Mohammed Haffz
....................................
ماذا حدث في ١٤ أغسطس ؟!.
===============
على عكس ما سوف يتبادر إلى الأذهان ، فالحدث الأبرز في ذاكرتي لذلك اليوم هو إلقاء القبض على الإرهابي الدولي إليتش راميريز سانشيز، الشهير بـ«كارلوس» ، سنة ١٩٩٤، في العاصمة السودانية الخرطوم!.
«كارلوس»، هو أشهر كائن هجين نتج عن تزاوج الاشتراكيين مع الإسلاميين، والمُتثورجين مع المرتزقة باسم النضال. وهذا هو التفسير الأنسب للوصف الذي اختاره لنفسه: «ثوري محترف»، فالاحتراف لا يكون إلا مدفوع الأجر، بغض النظر عمن يدفع ، وبالتالي، لم يكن لغزًا أو معضلة أن يبدأ كارلوس مشواره مع الإرهاب تحت راية «كارل ماركس» لينهيه فوق سجّادة «أسامة بن لادن»!. وبينهما تنقّل بين ما توصف بـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى «الجيش الأحمر الياباني» إلى «الجيش الأحمر الألماني».. إلى أي جيش أحمر أو أخضر يدفع أكثر!.
سجل حافل بالعمليات الإرهابية، استمرت لأكثر من عشرين سنة، استطاع خلالها الإفلات من مطاردات أجهزة مخابرات عديدة، قبل أن يقوم النظام السوداني، في مثل هذا اليوم سنة ١٩٩٤، بتخديره وتكبيله بالحديد، وتسليمه وهو تحت تأثير المخدر، إلى المخابرات الفرنسية مقابل 50 مليون دولار تقاضها البشير ، وكان التبرير الذي نقلته وسائل إعلام عن مسئول سوداني هو: «استقبلناه مناضلًا يقاتل من أجل القضية الفلسطينية والأهداف السامية، لكنه كان يتصرّف بلا حياء ويُفرِط في تعاطي الكحول ومعاشرة النساء، فقمنا بتسليمه دون أي أسف إلى فرنسا. ولا يستطيع أحد أن يلومنا على ذلك».
وفي باريس، قضت المحاكم الفرنسية بسجنه مدى الحياة مرتين، مرة في قضية قتل رجال الأمن الفرنسيين أثناء مداهمتهم للشقة التي كان يختبئ بها عام ١٩٧٥. ومرة عن عدة تفجيرات قام بتنفيذها في فرنسا خلال عامي ١٩٨٢ و١٩٨٣: تفجير قطار بين مدينتي تولوز وباريس، وهجوم بسيارة مفخخة على مقر مجلة «الوطن العربي»، وتفجير قطار سريع بين مرسيليا وباريس، وكانت حصيلة التفجيرات ١١ قتيلًا و١٩١ جريحًا.
بين أخطر وأشهر عمليات سجل «كارلوس» الحافل، اقتحامه مع خمسة مسلحين، في ديسمبر ١٩٧٥، اجتماعًا لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا، وقيامه بقتل ثلاثة أشخاص، واحتجاز ٧٠ شخصا بينهم ١١ وزيرًا وممثلًا للدول الأعضاء في «أوبك».. وهى العملية التي تمكّن خلالها هو وزملاؤه، من الحصول على طائرة نقلتهم مع الرهائن إلى الجزائر، حيث تم إطلاق سراح الرهائن مقابل فدية مقدارها ٥٠ مليون دولار، تسلّمها «كارلوس» الذي قام بتسليم نفسه للسلطات الجزائرية، وأفرجت عنه بعد عدة أيام !.
أما أكثر منجزاته إثارة للدهشة والسخرية، فهو كتابه «الإسلام الثوري»، الذي قام بتهريبه من سجنه سنة ٢٠٠٣، والمليء بـ«خزعبلات» تجعلك تعتقد أنه رضع مع قيادات جماعة «الإخوان» من أتان (أنثى حمار) أو خنزيرة واحدة!.
.
ولأن وجود «العفريت» يعني، بالضرورة والتبعية، وجود «الخرابة»، كان طبيعيًا أن تلعب قطر و«الجزيرة» دورًا في التسويق لـ«مظلومية» الإرهابي الدولي، كعادة كل الإرهابيين الذين يجرى إلقاء القبض عليهم، لا يكتشفون إصابتهم بكل أمراض الدنيا إلا في السجن.. وهو «الكتالوج» الذي سارت عليه زوجة كارلوس إيزابيل كوتان في لقاءاتها المتعددة مع القناة اللقيطة، بينها ذلك الحوار المنشور في «الجزيرة نت»، والذي أكدت فيه أن زوجها يعاني عدة أمراض، وأن السلطات الفرنسية تقوم بتعذيبه والتنكيل به داخل زنزانته، تنفيذًا لأوامر أمريكية!.
.
إيزابيل - التي تزوجت كارلوس بعد توليها مهمة الدفاع عنه أمام القضاء الفرنسي - لا تعترف بسجنه أو بالأحكام الصادرة ضده وتراه مختطفًا. وقالت إنه تتم معاملته في السجن بشكل لا إنساني: «عاش أشكالًا مختلفة من التنكيل في الحبس الانفرادي منذ اختطافه من السودان».
( الأسطوانة دي مش بتفكركوا بحاجة ! ) وبعد أن وصفته بأنه «رجل يتمتع بإرادة قوية جدًا»، اشتكت من أن الجميع تخلى عن «الرجل الذي أعطى حياته للمبادئ الثورية كي يصبح العالم أكثر عدلًا». ولم تنس أن تتحدث عن الظروف المالية الصعبة التي تعاني منها شفت بقى كيف أن زوجة الإرهابي الدولي ومحاميته، تطبّق بالحرف نفس «الكتالوج» الذي يطبّقه المدافعون عن يتامى البنا في مصر لإثارة التعاطف مع ٤٣٣٥ إرهابيًا صدرت ضدهم أحكام قضائية بالإعدام والسجن المؤبد بعد فض البؤرتين الإرهابيتين، في مثل هذا اليوم منذ أربع سنوات !.
.
-------------------------
By: Maged Habotta