من مواقف العلماء في ألحق

من مواقف العلماء في ألحق

العلماءَ الرَّبانيينَ هم (القدوة) بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الغر الميامين رضوان الله عليهم
، فهم كالكواكب الدرية تضيء السماء ؛ فبهم يهتدي النَّاسُ في هذه الحياةِ ؛ فإذا لم يصدعوا بالحق سادَ الظلامُ وتخبَّطَ الناس في الظلمةِ ؛ فأشكل عليهم الأمر فلا يعرفونَ للحق طريقاً ، ولا يهتدونَ للرشد سبيلاً
وكما أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أحدُ السلفِ رحمه الله- قال
(مثل العلماء مثل النجوم التي يُهتدى بها، والأعلام التي يُقتدى بها ، إذا تغيَّبتْ عنهم تحيَّروا,وإذا تركوها ضَلُّوا)

إن العلماء الربانيين هم العلماء الصادقين الذين يُعرفون بمواقفهم في نصرة الحق والغيرة عليه والذود عن حياضه

إن العلماء الربانيين هم الذين يحركهم دينهم تقرباً لله واتباعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم فيقودون أمة الإسلام للحق

إن العلماء الربانيين هم من لا يرتجي مالاً أو منصباً من أحد ولا يرضى أن يعطى الدنية في دينه

إن العلماء الربانيين لا تجدهم ألا في أماكن العبادة والعلم ، أو في ميادين الجهاد النصح والارشاد

إن العلماء الربانيينلا يغشون مجالس الأمراء والمترفين ألا للنصح والتحذيرمن انتهاك الحرمات والحث على الطاعات

إن العلماء الربانيين أشد حذراً من متاع الدنيا الزائل من غيرهم ، مرّ الحسن البصري رحمه الله ببعض العلماء على باب أحد السلاطين فقال : أقرحتم جباهكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم أما إنكم لو جلستم في بيوتكم لكان خيراً لكم، تفرّقوا فرّق الله بين أعضائكم

وهنا بعض المواقف لبعض العلماء الربانين اسميتها
من مواقف العلماء في ألحق

الامام مالك
قيل لجعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو ابن عم أبي جعفر المنصور
أن مالك لا يرى بيعتكم هذه بشيء
فغضب جعفر ودعى الأمام وماعاد الأمام عن قوله
فجرّده وضربه بالسياط حتى خُلع كتف الأمام
وذكر ابن الجوزي في (شذور العقود) في سنة سبع وأربعين ومائة
وفيها ضرب مالك بن أنس سبعين سوطا
لأجل فتوى لا توافق هوى السلطان

البخاري
ارسل اليه الامير خالد بن احمد الذهلي والي بخارى
" ان احمل الي كتابي الجامع والتاريخ وغيرهما لاسمع منك "
فقال البخاري لرسوله
انا لا اذل العلم فان كانت لك الى شيء منه حاجة فاحضر فى المسجد او داري
وان لم يعجبك هذا فانت سلطان فامنعني من المجلس او فى داري
وان لم يعجبك هذا فانت سلطان فامنعني من المجلس
ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لاني لا اكتم العلم

الأوزاعي

وعندما قدم عبد الله بن علي العباسي الشام، وقد قتل من قتل من بني أمية بعد ذهاب دولتهم، استدعى الإمام عبد الرحمن الأوزاعي، وهو في جنده وحشمه، وقال له: "ما تقول في دماء بني أمية؟
قال الأوزاعي:
قد كان بينك وبينهم عهود، وكان ينبغي أن تفي بها
قال الأمير العباسي: ويحك! اجعلني وإياهم لا عهد بيننا
قال الإمام: فأجهشت نفسي وكرهتُ القتل، فتذكرت مقامي بين يدي الله تعالى فلفظتها
وقلت: دماؤهم عليك حرام.
فغضب الأمير وانتفخت عيناه وأوداجه، فقال: ويحك! ولِمَ؟ أوَليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى لعليٍّ؟
قلت: لو أوصى لعلي ما حكم الحكمين؟! فسكت وقد اجتمع غضبه، فجعلتُ أتوقع رأسي يسقط بين يديه، فأشار بيده هكذا، وأومأ أن أخرجوه. . فخرجت.


سفيان الثوري

قال سفيان الثوري: أُدخلت على أبي جعفر المنصور بمنى
فقال لي: ارفع إلينا حاجتك.
فقلت له: اتق الله، فقد ملأت الأرض ظلمًا وجورًا.
قال: فطأطأ رأسه ثم رفعه، فقال: ارفع إلينا حاجتك
فقلتُ: إنما أُنزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار
وأبناؤهم يموتون جوعًا، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم
فطأطأ رأسه ثم رفعه فقال: ارفع إلينا حاجتك
فقلت: حج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لخازنه: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهمًا
، وأرى هاهنا أموالًا لا تطيق الجمال حملها وخرج

عز الدين بن عبد السلام

عندما حالف الملك إسماعيل الصليبيين وسلَّم لهم صيدا وغيرها من الحصون الإسلامية
، وذلك لينجدوه على نجم الدين بن أيوب ملك مصر،
أنكر عز الدين بن عبد السلام سلطان العلماء آنذاك هذه الفعلة
، وحاسب الملك عليها من على المنبر يوم الجمعة.وذمَّ الملك وقطع الدعاء له من الخطبة،
فأُخبر الملك بذلك، فورد كتابه بعزل ابن عبد السلام عن الخطابة واعتقاله ومنعه من الإفتاء في الناس
، ثم بعث إليه الملك يعده ويمنيه، فقال له الرسول: تُعاد إليك مناصبك وزيادة، وما عليك إلا أن تنكسر للسلطان.
فما كان جواب الشيخ إلا أن قال: والله ما أرضاه أن يقبِّل يدي، يا قوم أنتم في وادٍ وأنا في واد.

ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ

لَمَّا حَجَّ المَهْدِيُّ، دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ،
إِلاَّ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
( المُحدّث)
فَقَالَ لَهُ المُسَيِّبُ بنُ زُهَيْرٍ
قُمْ، هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ
فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ.
فَقَالَ المَهْدِيُّ: دَعْهُ، فَلَقَدْ قَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِي رَأْسِي