المعتقدات بين الحداثة ومورثات الماضى تفكير الشعب عن الإنجاب وختان الإناث

بالأمس قدم برنامج العاشرة مساءً الذى يقدمه وائل الإبراشى على قناة دريم نماذج من المجتمع فى مناقشة قضيتين الأولى الزيادة السكانية وكثرة المواليد والثانية عن موضوع ختان الإناث.
قدم البرنامج روبرتاجات حية للناس يعبرون فيها عن أرائهم وفكرهم ومعتقداتهم ومورثهم القديم عبر أجيال من الزمان مناقشة مستفيضة أزعجتنى فعلاً عندما أجد التخلف لايزال يعشعش فى عقول البعض فعندما يكون هذا البعض أمى أو غير مثقف أو بعيدا عن العمران والتحضر أو لم تصله عناية الدولة لترعاه فالأمر بسيط ويمكن تداركه أما عندما يكون البعض الأخر متعلم ومثقف ويقول وهو لازال فى مقتبل العمر لدى ستة من الأطفال وأرغب فى ان يكون لدى إحدى عشر أنا قادر على تربيتهم ومعيشتهم ونشأتهم أنا حر فى حياتى ماهذا أيها الأخ الفاضل حريتك تنتهى عندما تبدأ حرية الأخرين كثرة أطفالك هذه ستؤذى غيرك بلا شك من يحمينا من زحام الشوارع وتكدس السيارات أمام إشارات المرور من يجد لنا كرسى داخل وسيلة مواصلات من ينجدنا عندما تسد المجارى أو تنقطع المياة من يخفف عنا وطأة الحياة وأرتفاع الأسعار بسبب قلة العرض وذيادة الطلب من سيوفر لنا وظيفة ومكان فى مراحل التعليم وسرير فى مستشفى الزيادة السكانية لم ولن تكون عزوة بل نقمة ومن يتحجج بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم 1021 ( تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة )
ورواه عبد الرزّاق (حديث 10391) عن سعيد بن أبي هلال مرسلا بلفظ :
( تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) .
و كما ورد في الحديثين تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة توقفت عند كلمـات الرسـول الكريـم وأنا أستعرض حالة العـالم الإسلامي الممتد من الصين إلى الدار البيضاء توقفت عندها وأنا أرى خريطة العالم الإسلامي على هذا النحو وهي تكاد تكون الخريطة الوحيدة على الأرض التـي تجمع كل العيوب: الفقر-الأمية-الفاشية-الديكتاتورية-الفساد-الجهل-الضعف-المرض-وغيرها من الأمراض السياسية والاجتماعية العشوائية. وتساءلت بيني وبين نفسي هل هذه هي الأمة التي سيتباهى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأمم يوم القيامة؟ وكانت الإجابة قاطعة لا تحتاج مجهود كبير أو صغير إذن أين المشكلة؟.
لقد فسر البعض هذا الحديث النبوي الشريف على إنه دعوة للإنفلات في كثرة الذرية وعدم وضع قواعد أو قيود على الإنجاب وكأن المباهاة في الكثرة بغض النظر عن القيمة والتميز بغض النظر عن ضعف وهشاشة هذه الكثرة .. إن الإنسان يتباهى بولد واحد صالح يقدر على برمجة الكومبيوتر بينما يخجل من مائة ولد لا يفكون طلاسم الخط ولا يفرقون بين الألف وعمود الكهرباء… ويجرون عرايا في الحواري والأزقة ..المباهاة التي يقصدها النبي الكريم هي أن تكون الأمة متميزة فلا يعقل أن يتباهى النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة لا حول لها ولا قوة لا تقدر على إطعام نفسها أو حماية نفسها أو حماية أرضها أو إيجاد مكان خاص لها تحت شمس الدنيا التى نعيشها. يقول ^ في الحديث الشريف الذي ورد في سنن أبي داود – الجزء (4) ، ص (483-484) : نعم هى زيادة مع عمل وعلم وأنتاج وقوة وتفوق وإبداع وبناء وسيادة فالنبى صل الله عليه وسلم أوصانا بأن ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .
رواه مسلم (2664) من حديث أبي هريرة .. إن المؤمن القوي في إيمانه، والقوي في بدنه وعمله.. خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله، لأن المؤمن القوي ينتج ويعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وبقوته الإيمانية، وبقوته العلمية ينتفعون من ذلك نفعًا عظيمًا في الجهاد في سبيل الله، وفي تحقيق مصالح المسلمين، وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين.. وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف، فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيرًا من المؤمن الضعيف،
لاأدرى إلى اين نحن سائرون؟