الصهيونية والسيطرة على مراكز صنع القرار العالمي ومظاهره.
خيوط العنكبوت - الكاتب على مقلد
قلت في كتابي "خيوط العنكبوت - الحلم الصهيونى ومخططات تقسيم الوطن العربى" الفصل الثالث ،الصهيونية والسيطرة على مراكز صنع القرار العالمي ومظاهره. (وهى متطفات عبارة عن اسطر معدودة ومن أراد الاستزادة فيرجع للكتاب)..
1-التقاء الاصولية المسيحية للبروتسانت مع الأصولية الصهيونية اليهودية، ومظاهر ذلك على مراكز صنع القرار الدولي: -
إن فكرة إعادة وتشييد دولة إسرائيل هى إحدى الركائز الرئيسية، لدى طائفة المحافظين في الولايات المتحدة وهذه الطائفة تعرف بـ "الصهيونية المسيحية " وهذه الكلمة ظهرت للمرة الأولى في مجلة إنجيلية مشهورة تدعى "Christianity Today" والتي وزعت ملايين النسخ في الولايات المتحدة .(1)
بدأت هذه العلاقة عندما سحبت البروتستانية بقيامها على يد الراهب مارتن لوثر "Martin Luther" وذلك عندما علق اعتراضاته الخمسة والتسعين على ابوب كاتدرائية وتنبرج في اخر اكتوبر عام 1517م، وقد بدأت في الانتشار وعادت للصدارة مع المنهج الجديد عقائد "شعب الله المختار -أرض الميعاد وجبل صهيون -عودة المسيح لتأسيس مملكة الله على الأرض ليحكم العالم من اورشليم -معركة هرمجدون".
ويشترك الأصوليين اليهود مع الأصوليين البروستانت في محورية هذه العقائد وظهر ذلك واضحاً وجلياً في كتاب مارتن لوثر "المسيح ولد يهوديا" حيث قال: "اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف والغرباء، وعلينا أن نرضي بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يتساقط من فتات مائدة أسيادها تماماً كالمرأة الكنعانية" (2)
وبذلت الإدارة الأميركية جهوداً ضخمة لتمرير قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة عام 1947، واعترفت واشنطن بالدولة اليهودية فور قيامها في مساء 14/5/1984.
ونرى الرئيس الامريكي ترومان فيما جاء عنه: "قبل ان يتولى ترومان الرئاسة كان قد أظهر تعاطفا مع الصهيونية فخلفيته المعمدانية وتربيته كانت تركزان على عودة اليهود إلى جبل صهيون، وكان أعضاء المؤتمر المعمداني الجنوبي أشد الناس حماسا للصهيونية" .(3)
جاء على لسان \ الأدميرال توماس مور "Thomas Moorer" رئيس هيئة الاركان المشتركة السابق في الولايات المتحدة الأمريكية،فيما أورده عضو الكونجرس السابق بول فيندلي "Paul Findley" في كتابه بعنوان: "هل لدينا الشجاعة لنقول" فذكر عى لسان الأدميرا توماس "أنا لم أري قط رئيس أيا كان استطاع أن يقف أمام اليهود، هذا يجعلني أشعر بالاندهاش، فقد تمكنوا دائما من الحصول على ما يريدون، فهم يعرفون كل ما يحدث في أي وقت، لقد وصلت إلى نقطة حيث لم يعد لدي شيء لأقوله، إذا فهم الأميركيين تأثير هؤلاء الناس على حكومتنا، فإنهم سيخرجون بالسلاح، مواطنينا ليس لديهم أي فكرة عما يحدث في بلادنا"(4)
ولتعلم أيها القارئ العزيز، إن السباق إلى البيت الأبيض لا بد أن يمر في طريقه دائما بإسرائيل، فهي الدولة الوحيدة في العالم الأن التي تمتلك السلم والحرب، العفو والعقاب، التواصل والانقطاع والفوضى والاستقرار، التقدم والتخلف، الغني والفقر.
نعم هذا ما عبر عنه شارون حيث قال: "إسرائيل قد يكون لها الحق في وضع الآخرين للمحاكمة، ولكن بالتأكيد لا أحد لديه الحق في ملاحقة الشعب اليهودي ودولة إسرائيل" .
==================
1-مقال للكاتب هنري تينك LEMONDE 22/10/2004
2- مقدمة في الأصولية المسيحية في أمرريكا والرئيس الذي استدعاه الله ص 90
3- Creation Of a Jewish State/Watchman Examiner Vol36 No 23 June 1948. p.567
4- Paul Findley - They Dare to Speak Out: People and Institutions Confront Israel's Lobby. Pag.161
5- ارييل شارون، رئيس وزراء إسرائيل، 25 مارس 2001 نقلا عن بي بي سي نيوز أوندين "BBC News Ondine".