أنتِِ وأهله..

أنتِِ وأهله
عبدالرحمن القرعاوي2014/03/21

حينما تنتقلين من بيت أهلك إلى بيت زوجك فإن أمراً سيطرأ عليك يتمثل في وجود أشخاص قريبين منك، هم أهل زوجك، وعلى وجه خاص والدته، وأخواته، وقد يكون لهم أثر على علاقتك بزوجك، سلبا أو إيجاباً، وربما يطال التأثير حياتك بشكل عام، وحول هذه العلاقة أبعث لك برسائل قصيرة، وإن كنت أرى أن الموضوع مثله مثل كثير من المواضيع الأسرية لا يحيط به مقال، لكن هي إشارات:
-قالت إن أخوات زوجي يتعاملن معي بحدة، وينتقدن طريقتي مع أطفالي، أشعر بكرههن لي، قلت: كيف هن مع بعضهن؟، قالت: يتعاملن بنفس الطريقة، فأجبتها: إذن هذا طبعهن، وإن لم نتفق على صواب التصرف، لكنهن لم يقصدن الإساءة إليك.
- قد تبتلين بأم زوج شديدة الغيرة، ثقي أن الأم لا تريد التعكير على ابنها، لكنه مرض الغيرة، فلا تحقدي عليها كعدو، بل ارحميها وتعاملي معها كمريض.
- قالت: إنه يبذل لأهله، ونحن لم نمتلك بيتا، فسألتها هل تسكنون في الشارع، قالت: لا بل في إيجار، فقلت لها: إن الزوج ليس ملكا لك، فلا تتدخلي بطريقة تعامله مع أهله، أو بذله من ماله لهم، ما دام قائماً بحقكم.
- قالت له: أريد التخلص من أم زوجي، أريد قتلها، فأعطاها محلولا وقال ضعيه في طعامها، وسيقضي عليها بعد شهر، لكن حاولي أن تتلطفي معها وتتقربي إليها خلال هذا الشهر، حتى لا يشك فيك أحد، وقبيل نهاية الشهر جاءته تبكي: لا أريد أن تموت أم زوجي، إنها أفضل مما تصورت، فقال: لا تقلقي، المحلول مجرد ماء، لكن الدواء هو حسن تعاملك الذي قتل سوء العلاقة.
- قالت لي: أخت زوجي تقول لزوجي: زوجتك متكبرة، ولستُ كذلك، فسألتها: هل تتفوقين عليها بشيء، جمال أو دراسة، أو تزوجتِ في سن أصغر منها وما زالت عزباء، قالت: نعم، قلت: ركزي على نقاط تميزها، قولي: يعجبني ذوقك في اختيار الملابس، والاكسسوارات، واستعيني بها في اقتناء بعض مشترياتك، قولي: ما ألذ هذه (الحلوى) التي قدمتها، أريني طريقة تحضيرها، وبذا تشعر بأنك تدينين لها بالتميز، فيزول عنها هذا الشعور.
- ابني علاقتك بهم على (العفو والتسامح، وحسن الظن، والتغافل، والابتسامة، والمبادرة)
- لا تشتكيهم إلى زوجك، ألست تكرهين أن يشتكي إليك سوء تعامل أهلك، وكذا هو إن وقف في صفك اتهموه، وإن وقف في صفهم اتهمته، فلا فائدة من إخباره، ولا جدوى من تدخله
- لا تذكري له عيوب أمه وأخواته، بل اذكري الخير الذي فيهم، ولأجله تحملي منهم أي خلق سيئ.
- إذا كان هناك أي مشكلة بين زوجك وأهله فكوني رسول سلام بينهم، ولا تتكلمي فيهم بسوء، فيرضى عنهم، ويبقى ما قلت خالدا في ذهنه، وربما جعل كلامك (فلترا) يمرر من خلاله تصرفاتك معهم لاحقا.
- قربي زوجك من أمه وأخواته، تؤجري في آخرتك، وذلك من رصيدك في قلبه.
- احذري (أنا أو أهلك)، ولا تتضايقي أو تعارضيه عندما يحرص عليهم مع إساءتهم لك، فهم أهله، ومن لم يكن قريبا من أهله، فمن باب أولى سيأتي اليوم الذي يتنكر فيه لزوجته.
أسعد الله أيامكِ.