سلسلة أحلام الصبايا....كيف أتزوج أرشدوني؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً: أشكركم على فتْح المجال لاستقبال أسئلة واستفسار الناس، وفي ذلك تعاوُن شديد منكم؛ عسى الله أن يجزيكم عليه خير الجزاء. 

أحبتي: قد يبدو سؤالي غير منطقي: ولكنه واقعي؛ أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، ولم أتزوجْ بعدُ، وهذا ما يُؤَرِّقني، لا تقولوا لي: الزواج ليس كل شيء، وهذه الأقاويل التي سمعتُها كثيرًا، لا - إخوتي - أنا سأضيع إن لم أسترْ نفسي، أشعُر أنَّني تائهة وضائعة فعلاً، حياتي أصبحتْ كلها بؤسًا وشقاءً؛ لأنني لم أجدْ بعدُ رجل حياتي الذي يخرجني مِن حالتي هذه، أُصِبْتُ باكتئابٍ، ولم أجدْ مَن يشعر بهذا الاكتئاب الذي بداخلي؛ بل لا يؤمن به أحدٌ، ويرون أنني مجرد إنسانة أنظر للحياة بمنظار أسود، وأنني ربطتُ حياتي بالزواج فقط، ولم يعلموا بما بداخلي، فأنا مُحَطَّمة، محطمة جدًّا، لا أريد سوى رجلٍ يخاف الله فيَّ، ويستر عليَّ، ويحميني من نفسي وزلاتها وأحزانها.

لقد بدأتُ في أحدث أخطائي أنني أحبُّ صديقتي حبًّا جنونيًّا، لدرجة أنها أصبحتْ تبتعد عنِّي، وتمل مني؛ لأنها قد تفكِّر فيَّ خطأً في نفسها، وإن لم تصرحْ بذلك؛ ولكنها ملَّتْ مِن شكلي المكتئب، ليس لدي صديقات، أبعدتهن عنِّي بسبب حزني وضيقي. 

أنا لا أريد سوى أن أتزوج؛ لأعرفَ معنى السعادة فعلاً، مهما كانتْ عواقب الزواج، قد تقول لي: وما المشكلة إذًا؟

مشكلتي هي: أنه لا يَتَقَدَّم لي أحدٌ، رغم أنني - والحمد لله - على خُلُق ودين وجمال، ولكن لا يَتَقَدَّم لي أحد، وإن تَقَدَّمَ يفر بلا رجعة، ولا أدري ما السبب؟ 

كلَّمْتُ خاطبات بلا فائدة، كلمتُ صديقات وقريبات منِّي وبلا فائدة، أصبحتُ أشحذ الزواج، هل تتصورون مدى أسفي على نفسي؛ أن أصبحتُ أشحذ الزواج من الناس؟ 

حتى إن كرامتي أصبحتْ مهزوزة بما فعلتُه، ولكن إن لم أتحركْ فحتمًا سوف أضيع، وأنا خائفة على نفسي؛ لذلك أسعى وأقول: دعي الكرامة على جنب، ولكن كله بلا فائدة. 

نعم هو نصيب وَقَدَر منَ الله، ولكنِّي أحاول أن أسعى، فأخبروني ما الحل؟ 

حتى مشروع زواج ابن باز جرَّبته أيضًا بلا فائدة، لم يتصلوا بي، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل حتى أتزوَّج؟ أشيروا عليَّ بطريقة أتزوجُ بها، وأتخلص من هذه الأحزان والزلات. 

وجزاكم الله خيرًا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
السائلة الفاضلة - أمةَ الله - قبل البدْء: تأكَّدي أنني تمامًا أُقَدِّر مشاعرك وأتفهمها؛ ولكنك أوثقتِ رباطي، ووضعتِني كما قال الشاعر:
 

أنتِ ضَيَّقْتِ واسعًا، وفصَّلتِ مقاسات المشورة التي تريدينني أن أدْلِي بها لكِ، وهي بهذه الصورة التي ذكرتِها لا تحمل مشكلة تحتاج إلى استشارة، وإنما هي في حقيقتها تعبير عن فقدان شيء ترغبين في الحصول عليه، وربما أنك في حاجة إلى مَن يساعدك في حصول مقصودك، نسأل الله أن ييسره لك، وأن يجعلَه خيرًا لكِ في دُنياك وآخرتكِ.

ولكنَّني - أختي الفاضلة - مع هذا لن ألبس مقاساتك، ولن أرضى أن أوثَق بكلماتكِ، ثم تقولين: أرجوكم أرشدوني، كيف أتزوج؟
لأني أنا لا أدري كيف تتزوجين؟ فذلك في عِلم الله - جلَّ وعلا - الذي كل شيء عنده بقَدَر، لكنِّي قد أساعدك - بعون الله - في كيف تخرجين من الهَمِّ الذي أنتِ فيه، نتيجة الدوران في دائرة شديدة الانغلاق والظُّلمة.

بدايةً: أؤكِّد على الدعاء واستشعاره، والتأدُّب بآدابه التي كان - عليه الصلاة والسلام - يأخذ بها.

ثانيًا: اقتلي الوحش وهو صغير، اقضي على مشكلتك قبل أن تتفاقَم، وأرى أن مشكلتك بسبب الفراغ؛ لذلك انخرطي والتحقي مباشرة بالعمل التطوُّعي الخيري، وقد زادت الجمعيات الخيريَّة في السعودية عن 300 جمعية، فابحثي عن الأقرب لك، والمناسبة لظروفك، والتحقي بدور التحفيظ، فالقرآنُ الكريم هو النور والهدى وتبيان كل شيء.

ثالثًا: اتِّبعي قوله - صلى الله عليه وسلم - الذي نصح به الشباب غير القادرين على الزواج بالصوم.

رابعًا: صحِّحي طريقة تفكيرك، فأنتِ جعلتِ الزواج سببًا للسعادة، وهذا خطأ كبيرٌ، فالزواج قد يكون سببًا للسعادة أو غيرها: مَن يدري؟ فقد سمعنا وعايشنا قصص طلاق كثيرة، حَدَثَتْ بين متحابين، أو بين أبناء عمومة أو أقرباء منَ الدرجة الأولى، ولم يكن الزواجُ سببًا للسعادة بالنسبة لهم؛ ولذا عليكِ أن تسألي الله أن يختارَ لكِ ما ينفعك في الدنيا والآخرة.

وَلأَن تعيشي في بيتكِ مكرمة مستقرَّة وعزيزة - أفضل بكثيرٍ من العيش في إهانة أو ذل، ولا تيأسي، فما زالتِ الفرصةُ أمامك، فـ27 لا يُعتبر سنًّا كبيرًا في هذا الزمن؛ لذلك غيِّري ما في ذهنكِ يَتَغَيَّر الواقع مِن حولك؛ فالواقع ليس بالضرورة أبدًا أن يكون الذي بذهنك، أسألُ الله أن يوفقكِ لكلِّ خير، ويسعدكِ ويرضيكِ.

رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]