرها من البلدان


كنت
أتحدث في الخطبة قبل الماضية عن أمور ينبغي علينا أن نتعلمها ونعمل بها ،
وذكرت من خلالها ضرورة النقد الذاتي حتى نطور أنفسنا ، فكانت الخطبة قبل
الماضية تمهيداً للخطبة الماضية فتحدثت فيها عن بضع أشياء أبديت فيها برأيي
، هذا الرأي هو رأيي ذكرته على المنبر ، لم يكن خلف أبواب أو سراً أو غيره
، بل رأي يقال في خطبة يسجل وسيسمعه القاصي قبل الداني ، هذا شيء واضح في
أذهان من يحمل الرسالة من منتهاها إلى مبتداها ، وطئت للخطبة الماضية
بالخطبة قبل الماضية ، وفي الماضية تحدثت عن آراء لي ، هذه الآراء لي أنا ،
وهذه الآراء أنا لم أفرضها على البشر ، لم أقل للمستمعين أن هذا الرأي
الذي أقوله هو الحق وغيره باطل أو أن هذا الرأي لابد أن تعتنقوه جميعاً أو
تعملوا به جميعاً ، فقط أنا عبرت عن رأيي وغيري له رأي يذكره ، غيري قد
يكون رأيه هو الصواب ، غيري أنا قد يكون خطئاً لكني بتفكيري أو بمبلغ علمي
أرى أن هذا هو الرأي الصواب .


البعض
لم يفهم هذه الخطبة ، فهم منها أن فيها تشغيباً أو تشنيعاً أو تجهيراً على
السادة الشيوخ الأكارم ، هؤلاء الشيوخ هم أساتذتنا جميعاً ، هؤلاء الشيوخ
هم الذين علموا هذه البلد كلها وليس الإسكندرية فقط منهج أهل السنة
والجماعة ، أنا حضرت هذه الدعوة من أول يوم أسست فيه ، كنا مجموعة من
الطلاب في كرموز في مسجد التوحيد وكنا من أول الذين دخلوا في المدرسة
السلفية عند تأسيسها ، ولذلك نحن نعرف قدر هؤلاء الشيوخ لأننا عاصرناهم
طلاب صغار في الجماعة الإسلامية في الجامعة ثم مؤسسين للمدرسة السلفية ثم
معلمين لنا دروس العلم الشرعي حتى آتت هذه الدعوة أكلها بإذن لله تبارك
وتعالى ، فهذا الجيل له كل التكريم مني ومنكم ومن الجميع ، ليس تكرماً أو
تفضلاً ولكن لأن هذا حقهم ، هؤلاء بذلوا مواهبهم وأوقاتهم وعلمهم في سبيل
تعليم هذه الأمة ، فالكلام لم يكن موجهاً لهم بل أنا كنت أرفع شكواي لهم
ليحققوا فيها أو ليعملوا بالصالح من هذه الرؤيا ، حين قلت : ألا يوجد مجلس
أمناء يراجع هذه البيانات قلت ألا يوجد مجلس عقلاء ؟ أنا كنت أريد أن أقول
ألا يوجد مجلس أمناء ؟ أي مجلس هؤلاء الشيوخ الكبار يراجعون هذه البيانات
الصادرة ؟


فحين
تحدثت إلى واحد من هؤلاء الشيوخ الكرام شرح لي أنه هو شخصياً يراجع هذه
البيانات ، فسكت لأن هؤلاء لهم التكريم والاحترام والتبجيل ، نعم نحن لا
نقول هذه شخصيات معصومة أو مقدسة أو إذا أخطأت نحمل أخطاءها ، لا بل ولا هم
يقولون ذلك ولا هم يقبلون منا ذلك إن فعلنا نحن مثل هذه الانحرافات ،
ولكنني أردت أن أوصل شكوى ، الخطبة لم تكن نصيحة ، البعض يقول أن هذه نصيحة
على الملأ والنصيحة فضيحة ، هذه ليست نصيحة ، هذه الخطبة كانت اعتراضاً ،
أي إنسان يقرأ مثقف متعلم يعلم أنه لا مجال للنصيحة على المنبر ، النصيحة
تؤديها أنت لشخص بينك وبينه لانحراف وقع فيه فتقول له يا أخي اصنع كذا أو
كذا ، ولكن عندما أتحدث أنا على المنبر فأنا أعترض لا أنصح ، أنا كنت
معترضاً ، راجعوا الخطبة ستسمعون رأي المعترض على بعض الأوضاع لأننا جميعاً
نركب في سفينة واحدة لكن اعتراضي لم يكن على هؤلاء الشيوخ الذين تربيت بين
أيديهم وهم أعطوني هذه الفرصة وهم سمحوا لي بأن أتحدث من خلال منابرهم ،
هذا لم يكن وارداً في حسباني ، أنا رجل واضح ولو كنت أقصد هؤلاء لسميتهم
بأسمائهم ، أنا أقصد انحرافات أقع فيها أنا وأنتم ومن بالخارج وهؤلاء
وأولئك ومن يسمون بالمسئولين وغير ذلك ، كنت أريد أن أوصل رسالة اعتراض على
قطاع من هؤلاء المسئولين لا يصلحون الآن لهذه المرحلة التي نحياها لأنهم
أدوا أقصى ما عندهم وليس عندهم ما يؤدونه الآن


وقلت
في الخطبة قبل الماضية لو تذكرون حينما أقول مثلاً أنني أنا ليست إدارياً
أو تقول أنت ليس أنك ليس إدارياً فهذا ليس طعناً في ، هناك أمور وزعها الله
تبارك وتعالى على الخلق ، هذا إداري وهذا مفكر وهذا ذكي وهذا له صوت جميل
وهذا خطيب وهذا كاتب وهذا متعلم وهذا قوي البدن وهذا وسيم الشكل وهذا غني ،
مواهب وزعها الله على الخلق ، لا يوجد سوبرمان عنده كل المزايا وجميع
البشر لا يحملون شيء ، أنا لا أقصد ذلك ، أنا لم أكن في مقام النصيحة ولم
أكن مؤدي نصيحة للذين ظنوا أنني أنصح


ثم
خرج بعض الناس من الطيبين المحبين للغير فأخذوا من الخطبة كلمات وألقوا
بها في آذان بعض الناس ورددوها ، فقالوا هذا يشتم الشيوخ وهذا قال عن مجلس
الأمناء أليس لهؤلاء الأمناء مجلس عقلاء ؟ ، هذا لم أقله ، أنا أقصد بمجلس
العقلاء مجلس الأمناء ، لم أقل هؤلاء يحتاجون إلى عقلاء وكذا وكذا والناس
تأتي والناس ستسمع ، بل أنا أريد الناس أن تسمع يا أيها الناس ، هل أنا غبي
إلى الدرجة التي أخاطب بها الناس وأريد ألا يسمعون أو يتحدثون ؟ أنا طرحت
هذا الكلام ليسمعه الناس وليتحدث به الناس ، هذا كلام واضح ، البعض يريد
ألا يتكلم أحد فلتخرس الألسنة ولا تتحدث ولا يتحدث أحد ولا تعطي الناس فرصة
،


نحن
نعبر عن آرائنا ، هل نحن حملنا عليكم السلاح ، هل أنا فرضت على هؤلاء
المستمعين رأيي وقلت أنه الصواب ولابد أن تحملونه ؟ ، لا بل أنا أقول للناس
فكروا وتحدثوا واحملوا أفكاركم إلى هذا الجيل التاريخي ، هؤلاء الناس من
أثقل خلق الله ولا أزكيهم ولكنني عشت معهم من عام 1376 إلى هذا اليوم ،
خالطهم جالستهم سافرت معهم جلست معهم في معسكرات في مخيمات في لقاءات في
اجتماعات وفي كل مكان ، عملت بحمد الله في جميع القطاعات منذ الصغر وأنا في
الصف السادس الابتدائي إلى يومي هذا، ولذلك أنا أكثر منكم جميعاً تعصباً
لهؤلاء الناس لأنني شخصياً استفدت منهم أكثر منكم جميعاً وتعلمت منهم في
فترة كانوا متفرغين فيها قبل الآن عندما أصبح علماء الدعوة بحمد الله بمئات
الآلاف ، فالخبيث الذي حمل للناس أنني شتمت فلان وفلان هذا كاذب ، فالخطبة
مسجلة والخطبة ستجدونها تبرع على الأرصفة وستسمعونها بإذن الله على الشبكة
الدولية ، وستسطر هذه الخطب كلها في كتب بعد ذلك ، هذه الخطب جزء من
تاريخي أنا فما كان فيها من خطأ سأثبته كما هو لأن الناس لابد أن تطلع على
الخطأ وعلى الصواب ، القرآن الكريم عندما تحدث عن عقائد المشركين أثبتها ،
الله تبارك وتعالى قال { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } فهذا طعن في الذات الإلهية ومع ذلك أثبته الله تبارك وتعالى ورد عليه


السنة
المشرفة عندما تقرأون في كتب السنة الرجل الذي قام فقال للرسول أمام الناس
: اعدل واتق الله ، رواه السنة لم يقولوا احذفوا هذه الكلمة ففيها قلة أدب
على الرسول صلى الله عليه وسلم ، نعم فيها قلة أدب على الرسول صلى الله
عليه وسلم بل فيها فيها خروج على الدين ، ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن
نثبت كل هذا التراث ليعلم الناس من الذي بدأ بحركة الخوارج ومن الذي بدأ
بالتشيع ومن الذي بدأ بكذا وكذا .


فهذه
الخطبة جزء من تاريخي أنا ، الخطبة الآن أصبحت في زمة التاريخ فهي مضت ،
لا يمكن أن نسحب خطبة من عقول الناس ، لا يمكن أن ترد الآن أنت على خطبة في
مجلس مغلق وتقول ماذا يقول هذا الرجل وهذا الرجل فيه كذا وكذا ، أنا أناقش
فكرة ولم أناقش أشخاص ، أنا لم أرد على أشخاص ولم أقل فلان وعلان ، أنا
كنت أنتقد سياسة أو فكرة معينة ، وما هو أشد من ذلك نقلت للشيوخ أنفسهم ولم
أذكره هنا على المنبر ، فلابد أن يكون عندنا مساحة للحوار ، هذه الخطبة كل
ما فيها انا مقتنع فيه وأنا قلته وأنا متمسك به ولكنني في المقابل كنت
أريد أن أوضح لكم أن هذا الجيل كنت وما زلت وسأظل بإذن الله تعالى أحمل لهم
كل الحب والتقدير ، الجيل الذي يسمى الآن مجلس أمناء الدعوة ، هؤلاء
الأمناء الستة الكبار الشيوخ الأفاضل الذين حملوا الدعوة وضحوا بمواهبهم
وأوقاتهم وراحتهم في سبيل أن نتعلم نحن هذا المنهج ، وانتقلت السلفية
الإسكندرية إلى جميع المحافظات من هذه المدينة على هؤلاء الشيوخ وكانوا
صغاراً طلاباً في الجامعة ولكنهم كانوا أكبر بمواهبهم وعلمهم من هذه السن
التي كانوا يحيونها .


عدت
وزدت ولا أحب الكلام الكثير ، ولكنني وجدت نفسي مطالباً بأن أبين لبعض
الناس ربما كان في الخطبة لا يسمع أو نائم أو مهموم بمشكلة ، ولكن الكارثة
العظمى أن معظم هؤلاء الذين خرجوا يدعون فاعلي الخير إلى الشيخ فلان والشيخ
فلان أن فلان قال كذا وكذا على حد تعبير بعض هؤلاء الشيوخ حينما حدثني قال
: وفوجئت أن المتحدثين لم يسمعوا الخطبة ، فكان يسألهم هل أنت سمعته يشتم ،
يقول سمعت قيل لي كذا وقيل لي كذا ، فهذا عيب في حقك ، أنت رجل عاقل لابد
أن تسمع أولاً وحلل الكلام ثم اعترض على الفكرة ولا تعترض على الشخص ،
الاعتراض على الشخص لن يأتي بفائدة


عندما
يأتي رجل يهودي مثلاً يتحدث ويذكر كلاماً كفرياً فعندما آتي أنا لأرد على
هذا الكلام الكفري من اليهودي أو اللبرالي أو غيره فأرد عليه الفكرة وأناقش
الفكرة ، فما الفائدة أن أقول للناس عمر حمزاوي اللبرالي يشرب الخمر وضبط
متلبساً في بيت الزنا وعنده امرأة أمريكية ومتزوج من ألمانية وأولاده كذا
وكذا ، أنا لا أتحدث عن حمزاوي ، أنا أريد أن أتحدث عن المبدأ الذي دعا
إليه حمزاوي أو غير حمزاوي


نريد
أن نناقش الفكرة ، أنا انتقد سياسة ولم أنتقد أشخاصاً ، انتقد مجموعة من
الناس أصبحت منتفذة من الأمور ، ليس كلهم ، بل فيهم أناس يصلحون لهذا
المكان وفيهم أناس لا يصلحون للمكان الذي هم فيه من إدارة المساجد وغيرهم ،
هؤلاء ينضمون إلى إخوانهم ويتم انتخاب غيرهم من الناس ليحلوا محلهم ممن
يسمون بالإداريين وغيرهم .


لزم
التنويه وما زلت أكرر أن هؤلاء الشيوخ الكبار هم شيوخي وأساتذتي وأنا
استفدت منهم بحمد الله أكثر من أي أحد ولن أعنهم أبداً بأي كلام ولم أعنهم
أبداً بأي انتقاد ، وهم مع ذلك في حس بشر ليسوا معصومين فهم يخطئون كما
يخطئ غيرهم وقد يأخذون قراراً خاطئاً كغيرهم ، ولكن ذلك لا يهدم مكانتهم
ولا كفاحهم ولا جهودهم ، ولكني انتقد غيرهم ممن يعملون تحت إشرافهم أو تحت
مسئوليتهم من هؤلاء المسئولين الصغار ، أردت أن يتم تغيير السواد الأعظم
منهم ، فهذا رأيي ولم أفرضه ولم أقل ينبغي أو لابد أن تغيروا أو سنحدث ثورة
أو سنحدث انشقاق أو سنحدث كذا ، فهذا كلام فارغ ، نحن نوجه في إطار الأسرة
الواحدة فإذا عمل بهذا الكلام فبها ونعمة وإن لم يعمل بها فسنظل نواصل
العمل مع هذا الفريق المبارك


ونوجه
أيضاً من خلال هذه المنابر ليعلم الناس أن هذه الدعوة ليست دعوة ميتة وأن
هذه الأسرة السلفية الكبيرة تستوعب كل الأفكار وكل التوجهات ، لزم التنبيه
والتنويه .


أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما قلنا وسمعنا


اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ورزقاً واسعاً وديناً قيماً وشفاءً من كل داء


ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار


اللهم اشف مرضانا ، اللهم اشف مرضانا ، اللهم اشف مرضانا


اللهم ارحم موتانا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهل الله رجال كانوا يصدعون بالحق ولا يخافون في الله تبارك وتعالى لومة لائم **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تفسير قول الحق تبارك وتعالى: { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان } [يوسف:24]
» التوكل: وهو تفويض الأمر إليه سبحانه، وتعلق القلوب به تبارك وتعالى؛
» تفسير قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؟
»  رجال خالدون : ( بلال بن رباح ) رضي الله عنه ، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
» يقول تبارك وتعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل: 1-2]. سؤال يخطر بالبال: لماذا جاء هذا النص الكريم بهذا الشكل؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: شخصيات اسلامية-
انتقل الى: