منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 58
المزاج رايق

مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  Empty
مُساهمةموضوع: مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*    مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 13, 2011 1:48 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم


فلما جاء الله بالصباح رحلنا فما بعدنا غير قليل حتى أشرقت علينا عشرة صلبان تحت كل صليب عشرة آلاف فارس‏.‏

فلما أشرف الجيش على الجيش أقبل عمرو ورتب أصحابه وجعل في الميمنة الضحاك وفي الميسرة سعيدًا وأقام على الساقة أبا الدرداء وثبت عمرو في القلب ومعه أهل مكة وأمر الناس يقرأون القرآن‏.‏

وقال لهم‏:‏ اصبروا على قضاء الله وارغبوا في ثواب الله وجنته ثم إنه جعل يصفهم ويعبيهم تعبية الحرب ونظر روبيس بطريق الروم إلى عسكر المسلمين وقد صفهم عمرو بن العاص لا يخرج سنان عن سنان ولا عنان عن عنان ولا ركاب عن ركاب وهم كأنهم بنيان مرصوص وهم يقرأون القرآن‏.‏

والنور يلمع من نواصي خيولهم فشم منهم رائحة النصر وتبين عن نفسه الجزع وعلم أن كل من معه كذلك فوقف ينظر ما يكون من المسلمين وانكسرت حميته‏.‏

قال‏:‏ وكان أول من برز من جيش المسلمين سعيد بن خالد رضي الله عنه وهو أخو عمرو بن العاص من أمه‏.‏

فلما برز نادى برفيع صوته‏:‏ ابرزوا يا أهل الشرك ثم حمل على الميمنة فألجأها إلى الميسرة وحمل على الميسرة فألجأها إلى الميمنة وقتل رجالًا وجندل أبطالًا ثم اقتحم فيهم فشوشهم وزعزع جيشهم‏.‏

قال‏:‏ فاجتمعوا عليه فقتلوه رحمة الله عليه‏.‏

قال‏:‏ فحزن المسلمون على قتله حزنًا عظيمًا وأكثرهم عمرو بن العاص‏.‏

وقال‏:‏ واسعيداه لقد اشترى نفسه من الله عز وجل‏.‏

ثم قال‏:‏ يا فتيان من يحمل معي هذه الحملة حتى ننظر ما يكون من أمرها وأنظر حال سعيد‏.‏

قال‏:‏ فأسرع بالإجابة ذو الكلاع الحميري وعكرمة بن أبي جهل والضحاك والحارث بن هشام ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين‏.‏

قال عبد الله‏:‏ وكنا سبعين رجلًا وحملنا حتى دنونا من القوم وهم لا يفكرون من حملتنا لأنهم جبال من حديد‏.‏

قال الواقدي رحمه الله عليه‏:‏ فلما رأى المسلمون ثبات الروم صاح بعضنا لبعض‏:‏ ابعجوا دوابهم فما هلاكهم غير ذلك قال‏:‏ فبعجنا دوابهم بالأسنة فتنكسوا فبعد انتكاسهم تفرق بعضهم عن بعض وحملوا علينا وحملنا عليهم وكنا فيهم كالشامة البيضاء في جلد البعير الأسود وكان شعارنا يوم فلسطين‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله يا رب انصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو الدرداء‏:‏ فلقد شغلني الحرب عن مناشدة الأشعار ولقد كان أحدنا لا يدري أهو يضرب أخاه أو عدوه من كثرة القتام قال‏:‏ فثبت المسلمون مع قلتهم وفوضوا أمرهم إلى الله عز وجل وما كان أحد من المسلمين يضرب إلا وظهره ناطق بالدعاء يقول‏:‏ اللهم انصرنا على من يتخذ معك شريكًا‏.‏

قال عبد الله بن عمر بن الخطاب‏:‏ فلم يزل الحرب بيننا إلى وقت الزوال وهبت الرياح والناس في القتام إذ نظرت إلى السماء وقد انفرج فيها فرج وخرجت عنها خيول شهب تحمل رايات خضرًا أسنتها تلمع وعناد ينادي بالنصر ابشروا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد أتاكم الله بالنصر‏.‏

قال‏:‏ فما كان غير قليل إذ نظرت إلى الروم منهزمين والمسلمون في أعقابهم لأن خيل العرب أسبق من خيل الروم‏.‏

قال ابن عمر‏:‏ فقتلنا في هذه الواقعة قريبًا من خمسة عشر ألف فارس وأكثر ولم نزل في آثارهم إلى الليل وعمرو بن العاص قد فرح بالنصر وقلبه متعلق بالمسلمين لإسراعهم وراء العدو وقال عمرو بن غياث‏:‏ فنظرت إلى عمرو بن العاص والراية في يده وقد أوفى القناة على عاتقه وهو يعركها بيده ويقول‏:‏ من يرد الناس علي رد الله عليه ضالته إذ نظرت العرب قد عطفت راجعة كعطفة الأم على ولدها فاستقبلهم عمرو وهو يقول‏:‏ هنيئًا لهذه الوجوه التي تعبت في رضا الله تعالى أما كان لكم كفاية في أن خولكم الله حتى اتبعتم العدو فقالوا‏:‏ ما أردنا الغنيمة بل القتال والجهاد قال‏:‏ ولما رجع المسلمون لم يكن لهم همة إلا افتقاد بعضهم بعضًا ففقد من المسلمون مائة وثلاثون رجلًا ختم الله لهم بالسعادة منهم سيف بن عبادة ونوفل بن دارم والأهب بن شداد والباقي من اليمن ووادي المدينة‏.‏

قال‏:‏ فاغتم عمرو لفقدهم ثم راجع نفسه وقال‏:‏ قد نزل بهم خير وأنت يا عمرو تأبى ذلك‏.‏

ثم ندب الناس إلى الصلاة كما أمره أبو بكر الصديق رضي الله عنه فصلى ما فاته كل صلاة بأذان وإقامة قال ابن عمر‏:‏ ما صلى خلفه إلا قليل بل صلى الناس في رحالهم من تعبهم ولم يجمعوا من الغنائم إلا القليل وبات الناس فلما أصبح عمرو أذن وصلى بهم وأمر الناس بجمع الغنائم وأن يخرجوا إخوانهم المؤمنين من الروم فجعلوا يلتقطونهم‏.‏

قال‏:‏ فأخرجوا مائة وثلاثين رجلًا ووجدوا سعيد بن خالد فلما نظر عمرو إلى ما نزل به بكى وقال‏:‏ رحمك الله فقد نصحت لدين الله وأديت النصيحة ثم جعله في جملة المسلمين وصلى عليهم وأمر بدفنهم وذلك قبل أن يخمس شيئًا من الغنائم ثم بعد ذلك جمعها إليه وكتب إلى أبي عبيدة كتابًا يقول فيه‏:‏ كتاب عمرو بن العاص إلى أبي عبيدة بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن العاص إلى أمين الأمة أما بعد‏:‏ فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإني قد وصلت إلى أرض فلسطين ولقينا عساكر الروم مع بطريق يقال له روبيس في مائة ألف فارس فمن الله بالنصر وقتل من الروم خمسة عشر ألف فارس وفتح الله على يدي فلسطين بعد أن قتل من المسلمين مائة وثلاثون رجلًا فإن احتجت إلي سرت إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته‏.‏

ودفع الكتاب إلى أبي عامر الدوسي وأمره أن يسير إلى أبي عبيدة‏.‏

قال‏:‏ فأسرع أبو عامر بالكتاب فوجد أبا عبيدة وهو نازل بأرض الشام وجاهر بالدخول إليها غير أنه أمره كما أمره أبو بكر‏.‏

قال‏:‏ فلما وصل أبو عامر قال له أبو عبيدة‏:‏ ما وراءك‏.‏

قال‏:‏ خير هذا كتاب من عمرو بن العاص يخبرك بما فتح الله على يديه ثم سلم إليه الكتاب فلما قرأه خر ساجدًا فرحًا بنصر الله ثم قال‏:‏ والله قتل من المسلمين رجال أخيار منهم سعيد بن خالد‏.‏

قال أبو عامر‏:‏ فكان خالد والده جالسًا فلما سمع بأن ولده قد قتل قال‏:‏ وا ابناه وجعل يبكيه حتى بكى المسلمون لبكائه ثم إن خالدا أسرع إلى فرسه فركبها وعزم إلى أرض فلسطين لينظر إلى قبر ولده‏.‏

فقال أبو عبيدة‏:‏ كيف تسير وتدعنا‏.‏

فقال‏:‏ إنما أنظر قبر ولدي وأرجو الله أن يلحقني به



القضاء على مقدمة لجيش الروم‏



فلما جهروا بها أجابهم الشجر والمدر والدواب والحجر وكان أول من حمل عكرمة بن أبي جهل وتبعه سهل بن عمرو والضحاك أيضًا بالجملة وصاح في رجاله وحمل المهاجرون والأنصار معهم والتقى الجمعان وعمل السيف في الفريقين‏.‏

قال عبد الله بن عمر‏:‏ وبينما أنا في الوقعة إذ نظرت من القوم بطريقًا عظيم الخلقة وهو كالحائر البليد وهو يركض يمينًا وشمالًا فقلت‏:‏ إن يكن لهذا الجيش عين فهذا عين الجيش وصاحب الطلائع وهو مرعوب من الحرب‏.‏

فلما حملت عليه ومددت قناتي إليه نفر فرسه من الرمح فقربت منه وأوهمته أني أريد الانهزام ثم عطفت عليه وطعنته فوالله لقد خيل لي أني ضربت بسيفي حجرًا وسمعت طنين السيف حتى حسبت أن سيفي انفصل وإذا هو صريع ثم عطفت عليه وأخذت لامته‏.‏

فلما رأى المشركون صاحبهم مجندلًا داخلهم الفزع والهلع وصدمهم المسلمون في الضرب والقتال فلله در الضحاك والحارث بن هشام لقد قاتلًا قتالًا شديدًا ما عليه من مزيد فما كان غير قليل حتى انهزم الكفار من بين أيديهم هاربين‏.‏

قال‏:‏ فرجع المسلمون واجتمع بعضهم على بعض وجمعوا الغنائم والأموال‏.‏

وقال بعضهم لبعض‏:‏ ما فعل الله بعبد الله بن عمر قال قائل منهم‏:‏ الله خبير بحسن زهده وعبادته‏.‏

وقال آخرون‏:‏ لقد أصبنا بابن عمر فما كان يساوي هذا الفتح شعرة من رأسه‏.‏

قال عبد الله بن عمر‏:‏ وأنا مع ذلك أسمع كلامهم خلف الراية‏.‏

فأعلنت بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير وهززت الراية‏.‏

فلما نظر المسلمون الراية سارعوا إلي وقالوا‏:‏ أين كنت‏.‏

فقلت‏:‏ اشتغلت بقتال صاحبهم فقالوا‏:‏ أفلح والله وجهك فهذا والله فتح قد رزقنا الله إياه ببركتك‏.‏

قال عبد الله‏:‏ وبوجوهكم ثم حازوا الأموال والغنائم والخيل وستمائة أسير وقتل من المسلمين سبعة نفر فواروهم وصلى عليهم ابن عمر وانعطف الجيش إلى عمرو بن العاص وحدثوه بما جرى ففرح وحمد الله تعالى ثم دعا بالأسرى واستنطق منهم بالعربية فما كان فيهم غير ثلاثة نفر من أنباط الشام فسألهم عن خبرهم وخبر أصحابهم فقالوا‏:‏ يا معشر العرب إن هذا روبيس قد أقبل في مائة ألف فارس وقد أمره الملك أن لا يدع أحدًا من العرب يصل إيليا‏.‏

‏.‏

وإنه بعث بهذا البطريق طليعة وقد قتل وكأنكم به‏.‏

فقال عمرو‏:‏ إن الله يقتله كما قتل صاحبكم ثم عرض عليهم الإسلام فما أحد منهم أسلم‏.‏

فقال عمرو للمسلمين‏:‏ كأنكم بصاحبهم وقد أتى يأخذ ثأرهم وهؤلاء تركهم علينا بلاء ثم أمر بضرب أعناقهم وصاح بالمسلمين استعدوا فإني أظن أن القوم سائرون فإن أتوا إلينا فهم في شدة وقوة وسنلقي منهم تعبًا في القتال وإن سرنا إليهم نرجو من الله النصر والظفر بهم كما ظفرنا بغيرهم وما عودنا الله إلا خيرًا‏.‏

قال أبو الدرداء‏:‏ وبتنا مكاننا‏.‏



وصول الجيوش إلى فلسطين من أرض الشام

قال‏:‏ فلما نزل المسلمون بفلسطين جمع عمرو المسلمين المهاجرين والأنصار وشاورهم في أمرهم فبينما هم في المشورة إذ أقبل عليهم عدي بن عامر وكان من خيار المسلمين وكان كثيرًا ما يتوجه إلى بلاد الشام وداس أرضهم وعرف مساكنها ومسالكها‏.‏

فلما أشرف على المؤمنين داروا به وأوقفوه بين يدي عمرو بن العاص‏.‏

فقال عمرو بن العاص‏:‏ ما الذي وراءك يا ابن عامر‏.‏

قال‏:‏ ورائي المتنصرة وجنودهم مثل النمل‏.‏

فقال له عمرو‏:‏ يا هذا لقد ملأت قلوب المسلمين رعبًا وإنا نستعين بالله عليهم‏.‏

فقال له‏:‏ فكم جزرت القوم فقال‏:‏ أيها الأمير إني قد علوت على شرف من الجبال عال فرأيت من الصلبان والرماح والأعلام ما قد ملأ الأجم وهو أعظم جبل بأرض فلسطين وهم زيادة عن مائة ألف فارس وهذا ما عندي من الخبر قال‏:‏ فلما سمع عمرو ذلك قال‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم أقبل على من حضر من كبار المسلمين‏.‏

وقال‏:‏ أيها الناس أنا وإياكم في هذا الأمر بالسواء فاستعينوا بالله على الأعداء وقاتلوا عن دينكم وشرعكم فمن قتل كان شهيدًا ومن عاش كان سعيدًا فماذا أنتم قائلون‏.‏

قال‏:‏ فتكلم كل رجل بما حضر عنده من الرأي‏.‏

فقالت طائفة منهم‏:‏ أيها الأمير ارجع بنا إلى البرية حتى نكون في بطن البيداء فإنهم لا يقدرون على فراق القرى والحصون‏.‏

فإذا جاءهم الخبر إننا توسطنا البرية يتفرق جمعهم وبعد ذلك نعطف عليهم وهم على غفلة فنهزمهم إن شاء الله تعالى‏.‏

فقال سهل بن عمرو‏:‏ إن هذه مشورة رجل عاجز‏.‏

فقال رجل من المهاجرين‏:‏ لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهزم الجمع الكثير بالجمع القليل وقد وعدكم الله النصر وما وعد الصابرين إلا خيرًا وقد قال الله تعالى‏:‏‏{‏يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 123‏]‏‏.‏ قال سهل بن عمرو‏:‏ أما أنا فلا رجعت عن قتال الكفرة ولا رعدت سيفي عنهم فمن شاء فلينهض ومن شاء فليرجع ومن نكص على عقبيه فأنا وراءه بالمرصاد قال‏:‏ فلما سمع المسلمون أن وافقه على ذلك عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ قالوا أحسنت يا أبا الفاروق قال‏:‏ ثم إن عمرو بن العاص عقد راية وأعطاها عبد الله بن عمر بن الخطاب وضم إليه ألف فارس فيهم رجال من الطائف ومن ثقيف وأمرهم بالمسير فسار عبد الله وجعل يجد السير بقية يومه إلى الصباح وإذا بغبرة القوم قد لاحت‏.‏

فقال عبد الله بن عمر‏:‏ هذه غبرة عسكر وأظنها طليعة القوم ثم وقف ووقف أمامه أصحابه‏.‏

فقال قوم من البادية‏:‏ اتركنا نرى ما هذه الغبرة‏.‏

فقال‏:‏ لا تتفرقوا من بعضكم حتى نرى ما هي‏.‏

فوقف الناس وإذا بالغبرة قد قربت وانكشفت عن عشرة آلاف من الروم وقد بعث معهم روييس بطريقًا من أصحابه وكانوا قد ساروا يكشفون خبر المسلمين‏.‏

فلما نظرهم عبد الله بن عمر قال لأصحابه‏:‏ لا تمهلوهم لأنهم لا بد لها منكم والله ينصركم عليهم‏.‏

واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف قال‏:‏ فأعلن القوم بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع **


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 58
المزاج رايق

مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*    مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 13, 2011 1:51 pm


وصية الصديق لعمرو بن العاص



وتقدم عمرو بن العاص وسار‏.‏

قال أبو الدرداء‏:‏ كنت مع عمرو بن العاص في جيشه فسمعت أبا بكر يقول وهو يوصيه‏:‏ اتق الله في سرك وعلانيتك واستحيه في صلواتك فإنه يراك في عملك وقد رأيت تقدمتي لك على من هو أقدم منك سابقة وأقدم حرمة فكن من عمال الآخرة وأرد بعملك وجه الله وكن والدًا لمن معك وارفق بهم في السير فإن فيهم أهل ضعف والله ناصر دينه ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وإذا سرت بجيشك فلا تسر في الطريق التي سار فيها يزيد وربيعة وشرحبيل بل اسلك طريق إيليا حتى تنتهي إلى أرض فلسطين وابعث عيونك يأتونك بأخبار أبي عبيدة فإن كان ظافرًا بعدوه فكن أنت لقتال من في فلسطين وإن كان يريد عسكرًا فأنفذ إليه جيشًا في أثر جيش وقدم سهل بن وعمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وسعيد بن خالد وإياك أن تكون وانيًا عما ندبتك إليه وإياك والوهن أن تقول‏:‏ جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو ولا قوة لي به وقد رأيت يا عمرو ونحن في مواطن كثيرة ونحن نلاقي ما نلاقي من جموع المشركين ونحن في قلة من عدونا ثم رأيت يوم حنين ما نصر الله عليهم‏.‏

واعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بحر فأكرمهم واعرف حقهم ولا تتطاول عليهم بسلطانك ولا تداخلك نجدة الشيطان فتقول‏:‏ إنما ولأني أبو بكر لأني خيرهم وإياك وخداع النفس وكن كأحدهم وشاورهم فيما تريد من أمرك والصلاة ثم الصلاة أذن بها إذا دخل وقتها ولا تصل صلاة إلا بأذان يسمعه أهل العسكر ثم ابرز وصل بمن رغب في الصلاة معك فذلك أفضل له ومن صلاها وحده أجزأته صلاته واحذر من عدوك وأمر أصحابك بالحرس ولتكن أنت بعد ذلك مطلعًا عليهم وأطل الجلوس بالليل على أصحابك وأقم بينهم واجلس معهم ولا تكشف أستار الناس واتق الله إذا لاقيت العدو وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك فالإمام ينفرد إلى الله تعالى فيما يعلمه وما يفعله في رعيته وإني قد وليتك على من قد مررت من العرب فاجعل كل قبيلة على حميتها وكن عليهم كالوالد الشفيق الرفيق وتعاهد عسكرك في سيرك وقدم قبلك طلائعك فيكونوا أمامك وخلف على الناس من ترضاه وإذا رأيت عدوك فاصبر ولا تتأخر فيكون ذلك منك فخرًا والزم أصحابك قراءة القرآن وانههم عن ذكر الجاهلية وما كان منها فإن ذلك يورث العداوة بينهم وأعرض عن زهرة المني حتى تلتقي بمن مضى من سلفك وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن إذ يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 73‏]‏‏.‏ قال‏:‏ فكان أبو بكر رضي الله عنه يوصي عمرو بن العاص وأبو عبيدة حاضر ثم قال‏:‏ سيروا على بركة الله تعالى وقاتلوا أعداء الله وأوصيكم بتقوى الله فإن الله ناصر من ينصره



وصية أبي بكر

قال المؤلف رحمه الله تعالى‏:‏ لقد بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام من ساعته يمشي على قدميه وحوله جماعة من الأصحاب منهم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين وخرجوا إلى ظاهر المدينة ووقع النداء في الناس وكبروا بأجمعهم فرحًا لخروجهم وأجابتهم الجبال لدوي أصواتهم وعلا أبو بكر على دابته حتى أشرف على الجيش فنظر إليهم قد ملئوا الأرض فتهلل وجهه وقال‏:‏ اللهم أنزل عليهم الصبر وأيدهم ولا تسلمهم إلى عدوهم ‏{‏إن الله على كل شيء قدير‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 20‏]‏‏.‏ وكان أول من دعاه أبو بكر يزيد بن أبي سفيان وعقد له راية وأمره على ألف فارس من سائر الناس ودعا بعده رجلًا من بني عامر بن لؤي يقال له ربيعة بن عامر وكان فارسًا مشهورًا في الحجاز فعقد له راية وأمره على ألف فارس ثم أقبل أبو بكر على يزيد بن أبي سفيان وقال له‏:‏ هذا ربيعة بن عامر من ذوي العلى والمفاخر قد علمت صولته وقد ضممته إليك وأمرتك عليه فاجعله في مقدمتك وشاوره في أمرك ولا تخالفه‏.‏

فقال يزيد‏:‏ حبًا وكرامة‏.‏

وأسرعت الفرسان إلى لبس السلاح واجتمع الجند وركب يزيد بن أبي سفيان وربيعه بن عامر وأقبلا بقومهما إلى أبي بكر رضي الله عنه فأقبل يمشي مع القوم‏.‏

فقال يزيد‏:‏ يا خليفة رسول الله الناجي من غضب الله من رضيت عنه لا نكن على ظهور خيولنا وأنت تمشي فإما أن تركب وإما أن ننزل‏.‏

فقال‏:‏ ما أنا براكب وما أنتم بنازلين وسار إلى أن وصل إلى ثنية الوداع فوقف هناك فتقدم إليه يزيد فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله أوصنا فقال‏:‏ إذا سرت فلا تضيق على نفسك ولا على أصحابك في مسيرك ولا تغضب على قومك ولا على أصحابك وشاورهم في الأمر واستعمل العمل وباعد عنك الظلم والجور فإنه لا أفلح قوم ظلموا ولا نصروا على عدوهم ‏وإذا لقيتم القوم فلا تولوهم الأدبار {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير‏}‏ ‏[‏الأنفال:‏ 16]‏‏.‏ وإذا نصرتم على عدوكم فلا تقتلوا ولدًا ولا شيخًا ولا امرأة ولا طفلًا ولا تعقروا بهيمة إلا بهيمة المأكول ولا تغدروا إذا عاهدتم ولا تنقضوا إذا صالحتم وستمرون على قوم في الصوامع رهبانًا يزعمون أنهم ترقبوا في الله فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم وستجدون قومًا آخرين من حزب الشيطان وعبدة الصلبان قد حلقوا أوساط رؤوسهم حتى كأنها مناحيض العظام فاعلوهم بسيوفكم حتى يرجعوا إلى الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقد استودعتكم الله ثم عانقه وصافحه وصافح ربيعة بن عامر وقال‏:‏ يا عامر أظهر شجاعتك على بني الأصفر بلغكم الله آمالكم وغفر لنا ولكم‏.‏

قال‏:‏ وسار القوم ورجع أبو بكر رضي الله عنه بمن معه إلى المدينة قال‏:‏ فجد القوم في السير فقال ربيعة بن عامر‏:‏ ما هذا السير يا يزيد وقد أمرك أبو بكر أن ترفق بالناس في سيرك فقال يزيد‏:‏ يا عامر إن أبا بكر رضي الله عنه سيعقد العقود ويرسل الجيوش فأردت أن أسبق الناس إلى الشام فلعلنا أن نفتح فتحًا قبل تلاحق الناس بنا فيجتمع بذلك ثلاث خصال‏:‏ رضاء الله عز وجل ورضاء خليفتنا وغنيمة نأخذها‏.‏

فقال ربيعة‏:‏ فسر الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏.‏

قال‏:‏ فأخذ القوم في السير على وادي القرى ليخرجوا على تبوك ثم على الجابية إلى دمشق‏.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع **


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 58
المزاج رايق

مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*    مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 13, 2011 1:52 pm

‏{‏إنا فتحنا لك فتحا مبينا‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏ 1‏]‏‏.‏

إقبـــــــــــــــــــــــــــــــال الجند

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‏.‏

قال الإمام الواقدي رحمه الله تعالى آمين‏:‏ حدثني أبو بكر بن الحسن بن سفيان بن نوفل بن محمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد مولى هشام ومالك بن أبي الحسن وإسماعيل مولى الزبير ومازن بن عوف من بني النجار كل حدث عن فتوح الشام بما كان قالوا جميعًا‏:‏ إنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه قتل في خلافته مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وقاتل بني حنيفة وأهل الردة وأطاعته العرب فعزم أن يبعث جيشه إلى الشام وصرف وجهه لقتال الروم فجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقام فيهم خطيبًا فحمد الله عز وجل وقال‏:‏ يا أيها الناس رحمكم الله تعالى اعلموا أن الله فضلكم بالإسلام وجعلكم من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وزادكم إيمانًا ويقينًا ونصركم نصرًا مبينًا وقال فيكم اليوم كملت لكم الجهاد والصدام فليبادر إلى طاعة الملك العلام ثم كتب‏:‏ ‏{‏انفروا خفافا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله‏}‏‏.‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 41‏]‏ الآية ثم بعث الكتب إليهم وأقام ينتظر جوابهم وقدومهم وكان الذي بعثه بالكتب إلى اليمن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ فما مرت الأيام حتى قدم أنس رضي الله عنه يبشره بقدوم أهل اليمن وقال‏:‏ يا خليفة رسول الله وحقك على الله ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله وأجاب دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد النضيد وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله مبشرًا بقدوم الرجال وأي رجال وقد أجابوك شعثًا غبرًا وهم أبطال اليمن وشجعانها وقد ساروا إليك بالفراري والأموال والنساء والأطفال وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم‏.‏

قال‏:‏ فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله سرورًا عظيمًا وأقام يومه ذلك حتى إذا كان من الغد أقبلوا إلى الصديق رضي الله عنه وقد لاحت غبرة القوم لأهل المدينة‏.‏

قال‏:‏ فأخبروه فركب المسلمون من أهل المدينة وغيرهم وأظهروا زينتهم وعلاهم ونشروا الأعلام الإسلامية ورفعوا الألوية المحمدية فما كان إلا قليل حتى أشرفت الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضًا قوم في أثر قوم وقبيلة في أثر قبيلة فكان أول قبيلة ظهرت من قبائل اليمن حمير وهم بالدروع الداودية والبيض العادية والسيوف الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه‏.‏

فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام وجعل ينشد ويقول‏:‏ أتتك حمير بالأهلين والولد أهل السوابق والعالون بالرتب أسد غطارفة شوس عمالقة يردوا الكماة غدًا في الحرب بالقضب الحرب عادتنا والضرب همتنا وذو الكلاع دعا في الأهل والنسب دمشق لي دون كل الناس أجمعهم وساكنيها سأهويهم إلى العطب قال‏:‏ فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر بنصر الله على أهل الشرك أجمعين‏)‏‏.‏

فقال الإمام علي‏:‏ صدقت وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي الله عنه‏:‏ وسارت حمير بكتائبها وأموالها وأقبلت من بعدها كتائب مذحج أهل الخيل العتاق والرماح الدقاق وأمامهم سيدهم قيس بن هبيرة المرادي رضي الله عنه فلما وصل إلى الصديق رضي الله جعل يقول‏:‏ صلوا على طه الرسول‏:‏ أتتك كتائب منا سراعًا ذوو التيجان أعني من مراد قال‏:‏ فجزاه أبو بكر رضي الله عنه وتقدم بكتائبه ومواليه وتقدمت من بعده قبائل طيئ يقدمها حارث بن مسعد الطائي رضي الله عنه فلما وصل هم أن يزجل فأقسم عليه أبو بكر رضي الله عنه بالله تعالى أن لا تفعل فدنا منه فصافحه وسلم عليه وأقبلت الأزد في جموع كثيرة يقدمها جندب بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ثم جاءت من بعدهم بنو عبس يقدمهم الأمير ميسرة بن مسروق العبسي رضي الله عنه وأقبلت من بعدهم بنو كنانة يقدمهم غيشم بن أسلم الكناني وتتابعت قبائل اليمن يتلو بعضها بعضًا ومعهم نساؤهم وأموالهم فلما نظر أبو بكر رضي الله عنه إلى نصرتهم سر بذلك وشكر الله تعالى وأنزل القوم حول المدينة كل قبيلة متفرقة عن صاحبتها واستمروا فأضر بهم المقام من قلة الزاد وعلف الخيل وجدوبة الأرض فاجتمع أكابرهم عند الصديق رضي الله عنه وقالوا‏:‏ يا خليفة رسول الله إنك أمرتنا بأمر فأسرعنا لله ولك رغبة في الجهاد وقد تكامل جيشنا وفرغنا من أهبتنا والمقام قد أضر بنا لأن بلدك ليست بلد جيش ولا حافر ولا عيش والعسكر نازل فإن كنت قد بدلت فيما عزمت عليه فأمرنا بالرجوع إلى بلدنا وأقبل الجميع وخاطبوه بذلك فلما فرغوا من كلامهم قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا أهل اليمن ومن حضر من غيرهم‏.‏

أما والله ما أريد لكم الإضرار وإنما أردنا تكاملكم قالوا‏:‏ إنه لم يبق من ورائنا أحد فاعزم على بركة الله تعالى‏




خروج الجيوش إلى فلسطين

بقيادة عمرو بن العاص

قال‏:‏ فسلم المسلمون عليه وودعوا وساروا في تسعة آلاف مع من ذكرنا يريدون أخذ فلسطين فلما كان بعدهم بيوم واحد عقد العقود والرايات إلى أبي عبيدة بن الجراح وأمره بأن يقصد بمن معه أرض الجابية وقال‏:‏ يا أمين الأمة قد سمعت ما وصيت به عمرو بن العاص وودعه المسلمون فلما عاد أبو بكر والمسلمون دعا بخالد بن الوليد وعقد له راية وكانت له راية النبي صلى الله عليه وسلم وأمره على لخم وجذام وضم له جيش الزحف وكانوا شجعانًا ما منهم إلا من شهد الوقائع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له‏:‏ يا أبا سليمان قد وليتك على هذا الجيش فاقصد به أرض العراق وفارس وأرجو الله أن ينصركم‏.‏

ثم إنه ودعه وسار خالد بمن معه يطلب العراق‏.‏

قال‏:‏ حدثني ربيعة بن قيس‏.‏

قال‏:‏ كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق مع عمرو بن العاص إلى فلسطين وإيليا‏.‏

وكان صاحب رايته سعيد بن خالد‏.‏

قال‏:‏ وبعث أبو بكر مع كل جيش أميرًا وهو يدعو لهم بالنصر وأخذه القلق على المسلمين حتى عرف ذلك في وجهه‏.‏

فقال له عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏ ما هذا الغم الذي نزل بك‏.‏

فقال‏:‏ اغتممت على جيوش المسلمين وأرجو الله أن ينصرهم على عدوهم‏.‏

فقال عثمان‏:‏ والله ما خرج جيش سررت به إلا هذا الجيش الذي سار إلى الشام وهذا الذي أوصى الله نبيه به وليس في قوله خلف‏.‏

وإنا سنظهر على الروم وفارس ولكن ما ندري متى يكون أفي هذا البعث أو غيره ولكن أحسن الظن بالله‏.‏

قال‏:‏ وبات الصديق فرأى في منامه كأن عمرو بن العاص في وجهه طرمة هو وأصحابه ثم قصد عمرو أرضًا خضرة سهلة وفرجة فحمل على فرسه ثم أتبعه أصحابه فإذا هم في أرض واسعة فنزلوا واستراحوا قال‏:‏ وانتبه أبو بكر من منامه فرحًا بما رأى‏.‏

فقال عثمان‏:‏ يدل على فتح إلا أنه يوشك أن يلقى عمرو في قتال المشركين مشقة عظيمة ثم يخلص منها‏.‏

قال الواقدي‏:‏ كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والإسلام يقدمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش وما يكون في الشام فقدم بعض الساقطة إلى المدينة وأبو بكر ينفذ الجيوش وسمعوا كلام أبي بكر لعمرو بن العاص وهو يقول‏:‏ عليك بفلسطين وإيليا‏.‏

قال‏:‏ فساروا بالخبر إلى الملك هرقل‏.‏

فلما سمع ذلك جمع أرباب دولته وبطارقته وأعلمهم بالحديث الذي جرى وقال‏:‏ يا بني الأصفر هذا الذي كنت حذرتكم منه قديمًا وإن أصحاب هذا النبي لا بد أن تملك ما تحت سريري هذا وقد قرب الوعد وإن خليفة محمد قد أنفذ لكم الجيوش وكأنكم بهم وقد أتوكم وقصدوا نحوكم فحذروا أنفسكم وقاتلوا عن دينكم وعن حريمكم فإن تهاونتهم ملكت العرب بلادكم وأموالكم‏.‏

قال‏:‏ فبكى القوم فقال لهم‏:‏ دعوا عنكم البكاء ثم قال له وزيره‏:‏ أيها الملك قد اشتهينا أن تدعو بعض من قدم بهذا الخبر عليك فأمر هرقل بعض حجابه أن يأتي برجل من المتنصرة ممن قدم عليه بالأخبار فأتى برجل منهم فقال له الملك‏:‏ كم عهدك قال‏:‏ منذ خمسة وعشرين يومًا‏.‏

قال‏:‏ فمن المتولي عليهم قال له‏:‏ رجل يقال له أبو بكر الصديق وجه جيوشه إلى بلدك قال‏:‏ هل رأيت أبا بكر قال‏:‏ نعم وإنه أخذ مني شملة بأربعة دراهم وجعلها على كتفه وهو كواحد منهم وهو يمشي في ثوبين ويطوف بالأسواق ويدور على الناس يأخذ الحق من القوي للضعيف‏.‏

قال هرقل‏:‏ صفه لي‏.‏

قال‏:‏ هو رجل آدم اللون خفيف العارضين‏.‏

فقال هرقل‏:‏ وحق ديني هو صاحب أحمد الذي كنا نجد في كتبنا أنه يقوم بالأمر من بعده ونجد في كتبنا أيضًا أن بعد هذا الرجل رجلًا آخر طويلًا كالأسد الوثاب يكون على يديه الدمدمة والجلاء‏.‏

قال‏:‏ فشهق المتنصر من قول هرقل‏.‏

وقال‏:‏ إن هذا الذي وصفته لي رأيته معه لا يفارقه‏.‏

قال هرقل‏:‏ هذا الأمر والله قد صح وقد دعوت الروم إلى الرشد والصلاح فأبوا أن يطيعوني وأن ملكي سوف ينهدم ثم عقد صليبًا من الجوهر وأعطاه قائد جيوشه روبيس‏.‏

وقال له‏:‏ قد وليتك على الجيوش فسيروا لمنع العرب من فلسطين فإنها بلد خصب كثيرة الخير وهي عزنا وجاهنا وتاجنا فتسلم روبيس الصليب وسار من يومه إلى عمرو بن العاص في فلسطين قال الواقدي‏:‏ لقد بلغني أن عمرو بن العاص توجه إلى إيليا حتى وصل إلى أرض فلسطين هو ومن معه

فـــــــــــتــــــــــوح الشـــــــــــــــام
أبو عبدالله بن عمر الواقدي الواقدي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع الأيام الخالدة (التقاء جيش عمرو بن العاص بجيش الروم)*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: