محاكمة الدجال في القضية 777 بمحكمة الجنايات السفلية لمحاكمة عاجلة وقد بدأت المحكمة جلستها اليوم 13/8/2014 باستكمال عرض القضية وطلبات النيابة

بواسطة ‏كامل عشري‏
السلسلة الحرة (24)
بدأت الجلسة الخامسة لمحاكمة الدجال في القضية 777 بمحكمة الجنايات السفلية لمحاكمة عاجلة وقد بدأت المحكمة جلستها اليوم 13/8/2014 باستكمال عرض القضية وطلبات النيابة

عرض القضية وطلبات النيابة (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيدي القاضي إن هذا المتهم الماثل أمامكم قد تفنن في صناعة الكهنوت في كل الأديان وزاد فنه في الإسلام .. سيدي القاضي إن إزاحة الكهنوت أول الطريق لمواجهة الدجال .. فقد وقع فيها أديان قبلنا ومنذ زمن نصبت المصيدة لنا .. ومن خلال جهلنا وجهالتنا وعمائم الطغيان ..

فلماذا يسيطر الدجال على القطيع طالما له رعيان سدنة دين ألعوبة في يد الدجال ما بين عشق هوى أو منصب أو شهرة أو مال ..

والكهنوت أهم سلاح للدجال .. فالأوتوقراطية هي الممهد الأساسي للدجال عندما يستلم كهنوت العالم من أعوانه ليسلمه القطيع جاهزاً للركوع ثم السجود .. ثم الذبح والشواء للقليل الذين ينكروه.. فداعش إصدار متقدم في بلاد الرافدين وسوريا وقريباً في مصر وبعدها الحجاز .. ولكن في مصر فقدوا كثيراً من أدوات الكهنوت ولكن يريدوا أن ينسجوا كهنوت جديداً من خلال مرتزقة في إحدى المؤسسات .. وأرادوا أن يزج بعض سدنة السلطة القدامى وأرادوا أن يتمترسوا وراء المؤسسة وتصوروا أن السلطة ستعيد استبدال كهنوت السلفيين أيام مبارك بكهنوت آخر يسيطر على جوانب كثيرة منه ومنذ فترة الإخوان والسلفيين وأفكار الداعشيين .. فتصحيح المسار يحتاج لمناورة كي لا نقع مرة أخرى في الضلال ومن لا يعي ما يحدث الآن ربما يعي بعد قليل .. فما يحدث يروق للسلطة ولكن ستظل هي بعيد .. فالعرض مستمر وتعرية الواقع الأليم مستمر وبلا هوادة ولا كهنوت

فقد دعم هذا الدجال رجل الدين المحترف وصنع له مركزه المرموق والسلطوي العظيم بالدين وشكل أبشع شكل انتهازي في التاريخ لدين المسلمين فجعله يجلس أمام المسلمين في مقعد نبي المسلمين الخالي بوفاته ليعظ ويفتي ويحكم وينفذ أحكامه حتى أصبح العقل اللاواعي للمسلمين تحت سيطرة هؤلاء المحترفين فأصبح يعتقد اعتقادا راسخاً أن هم القادرون وحدهم على التواصل مع الدين فجعله هذا الدجال الدين الإسلامي طلاسم غامضة وأنه لا يجب أن يغوص فيها غير المختصون المدربون المهرة في قيادة الجواد والتلاعب بالعباد على هوى السلطات التابعة في الغالب للدجال .. وأضفوا على نفسهم القداسة وأقنعوا المسلمين أن المسلم العادي ليس منوط به التفكير فالغوص في الدين خطر وعليه اللجوء فقط لهذا الكهنوت

وأصبح وجود رجل الدين في الإسلام ضرورة رغم أنه هو الدين الوحيد الذي لم ينص لا معنى ولا مبني على شيء اسمه رجل الدين

وما ابتعد الدين عن فهم الناس إلا لأنه مغلق على معنى واحد ووضعوا حوله السياج بشروط تعجيزية واضافات وحشو من قواعد فقهية وحديث وتفاسير التفاسير وليتوه الناس في عالم الدجال جعلوا من دين المسلمين أكبر دين في العالم من حيث مساحته وشروط التعامل معه رغم أنه كان هو الأبسط بين كل الأديان

بل لم يكتفوا بذلك فقسموه لشيعة وسنة وسلفيين وإخوان وآلاف المرجعيات ومن انقسام لانقسام

فما حدث لدين المسلمين على يد فقهاء السلاطين .. فقد توافقت السلطات الدينية والدنيوية على احتكار فهم نصوص الدين وتكفير وتبديع ومطاردة وتصفية أي فهم مختلف ثم تطور الوضع أكثر وأكثر .. فعندما تم إغلاقها على خادمي السلاطين .. كان في المقابل ظهور فرق وجماعات أدعت هي الأخرى حقها في احتكار الدين .. فهذا في كل مرة يصنع الدجال الأضداد .. وظلت الأضداد تتناحر حتى زماننا هذا ما بين كهنوت رجال السلطان وكهنوت الفرق والجماعات .. فكان الفرق بينهم .. كالفرق ما بين ما هو شاذ والأكثر شذوذاً .. فكان لابد لكلا الطرفان أن يزيدوا في الطلاسم كي يبقى لهم وجود فأصبح حرز مغلق ملزم للجميع بل وتم وضع شروط لأي مجتهد تجعله في البدء ملتزما بفهم من خلفه وجعلوا لمن اتبعوا فهمه أصنام فيدور في فلك الصنم ووضعوهم موضع المقدس .. فكان لابد في المقابل أن تأتي الفرق والجماعات هي الأخرى بالعجول المقدسة .. في مباراة أضداد الدجال وكان آخرهم حسن البنا وسيد قطب في الإخوان وطابور من شيوخ السلفية ليمهدوا لفتن آخر الزمان

فكل فريق في سدنة الإسلام جعل من شخوص لديهم هم أهل الذكر المقصودين بالآيات “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” رغم أن المقصود بها مع نزول الوحي هو سؤال أهل الكتاب للتيقن من صدق الوحي الإسلامي.. وبذلك نجحوا من ختم الفم بالشمع الأحمر وغلق العقل بالبرسيم

وبذلك تقدمت فئات معينة تقول أنها حامي حمى الإسلام وأصبح يردد خلفها خرفان بحرمة السؤال خارج المسموح .. فهذا السؤال والبحث سيؤدي لاستخدام العقل الذي هو ميزة الإنسان عن باقي المخلوقات فكيف يحدث هذا والقطيع سوف يتم تسليمه في الوقت المناسب للدجال .. وبالتالي إذا استخدمت العقل فسوف تستخدم التفكير المنطقي والتفكير المنطقي سيسقط كل خرافة وكل دجل ويتحداها .. فكيف كان سيخدعنا الدجال .. إذا كانت عقولنا تعمل وليس منا خرافاً تعبد الكهنوت وتشرك بالله .. فإذا كنا نفكر بطريقة منطقية كيف ستنطلي علينا خدع الدجال

فحرمنا هذا الدجال من عقولنا من خلال هؤلاء الذين أضلونا من سدنة الدين وجمدوا عقولنا وجعلونا مقلدين أتباع .. بل أنهم إحتالوا على الناس وقالوا لهم كل بدعة ضلاله وأطلقوا للسدنة العنان في السيطرة على القطعان رغم أن الضلالة هنا في الابتداع فقط في العبادات .. فأغلقوا الباب عن أي إبداع في الحياة .. فسخرهم هذا الدجال للعودة للعصور المظلمة بالشعوب ليتخلفوا ويتركوا ميادين الحضارة ويهدوا العلم من الإسلام إلى الدجال ويأخذوا في المقابل الجهل وبرسيم القطعان .. فأصبح النعيم لأتباع الدجال المقربين وليطحنوا الشعوب المظلومين بكهنوت الدين

وكي يتمكن الدجال من حصد مزيد من تخلف المسلمين فدفع هؤلاء الكهنة وسدنة الدين كي يحصلوا من السلاطين والدنيا على أعظم نصيب ممكن من النعم فجعلوا المسلم في رؤيته المستقبلية لا يرى مستقبل حياته في أرضه ولا كيف يكون أفضل ولا كيف يطور حركة الحياة بل يقفزون به إلى مستقبل أبعد هو الحياة الأخرى لأن الحياة الدنيا هي متاع الغرور وهي إلى الفناء بينما الباقيات الصالحات خير عند ربك وأبقى . وكان نتاج ذلك أمثال داعش التي تسعى لتسريع إيصال الناس إلى الحياة الأخرى ولبسوا التخلف والمقت والكراهية في قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم .. وبذلك تم تركيز الثروة في يد القليلين .. ليشاركهم فيها الدجال وإلا أفقدهم ما هم فيه من نعيم ويأتي بغيرهم ليقودوا الأنعام .. وبذلك كانوا مضطرين أن يسلموا خيرات بلادنا لدولة الدجال لتزدهر من ثرواتنا ونحن مخدوعين وسدنة الدين للدجال مبررين

ومع الوقت صنع الدجال للدين الإسلامي سدنته ثم بعث الاستعمار لبلادنا لينقسم السدنة لجزئين جزء يهادن السلطة الجديدة وقوى الاحتلال وما بعدها وصولاً لتحرير زائف لبلادنا فيصبح سدنة الاحتلال هم نفسهم سدنة الحكام الجدد وكلاهما السدنة والحكام تابعين للدجال أما باقي السدنة والذين لم يتعاملوا حينها مع الإستعمار وكأنهم يقاوموه وأنهم مع الناس ظاهراً ضد الاحتلال وهم في الحقيقة مع الاحتلال والسلطة التي تليها باطناً ومع الناس ظاهراً .. وليس هناك مثال ظاهر لا لبث فيه لهذه الفئة مثل الإخوان والوهابيين ومن باطنهم السلفيين .. فالإخوان كانوا صنيعة الإنجليز وكذا الوهابيين صنيعة الإنجليز ونشأة إسرائيل الدجال كان صناعة الثلاثي الإخوان والوهابية والإنجليز .. وهكذا ظاهراً يقاومون الاحتلال ودولة الدجال .. وقد خدعنا الدجال وأغلق عقولنا بالمتاريس .. فهل تعلم أن رغم هذا التقسيم والميراث للسدنة ما بين فريق المؤسسات الدينية والمنظمات الدينية الدولية حول العالم وفي الجانب الآخر فريق الجماعات والميليشيات .. إلا أنهما دائماً بينهما تحالف تحتي بين الفريقين يدعمان بعضهما باستمرار.. وهذه مفاجئة اليوم عن ما صنع فيكم الدجال فجميعكم تتعصبوا لفريقين كلاهما تحت حكم الدجال

فيكفي أن تسأل لماذا لم يقدم المسلمين منذ زمن طويل خيراً للبشرية لا طالما أنه الدين الحق الصالح لجميع الأزمان .. والإجابة أنكم إتبعتم سدنة الدجال وتوقفت العقول عبر الأجيال بفعل سدنة الدجال

فلتعلم أن الفقيه الذي هو ليس دجالاً وليس سدناً للدجال في الإسلام سيعكف لإجلاء الغموض الكامن في النص الديني للناس ويساعدهم في تحريك عقولهم ومعرفة كيف يتعاملوا مع دينهم ويحضهم على إعادة الفحص والتأمل والتدبر والتفكير

.. فإذا فعل هذا فهذا ليس سادن ولا تابع للدجال لكنه رجل أمين يدعو إلى الذكر الحكيم .. بالموعظة الحسنة وتحريك العقول الجامدة من غيابات الجب الذي صنعها لكم الآثمين ليقودوكم لخراب العالم يا مسلمين فأيكم مفتون بسادن يريد أن يصعب عليك الأمور ويفسر النص الغامض بما هو أكثر غموضاً وتشتيت .. وبلحن القول يغلق عقلك عن التفكير ويدفعك للتقليد .. إنه الدجال بأبشع صوره .. فإغلاق العقل هي أكبر جريمة إنسانية بعدها يأتي استحلال القتل والمال والفروج في أبشع فتنة في التاريخ يشهدها زماننا .. لننزلق تحت أقدام الدجال ساجدين واضعينه بأيدينا على عرشه في إسرائيل .. فلتستفيقوا يا مسلمين فالله خاطب كل الناس ولم يخص أحدهم فقط بالتدبر والتفكر وتعقل الأمور

" .....مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ..." الأنعام 38
" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " الكهف 54
" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " الزمر 27
" الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " هود 1
" .... وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا " الإسراء 12
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيراً هلا تتأملوا قول الله تعالى
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" النساء 82

روابط السلسلة الحرة
https://www.facebook.com/notes/كامل-عشري/روابط-السلسلة-الحرة/596013917151298