-(الوفد الإثيوبي) للرئيس (عبدالفتاح السيسي): أفريقيا وجدت ( قائداً ) له رؤية واضحة.
-الرئيس (عبدالفتاح السيسي) لـ (الوفد الإثيوبي): لا يجوز حصر العلاقات في مياه النيل.
-الخميس 18-12-2014م
-اِستقبل الرئيس (عبدالفتاح السيسي)، صباح اليوم الخميس 18-12-2014م،
بمقر رئاسة الجمهورية، وفداً إثيوبياً شعبياً موسعاً، برئاسة (رئيس البرلمان الإثيوبي)،
و عضوية عدد من ممثلي مختلف أطياف الشعب الإثيوبي،
و القيادات الدينية الإسلامية و المسيحية،
و ذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، و السفير محمد إدريس سفير مصر لدى أديس أبابا، و الدكتور/ محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، و نيافة الأنبا (بيمن) ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، و من الجانب الإثيوبي حضر سفير إثيوبيا لدى القاهرة.
-و صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس (عبدالفتاح السيسي) استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على أفريقيا، ولاسيما مع إثيوبيا، مُرحباً بالوفد الإثيوبي ومؤكداً أنهم في بلدهم الثاني مصر، كما نوَّه الرئيس إلى استعداده لزيارة البرلمان الإثيوبي و مخاطبة نواب الشعب الإثيوبي، للتأكيد على أن مصر تتمنى لإثيوبيا و لشعبها الصديق كل التو فيق و التنمية و الازدهار، منوهاً إلى ضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التي تواجه الشعبين المصري و الإثيوبي.
-و أشار (عبدالفتاح السيسي) إلى سابق اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الإثيوبي "ديسالين" في "مالابو"، و الذي شهد تأكيداً على أن الجانب المصري لا يمكن أن يقف في وجه حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وتشديداً من الجانب الإثيوبي على الحفاظ على حق المصريين في الحياة و الحفاظ على مصالحهم المائية، مع التأكيد على أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدراً للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدر للحياة و ليس فقط للتنمية، فحصة مصر من المياه ظلت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة، و وصل الآن إلى 90 مليون نسمة.
-و نوَّه الرئيس إلى ثقته الكاملة في أن أبناء الشعب الإثيوبي لن يقوموا بإلحاق الضرر بأشقائهم المصريين ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل، مشدداً على أن الإرادة السياسية والنوايا الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.
-و دعا الرئيس الوفد الإثيوبي إلى قيام البرلمان الإثيوبي بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الإثيوبي في التنمية و إلى حق الشعب المصري في مياه النيل و في تأمين مصالحه المائية، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية، و من بينها البرلمانات، تعد جهات مسؤولة عن تحقيق مصالح الشعوب و تعميق العلاقات بين الدول الصديقة.
-كما أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصري و الإثيوبي، فمسلمي مصر يعتزون بعلاقتهم التاريخية بإثيوبيا باعتبارها مقصد الهجرة الأولى، أما مسيحيو مصر فيعلمون تماماً أن الكنيستين المصرية و الإثيوبية كانتا كنيسة واحدة، ولا زالتا حتى اليوم ترتبطان بعلاقات وثيقة.
-و أضاف "يوسف"، أن الرئيس أكد أنه لا يتعين اختزال العلاقات "المصرية – الإثيوبية" في موضوعات مياه النيل، إذ أن هناك العديد من الفرص الواعدة للتنمية بين البلدين، وأهمها تنشيط التبادل التجاري، و تعزيز الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، فضلاً عما يمثله البلدان من سوق ضخمة تقارب مائتي مليون نسمة.
-و أشار الرئيس إلى أن الأطباء المصريين أسسوا صندوقاً برأسمال 500 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية و معاونة الأشقاء في أفريقيا وأن قسماً كبيراً من موارد هذا الصندوق تم تخصيصها لصالح إثيوبيا.
-و أضاف الرئيس أنه يتعين تكثيف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ضوء انتشاره في عدد من الدول الأفريقية، مؤكداً أن سبل مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الجوانب العسكرية، و إنما تتم أيضاً من خلال تحقيق التنمية و مكافحة الفقر.
-من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الإثيوبي عن عميق شكره للرئيس لإتاحة الفرصة للالتقاء بالوفد الشعبي الإثيوبي، و نقل تحيات و تقدير رئيس الوزراء الإثيوبي "ديسالين" للرئيس، كما أشاد بالمنحى الإيجابي لمصر في إدارتها لعلاقاتها مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن البرلمان الإثيوبي يدعو الرئيس لزيارته و مخاطبة نواب الشعب الإثيوبي.
-و أكد رئيس البرلمان الإثيوبي أن الشعب الإثيوبي لا يفكر إطلاقاً في إلحاق الضرر بأشقائه المصريين، و إنما تنحصر أهدافه فقط في تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا و مصر، و إنما للقارة الإفريقية بأكملها، و ذلك عبر التعاون و العمل المشترك مع مصر، مثمناً الروح الإيجابية التي لمسها في حديث الرئيس، و التي سيقوم بنقلها إلى الشعب الإثيوبي.
-و أعرب رئيس البرلمان الإثيوبي عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات،
و لاسيما المجالات التي ذكرها السيد الرئيس و التي تتعلق بالاستثمار و التبادل التجاري، و مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتيح آفاقاً أرحب للتفاهم و التعاون بين البلدين.
-و تحدث عدد من أعضاء الوفد الشعبي الإثيوبي حيث أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم في مصر التي تعد وطناً و أرضاً مقدسة بالنسبة لهم، مؤكدين أن العلاقات الودية و التاريخية بين البلدين لا يمكن أن تتزعزع، و أن نهر النيل سيظل مصدراً للتفاهم والتعاون و العمل المشترك، ولن يكون أبداً نقطة للخلاف، كما أشادوا بالمنحى الإيجابي الذي بدأه الرئيس في علاقات مصر بإثيوبيا، حيث أكَّدَ كبار أعضاء الوفد الإثيوبي أن الانطباع الذي خرج به بعد التعرف على رؤى و مواقف الرئيس في قمة "مالابو"، هو أن أفريقيا وجدت قائداً له رؤية واضحة و إرادة حقيقية للتعاون المشترك و تحقيق التنمية و الاستقرار لمصر و للقارة الأفريقية.