منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** Empty
مُساهمةموضوع: قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**   قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** I_icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2011 3:12 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تقع في شمال المدينة مباشرة على بُعد أميال قليلة من المدينة قبائل عبس، وذبيان،وهذه القبائل بمجرد خروج جيش أسامة بن زيد إلى منطقة الشمال، ولقربها من المدينة،عرفت أنها بدون جيش يحميها،وأن هذا الجيش هو كل طاقة المدينة،فخرجت جيوش عبس وذبيان تترصد للمدينة،وهجموا بالفعل على المدينة،وعلم أبو بكر الصديق _ رضي الله عنه وأرضاه_ أن الجيوش تترصد المدينة لتهجم عليها،فما كان من الصديق_ رضي الله عنه وأرضاه_،إلا أن جهز بقية الصحابة الموجودين بالمدينة،ليحاربوا هؤلاء القوم،ولاينتظرهم حتى يدخلوا عليهم المدينة،وجعل نفسه رئيسًا للجيوش، وهذه أول معركة يقودها بنفسه،فقاد المعركة بنفسه _رضي الله عنه وأرضاه_،فخرج على رأس الجيش،وأشارعليه بعض الصحابة أن يبقى بالمدينة،حتى إذا قتل لا ينفك أمرالمسلمين،إلا أنه أصرعلى الخروج،وجعل على ميمنته النعمان بن مقرن،وعلى الميسرة عبد الله بن مقرن،وعلى المؤخرة سويد بن المقرن،وخرج الجيش في آخر الليل،وعسكر الجيش قرب جيوش عبس وذبيان،ولم تعرف عبس وذبيان أن أبا بكر وصل إلى هذا المكان،حتى إذا صلى المسلمون صلاة الفجر،هجموا على جيوش عبس وذبيان،وانتصرواعليهم انتصاراعظيما،ولم يكتفوا بالانتصارفقط ،بل طاردهم أبو بكر حتى منطقة تسمى ذا القصة على بعد أميال،وتتبع الفارين منهم،وأهلك منهم الكثير،وعاد بجيشه إلى المدينة المنورة،فكان لهذا الأمر الأثرالكبيرعلى الجزيرة العربية،فلم يجرؤ أحد أن يهاجم المدينة مرة أخرى.




الإعداد لحرب المرتدين



بدأالصديق _رضي الله عنه_ في إعداد الأمر كخير ما يمكن أن تعد أمور الحرب،فقام بأمور عظيمة،وتجهيزات مهيبة،وفي وقت محدود،لقد كان الصديق _رضي الله عنه _رجلًا بأمة.

قام الصديق أولًا بحراسة المدينة المنورة حراسة مستمرة،فوضع الفرق العسكرية في كل مداخل المدينة،وكان على رأس هذا الفرق علي بن أبي طالب،والزبيربن العوام،وطلحة بن عبيد الله،وعبد الله بن مسعود_رضي الله عنهم_،وكانت هذه الفرق تقوم بحراسة المدينة بالتناوب ليلًا ونهارًا،وقامت بالفعل بصد بعض الهجمات الليلة التي قام بها المرتدون،ثم قام الصديق _رضي الله عنه _بعد خطوة تأمين المدينة عسكريًا بمراسلة كل القبائل التي بقيت على الإسلام لتوافيه في المدينة المنورة،وأقام معسكرًا للجيوش الإسلامية في شمال المدينة في منطقة تعرف بذي القصة على بعد أربعة عشرميلاً،فجاءت الوفود الإسلامية من مكة،والطائف،وجاء المسلمون الذين لم يرتدوا من قبائل غفار،وأسلم،وجهينة،ومزينة،وكعب،وطيئ،وبجيلة، وغيرها.

وأرسل الصديق_ رضي الله عنه _رسائل شديدة اللهجة إلى كل قبائل المرتدين يدعوهم فيها إلى العودة إلى ما خرجوا منه،وإلاحاربهم أشد المحاربة،وهدد في هذه الرسائل،وتوعد وذلك ليلقي الرهبة في قلوبهم،كنوع من الحرب النفسية على المرتدين.

وبدأ الصديق _رضي الله عنه _في تجهيز مجموعة من الجيوش الإسلامية التي ستخرج لحرب المرتدين في وقت متزامن،فجهز أحد عشر جيشًا كاملاً،ومع أن كل جيش لم يَعْدُ أن يكون ألفين أو ثلاثة،أو بالكاد خمسة آلاف،ولكنها كانت جيوشًا منظمة,راغبة في الجهاد,مستعدة للموت,فاهمة لقضيتها,معتمدة على ربها،ومن كانت هذه صفته فيرجى له النصر إن شاء الله،وحدد الصديق_رضي الله عنه_إتجاه كل جيش من هذه الجيوش الأحد عشر.

وإذا درست خريطة توزيع تحركات هذه الجيوش،فستدرك بوضوح مدى دقة الصديق _رضي الله عنه_،ومهارته،وعبقريته،وعلمه،وتوفيقه،فقد وُزعت هذه الجيوش على الجزيرة توزيعًا دقيقًا،بحيث تستطيع تمشيط كل رقعة منها تمشيطًا كاملاً،فلا تبقى قبيلة،أو منطقة إلا وفيها من جيوش المسلمين.

واختار الصديق _رضي الله عنه_ لقيادة كل جيش رجلاً من عمالقة الحرب في الإسلام،ووجهه إلى وجهة معينة،وذكر له تفصيلاً أنه لو تم له النصر فإلى أين سيتجه بعد ذلك فالجيوش تتجمع أحيانًا،وتتفرق أحيانًا أخرى،وذلك لسد كل الثغرات.

وكانت قيادة الجيوش الإسلامية،ومسارح عملياتها على هذه الصورة:



الجيش الأول بقيادة خالد بن الوليد



كان أبو بكر قد اختار للإمارة في بادئ الأمر زيد بن الخطاب_ رضي الله عنه _،وهوأخو عمر بن الخطاب ولكنه رفض متعللاً بأنه يرجو أن يكون شهيدا،ولايحق للأميرأن يقاتل وهو حريص على الشهادة،حتى لا يعرض جيشه للخطر.

ثم عرض الإمارة بعد ذلك على سالم مولى أبى حذيفة،ورفض أيضًا متعللاً بما تعلل به زيد بن الخطاب.

ثم عرض الإمارة على أبي حذيفة،لكنه هوالآخرلم يوافق.

وكان آخر من عرض عليه أبو بكر الإمارة هو خالد بن الوليد،أمّره أبو بكرالصديق فرفض خالد،فأصرأبو بكر على توليته،فقاد خالد بن الوليد _رضي الله عنه _ذلك العبقري المسلم الفذ الجيش الأول من المدينة إلى قبيلة أسد،وكان عدد الجيش أربعة آلاف مجاهد وكان أكبر الجيوش،إلا أن المهمة كانت صعبة،فقد كان متجهًا إلى حرب طيئ أولًا،ثم بني أسد،تلك القبيلة الخطيرة التي يقودها طليحة بن خويلد الأسدي،ثم بني تميم،وفيهم مالك بن نويرة،فإذا انتهى من كل هذا بنجاح فإن عليه أن يتوجه إلى بني حنيفة،لمقابلة أخطر جيوش المرتدين،وعلى رأسها مسيلمة الكذاب،وذلك لمساعدة الجيشين الثاني والثالث،وكان على هذا الجيش المكوَّن من أربعة آلاف مقاتل أن يلتقي بالجيش الذي جهزه طليحة بن خويلد في قبيلة أسد، وعدده ستة آلاف مقاتل.

وكان مع خالد في جيشه عدي بن حاتم الطائي _رضي الله عنه_،فلما مرَّ المسلمون على قبائل طيئ،وهي قبيلة عدى بن حاتم،وقد ارتدت معظم القبيلة إلا فرعين أحدهما يُدعى غوث،والآخر يسمى جديلة.

وأراد خالد بن الوليد أن يغير على قبيلة طيئ المرتدة،فقال له عدي بن حاتم :

أعطني يوما أكلمهم لعلهم يرجعون.

فذهب وكانت قبيلة طيئ على مشارف الردة،فوقف عدى بن حاتم في منطقة غوث،وحضهم على الإيمان فوافقت القبيلة،وثبتت على إسلامها،وأتى منها بخمسمائة رجل مجاهد لم يرتدوا،ورجع بهم إلى جيش المسلمين،فأصبح الجيش الإسلامى أربعة آلاف وخمسمائة،وأراد خالد أن يكمل مسيره،فقال له عدي بن حاتم:

أتحب أن أقاتل معك بيد أم بيدين؟

فقال:بل بيدين.

فقال له:فإن غوث إحدى يدي،وجديلة الأخرى،فأعطني فرصة مع جديلة.

فذهب عدي بن حاتم لجديلة وكلمها فثبتت على إسلامها أيضا فأتى منها بخمسمائة رجل،فأصبح جيش المسلمين خمسة آلاف مقاتل،فكان كما يقول الرواة:أَبْرَك رجل في قومه.

فانطلق خالد إلى طليحة الأسدي،ودخل معهم خالد بن الوليد في قتال شديد ستة آلاف ضد خمسة آلاف،فإلى حد ما،كانت الموقعة متكافئة بالإضافة إلى أن جيش المسلمين فيه من العقيدة ما يهزم جيش طليحة بن خويلد،وهزمهم خالد هزيمة نكراء،وفرمنهم الكثير وتتبع خالد بن الوليد الفارين من الجيش إلى مناطق كثيرة وممن فر طليحة بن خويلد نفسه فرَّ هو وامرأته إلى الشام ثم بعد ذلك أراد الله له الخير،فأسلم وشارك في الفتوح وجاهد جهاداً عظيماً في فتوح فارس،وكانت له مواقف مشرفة في هذه المعارك،فمن ادعاء النبوة إلى الجهاد العظيم،الحمد لله أنه فرَّ في هذا اليوم.

خالد بن الوليد جاءه أمر من أبي بكر الصديق _رضي الله عنه_ أنه إذا انتصر فعليه أن يقتل كل من قتل مسلما،فهناك بعض القبائل ارتدت فقتلت من ثبت من المسلمين.

وتقول الروايات إن أبا بكر الصديق _رضي الله عنه_ قال في الخطاب الذي بعثه،أنه سمح لأمراء الجيوش أنهم إذا دخلوا على هذه القرى أن يحرقوا المرتدين بالنار،وأن يميتوهم شرميتة،فيلقوهم من شواهق الجبال، ويرجومهم بالحجارة،وهذه كلها أساليب ما تعودها المسلمون في حربهم، ولكن الأمر كان شديدا جدا،فالجزيرة العربية كلها مرتدة،وكان الصديق يريد أن يرهب أعداء الله.

والرسالة طويلة بعثها أبو بكر الصديق_رضي الله عنه_ إلى كل أمراء الجيوش يقول في آخرها:

وأمرته أن لا يقاتل أحدا حتى يدعوه إلى داعية الله،فمن دخل في دين الله، وعمل صالحا قَبِل ذلك منه،ومن أبى فلا يُبقي على أحد،ويحرقهم بالنار، ويسبي الذراريّ،والنساء.

وصل خالد بعد ذلك إلى قبيلة بني تميم،فوجدهم دخلوا في الإسلام كما خرجوا منه،لما رأوا انتصار المسلمين على جيوش بني أسد،وكان الصديق قد أوصى أمراء الجيوش أنهم إذا سمعوا الأذان في الحي،وإقامة الصلاة نزلوا عليهم،فإن أجابوا إلى أداء الزكاة،وإلا الغارة،فجاءت السرية حي مالك بن نويرة،أسر خالد بن الوليد مجموعة منهم مالك بن نويرة نفسه،وهناك اختلاف شديد على تصرف خالد بن الوليد في مالك بن نويرة،وبعض الأسرى الآخرين والتفسير الأقرب إلى الصحة أن خالد بن الوليد قال لبعض الحراس الذين يحرسون الأسرى:

ادفئوا أسراكم.

لأنها كانت ليلة شديدة البرد،ولكن مجموعة من الحراس في لغتهم إذا قالوا: ادفئوا الرجل.يعنون:اقتلوه،فقتلوا الأسرى،وبدءوا بمالك بن نويرة قائد القوم،فقتلوا منهم عددا،حتى بلغ خالد بن الوليد ذلك،فقال:

حسبكم.

وبعض الروايات تقول إنه تعمد قتلهم،وبعض المستشرقين يقول:

إن خالد بن الوليد كان يريد أن يتزوج من زوجة مالك بن نويرة،فقتله لهذا السبب.

وكان في السرية أبو قتادة الأنصاري،فغضب،ومضى حتى أتى أبا بكر،فغضب عليه أبو بكر،حتى كلمه فيه عمر،فلم يرضى إلا أن يرجع إلى خالد،ويقيم معه،فرجع إليه،ولم يزل معه،حتى قدم خالد المدينة.

استدعى أبو بكر الصديق خالد بن الوليد ليناقشه في ذلك الأمر،ويستجوبه على ما فعله مع مالك بن نويرة،وأصحابه،وفسر خالد بن الوليد الأمرلأبي بكر الصديق _رضي الله عنه_،فقبل منه الصديق_ رضي الله عنه_،وأعاده أميراً على جيش آخر بعد أن قام بما أمره_ رضي الله عنه_ في حرب قبيلة أسد،وقبيلة بنى تميم،وانتصر في المعركتين انتصار ساحقًا.

فما كان لأبي بكر الصديق أن يؤمّر خالد بن الوليد مهما كانت الأمور صعبة،ومهما كان الموقف شديد على المسلمين،وهو قاتل ظالم،أو يفعل معصية كهذه،يقتل رجل ليتزوج زوجته،طبعا هذا أمر شديد جدًا في حق رجل كخالد بن الوليد،وكلنا يعلم أداء خالد بن الوليد في الإسلام،وهو سيف من سيوف الله،كما يقول رسول الله_صلى الله عليه وسلم_فهذا هوالأقرب إلى الصواب،وهذا هو الأقرب إلى الظن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.




الجيش الثاني بقيادة عكرمة بن أبي جهل

وكان هذا الجيش متجهاً إلى قبيلة بني حنيفة التي فيها مسيلمة بن حبيب الكذاب،وحتى نستطيع أن نستوعب قيمة المعركة،وقيمة اتجاه الجيش الثاني والثالث المتجهَيْن إلى هذه القبيلة، نتحدث قليلاً عن تاريخ بني حنيفة، وكيف بدأت الردة في بنى حنيفة؟

كيف انتقلوا من الإيمان إلى الكفر؟

في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وقبل وفاته،قدمت الوفود من كل الجزيرة العربية تبايع الرسول _صلى الله عليه وسلم_ على الإسلام،وكان من ضمن هذه الوفود،وفد بني حنيفة،جاء عدد كبيرمنهم،وكان قد أسلم منهم قبل ذلك ثمامة بن أثال،وهذا الرجل صحابي جليل من الذين آمنوا،وحسن إسلامهم،وهو لم يأت مع قومه،بل أَسَرَه محمد بن مسلمة،وهوقافل من غزوة القرطاء،وعامله الرسول_ صلى الله عليه وسلم_بإحسان،فأسلم،ثم عاد إلى قومه،ثم أتى بمجموعة من قومه ليسلموا على يد الرسول _صلى الله عليه وسلم_،فأتى القوم الرسول_صلى الله عليه وسلم_،وبايعوه صلى الله عليه وسلم،وكان من عادة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_أنه إذا جاء قوم يبايعوه على الإسلام أن يعطيهم عطاءً،حتى يؤلف قلوبهم،فأعطاهم، فَقَالُوا:

يا رسول الله إنَّا قد خلفنا صاحبًا لنا في رِحالِنا وفي رِكابِنا يحْفظها لنا.

يعني لم يأت معهم لهذه المبايعة،ولكنه ظل مع متاعهم، وإبلهم خارج المدينة؛ليقوم بحراستها،وكان مسيلمة بن حبيب هو الذي ظل مع متاعهم ليحرسها لهم،فأمر له رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ بمثل ما أمر به للقوم،وقال:

أَمَا إنّهُ لَيْسَ بِشَرّكُمْ مَكَانًا.

أي لحفظه ضيعة أصحابه،وذلك الذي يريد رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ثم انصرفوا عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_،وجاءوه بما أعطاه،فلما انتهَوْا إلى اليَمَامَةِ ارْتَدّ عَدُوّ الله،وَتَنَبّأَ،وَتَكَذّبَ لهم،وقال:

إني قد أشركت في الأمر معه.

وقال لوفده الذين كانوا معه:

ألم يقل لكم حين ذَكَرْتُمُونِي له أما إنه ليس بشركم مكانا؟

ما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه.

ومسيلمة بن حبيب يشهد أن محمدا _صلى الله عليه وسلم _نبي،ويشهد أنه رسول الله،لكنه يقول أنه أُشرك في الأمر مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_،وقد أوتي نصيبه من النبوة،كما أَوّله هو لنفسه،فقالوا له:

ألا تدخل فتبايع.

فدخل يبايع الرسول_صلى الله عليه وسلم_في المدينة بعد أن تركهم عند الإبل،فجلس مع أحد الناس من قبيلته،يحدثه،ولم يكن الرسول_صلى الله عليه وسلم_قد أتى بعدُ فقال له:

ألا تبايع رسول الله_صلى الله عليه وسلم_؟

فقال:أبايعه إن يجعل لي الأمر من بعده.

فعلق شرط المبايعة أن يجعل الرسول_صلى الله عليه وسلم_ له الأمر من بعده،وكان صلى الله عليه وسلم يمر من ورائه،فسمعه،وهويقول:

أبايعه على أن يجعل لي الأمر من بعده.

فقال له رسول الله_صلى الله عليه وسلم_،وكان في يده عود من جريد، وقيل كان معه سواك،فقال له:

يَا مُسَيْلِمَةَ،وَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتَنِي هَذَا الْعُودَ مَا أَعْطَيْتُهُ لَكَ،وإنى أرى فيك الذي أُريته ويحدثك ثابت بن قيس فأعرض عنه الرسول_صلى الله عليه وسلم_ ولم يحدثه.

وكان الرسول_صلى الله عليه وسلم_قد رأى رؤية،فحدث بها الصحابة،وعلم بهذه الرؤية ثابت بن قيس،ولم يحدثه النبي_صلى الله عليه وسلم_لكفره الشديد،وترك ثابت بن قيس يكلمه،وعاد الرسول_صلى الله عليه وسلم_ وترك مسيلمة فحدثه ثابت ابن قيس بالرؤيا التي رآها فكان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قد رأى في المنام أنه قد أوتي له بخزائن الأرض،وأنه يلبس في يديه سوارين من ذهب،فكرههما الرسول_صلى الله عليه وسلم_؛لأن الذهب محرم على الرجال،فكره أن يكون في يديه سوارين من ذهب فأوحي إليه أن أنفخهما،وفى رواية أخرى أن جربيل قال له:

انفخهما.

فنفخهما،فطارا،وقد أولهما النبي_صلى الله عليه وسلم_أنهما كذابان يخرجان في قوم،فهذا أحدهما مسيلمة بن حبيب،ثم ظهر الكذاب الآخر، وهو الأسود العنسي في اليمن في حياة الرسول_صلى الله عليه وسلم_.

أما طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في قبيلة أسد،فقد ظهر بعد وفاة الرسول_صلى الله عليه وسلم_وسجاح التي ادعت النبوة ظهرت بعد الرسول، أما في حياة الرسول_صلى الله عليه وسلم_ظهر مسيلمة بن حبيب والأسود العنسي.

عاد مسيلمة بن حبيب إلى بني حنيفة،وأخذ يدعو بدعوته أنه نبي،وقد أُشرك في الأمر مع محمد فآمن له بعض قومه،ثم أراد أن يكتب رسالة،أو خطاب إلى رسول الله_صلى الله عليه وسلم_؛ليُثبت دعائم نبوته في الجزيرة العربية،فأرسل إلى رسول الله_صلى الله عليه وسلم_رسالة مع رجلين من قومه قد آمنا بدعوته يقول:

من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله،إني قد أُشركت في الأمرمعك، فلنا نصف الأرض،ولكم نصف الأرض،أو تجعل لي الأمر من بعدك، ولكني أعلم أن قريشا قومًا يعدلون.

فقال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_للرجلين:

أَأَنْتُمَا عَلَى دَعْوَتِهِ؟

فقالا:نعم.

فقال:

لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَقَتَلْتَكُمَا.

فحفظ دماءهما لأنهما رسوليْن،ثم أعاد الرسوليْن إلى مسيلمة بن حبيب، وكتب صلى الله عليه وسلم رسالة،وأعطاها إلى حبيب بن زيد أحد الصحابة الشباب،وقال له:

اذْهَبْ بِهَا إِلَى مُسَيْلِمَةَ.

قال في رسالته صلى الله عليه وسلم:

مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ- وهذه أول مرة يطلق عليه الكذاب- السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى،إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.

فهذا الأمر ليس من اختيارك أنت،فقد اختارالله رسوله_صلى الله عليه وسلم_ولم يخترك،فما كان من مسيلمة الكذاب إلا أن أسر حبيب بن زيد _رضي الله عنه_وقيده،فكان إذا قال له:

أتشهد أن محمدًا رسول الله؟

قال:نعم.

وإذا قال:أتشهد أني رسول الله؟

قال:أنا أصم لا أسمع.

ففعل ذلك مرارًا،فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا،فمات شهيدًا_رضي الله عنه_ فكان هذا الأمر شديدا على المسلمين؛فالرسول_صلى الله عليه وسلم_ لم يقتل هذين المرتدين؛لأنهما رسولان مع أن المرتد يحل دمه،ومع ذلك حفظ الرسول الله_صلى الله عليه وسلم_دمهما ولم يقتلهما،ولكن هذا الرجل المرتد قتل الصحابى الجليل،فشق ذلك على الرسول_صلى الله عليه وسلم_فأراد الرسول_صلى الله عليه وسلم_أن يبعث له جيشًا يقاتله،أو يردُّه إلى الإسلام،ولكنه في ذلك الوقت_صلى الله عليه وسلم_كان مشغولا بتجهيز بعث أسامة بن زيد إلى حدود الشام،وكان ذلك قبل وفاة الرسول_صلى الله عليه وسلم_ومعظم الصحابة كانوا في جيش أسامة،فلم يكن هناك وقت،ولا قوة،وطاقة ليبعثها إلى بني حنيفة،وكان قد ارتد مع مسيلمة في ذلك الوقت جموع غفيرة تقدَّر بعشرة الآلاف.

وقرر الرسول_صلى الله عليه وسلم _أن يرسل إلى بني حنيفة مَن يردهم للإسلام،ويُعلمهم،فاختار رجلًا منهم؛حتى يكون أقرب للسان قومه،ولعلهم يستجيبون له أكثر من غيره،وهو صحابي اسمه نهار الرَجَّال،أونهار بن عنفوة،وكان قد صحب رسول الله_صلى الله عليه وسلم_فترة،وكان قد حفظ من القرآن الكثير،وكان مما حفظه سورة البقرة،فكان من أهل البقرة،وكان أهل البقرة معروفين بالمدينة؛وذلك لفضل سورة البقرة،فوثق الرسول_صلى الله عليه وسلم_من دينه وأرسله حتى يُعلم بني حنيفة الإسلام،فأتى هذا الرجل مسيلمة الكذاب في خيمته،وجلس معه طويلًا،فاجتمع بنو حنيفة حول الخيمة؛ليعرفوا ما الذي يسفر عنه اجتماع مبعوث محمد_صلى الله عليه وسلم_إلى مسيلمة؟

وهل مسيلمة على الحق؟

وهل أُشرك في الأمر مع محمد_صلى الله عليه وسلم_كما يقول؟

أم أن محمدًا قد بعث من يُكذِّبه؟

اجتمع القوم مسلمهم ومرتدهم حول خيمة مسيلمة،وطال الحديث بين مسيلمة الكذاب وبين نهار الرجَّال،ثم خرج نهار الرجال فسأله القوم:

ما يقول محمد رسول الله_صلى الله عليه وسلم_عن مسيلمة؟

وكان القوم يعتقدون أن محمدًا رسول الله حتى المرتد منهم،ولكنهم يزعمون أن مسيلمه أشرك في الأمرمعه،حتى أنهم ما زالوا يصلون الصلوات،

فإذا بالرَّجَّال يقول:

لقد أُشرك مسيلمة في الأمر مع محمد.

وارتد الرجل.

وفي هذا الموقف يجدر بنا القول أن الحق لا يُعرف بالرِّجال، مسيلمة بن حبيب الكذاب كان قد قال من الآيات الكثير التي هي من سخافات القول،أو من خرافات القول،فكيف صدق هؤلاء القوم ذلك الكذاب،ثم كانت فتنة أكبر حين خرج عليهم نهار بن عنفوة بكذبه،وردته هوالآخر،وهومبعوث محمد_صلى الله عليه وسلم_إلى مسيلمة،وفي هذا اليوم فقط ارتد من بني حنيفة أربعون ألفا،فأصبح جيش مسيلمة خمسين ألفا،وانقسمت بنو حنيفة،

فخمسون ألفا على الإسلام،وخمسون ألفا ارتدوا،أربعون ألفا منهم في يوم واحد على يد هذا الرجل نهار الرَّجال،فسبحان الله لا يأمن أحد شرالفتنة، فبعد أن جلس مع الرسول_صلى الله عليه وسلم_وعلمه الرسول_صلى الله عليه وسلم_وحفظ البقرة،ارتد بعد أن وعده مسيلمة الكذاب بإمارة،ووزارة، فارتد،واختارأن يعيش حياة الكفر مع هذا الكذاب المرتد،فقويت شوكة مسيلمة بن حبيب الكذاب،وأصبح له جيش تعداده خمسون ألفا،وانقلبوا على المسلمين من قبيلتهم يعذبونهم،وكان فيهم ثمامة بن أثال الصحابي الجليل، فبدأ ثمامة بن أثال يقاتل مسيلمة الكذاب،لكن قوة مسيلمة الكذاب كانت قوية، فالمسلمون الموجودون في بني حنيفة لم يقاتلوا كلهم مع ثمامة بن أثال، فمجموعة منهم قاتلوا معه،ومجموعة أخرى كانت منتظرة النتيجة،هم مسلمون،لكنهم لم يقاتلوا الكذاب مع ثمامة.

وفي هذه اللحظة يموت رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ووصلت الأنباء إلى بني حنيفة أن الرسول_صلى الله عليه وسلم _قد توفي،فارتدت بقية القبيلة،الخمسون ألفا الباقية،وأصبحت القبيلة كلها مرتدة،ولم يبق فيها إلا قلة قليلة جدا،ثُمامة بن أُثال مع بعض الناس،فهربوا من القبيلة.

ففي غضون شهورارتدت كل بني حنيفة ووفد بني حنيفة جاء ليبايع الرسول_صلى الله عليه وسلم_على الإسلام قبل وفاة الرسول_صلى الله عليه وسلم_بقليل،ثم نهار الرَّجال ذهب إليهم في وقت بعث أسامة بن زيد، أي قبل وفاة الرسول_صلى الله عليه وسلم _بشهر،أو شهرين،فأرتد أربعون ألفا،ثم بعد ذلك وفاة الرسول_صلى الله عليه وسلم_بعدها بشهر،أو بأقل من شهر ارتد الخمسون ألفا الباقية،فأصبح جيش مسيلمة الكذاب جيشا عظيما.

لذلك فإن أبا بكر الصديق_رضي الله عنه وأرضاه_ وجه لها جيشين،جيش على رأسه عكرمة بن أبي جهل،والآخر على رأسه شرحبيل بن حسنة،وقال لعكرمة بن أبي جهل:

إذا أتيت بني حنيفة،فلا تقاتلهم حتى يلحقك جيش شرحبيل بن حسنة؛لأنه يعلم أن جيش مسيلمة كبير،لكن الحقيقة أن أبا بكر لم يكن يعلم أن جيش مسيلمة بن حبيب وصل لمائة ألف،وقوة الصحابة بالمدينة كانت ضعيفة، فالجيش الأول حوالى ثلاثة آلاف،والجيش الثاني كان نفس العدد،وكانت هذه كل قوة المسلمين المتجهة إلى قبيلة بني حنيفة،وفي هذا الوقت كان خالد يحارب في الشمال قبيلة أسد وبني تميم.

فتعجل عكرمة بن أبي جهل في قتال مسيلمة قبل أن يأتيه شرحبيل بن حسنة،وقد قال الرواة عبارة قصيرة تعليقاعلى هذه المعركة التي دارت بين عكرمة،ومسيلمة،قالوا:فكاد جيش مسيلمة أن يأكل جيش عكرمة بن أبي جهل.

مائة ألف أمام ثلاثة آلاف،فلو قاتل المائة ألف من غيرأسلحة لهزموهم، فاجتاح جيش مسيلمة جيش عكرمة بن أبي جهل،ففر جيش عكرمة في البلاد،وتفرقوا في المنطقة من بني حنيفة حتى المدينة المنورة،ووصلت الأنباء إلى أبي بكر الصديق بالمدينة،فحزن حزنا شديدا،وعلم أن الجيش الإسلامي في طريقه إلى المدينة،فأرسل رسالة إلى عكرمة بن أبي جهل، ففي بداية الرسالة عَنَّفه بشدة على تسرعه في محاربة مسيلمة الكذاب،ثم قال له لا ترجع بجيشك إلى المدينة،واتجه بجيشك إلى حذيفة بن محصن، وعرفجه بن هرثمة في اليمن،فقاتِل معهما.

وهذا من حكمة أبي بكر،وبُعد نظرته الحربية،فقد خشي إن عاد هذا الصحابي بجيشه الفارّ إلى المدينة أن يفت ذلك في عضد المسلمين بالمدينة، ويصور لهم الجيش عظمة جيش مسيلمة، فيرعب المسلمين الموجودين في المدينة المنورة،ولا يستطيع أبو بكرالصديق بعد ذلك إرسال جيش آخر إلى مسيلمة الكذاب،فأرسل له ليبتعد عن المدينة،ويتوجه بجيشه إلى اليمن؛ليقاتل مع حذيفة وعرفجة بن هرثمة.

وبرغم خطئه لم يُقله عن إمرة الجيش،بل ظل أميرًا على جيشه،أخطأ عكرمه بن أبي جهل،ولكن ليس حق هذا الخطأ القتل،أوالإبعاد؛لأنه يرى في عكرمة حكمة،ومهارة حربية،لكنه اجتهد فأخطأ في هذا الأمر،وأرسل رساله إلى حذيفة بن محصن،وإلى عرفجة بن هرثمة يقول لهما:

يأتيكما عكرمة بن أبي جهل،فإن أتاكما فاسمعا منه،فإن له رأيا.

وجعل إمارة الجيوش إلى حذيفة بن محصن،وعمل أبو بكرعلى أن يقاتلوا متحدين حتى لا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقع فيه عكرمة في بني حنيفة، فوجههم إلى عمان في منطقه (دبا) ليقاتلوا المرتدين في منطقة عمان وإذا تم النصر،يتجهوا إلى مهرة وعلى رأسهم عرفجه بن هرثمة وسنأتي في تفاصيل تلك المعركة.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع**

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**   قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** I_icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2011 3:12 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الجيش الثالث بقيادة شرحبيل بن حسنة

يتقدم جيش شرحبيل بن حسنة،وكان تعداد جيشه ثلاث آلاف،فأرسل أبو بكرالصديق رسالة إلى شرحبيل بن حسنة يقول له:

انتظرولاتقاتل مسيلمة الكذاب،حتى أبعث إليك بمدد،أوأمرآخر.

فعسكرشرحبيل بن حسنة قرب بني حنيفة منتظرا مددأبي بكر الصديق_رضي الله عنه_ثم يبدوا له أن بني حنيفة في تعب،أو في إرهاق من قتالها مع عكرمة بن أبي جهل،فيجتهد شرحبيل بن حسنة اجتهادا آخر، مع أن الأمرصريح،وواضح من أبي بكر الصديق،ولكنه هاجم قبل أن يصل له المدد القادم من أبي بكر الصديق.

هاجم شرحبيل بن حسنة بجيشه الصغير الذي لا يتجاوز تعداده الثلاثة آلاف مقاتل على جيش مسيلمة الذي قد بلغ تعداده بعد الردة مائة ألف، فيحدث مع جيش شرحبيل نفس الذي حدث مع عكرمة بن أبي جهل،وكاد جيش مسيلمة أن يأكل جيش شرحبيل بن حسنة أيضا،وفرَّ جيش شرحبيل بن حسنة في البلاد هو الآخر،سبحان الله،نفس ما حدث قبل ذلك،فالنتيجة واحدة في الجيشين،كما أن السبب واحد،وهو أن كلا الأميرين لم يسمعا ويطيعا لكلمة خليفة المسلمين،وكانت نتيجة معصية الأميرأن ألحق الأذى بالمسلمين كلهم،وشرحبيل بن حسنة من القادة المهرة جدا فهو من أقوى القادة،ومع ذلك قدّر الله سبحانه وتعالى أن اجتهد،وأخطأ في هذا الاجتهاد، وأبو بكرالصديق يحزن حزنا شديدا،ويرسل له أن امكث في مكانك،ولا ترجع إلى المدينة.



الجيش الرابع بقيادة خالد بن الوليد وموقعة اليمامة

في الوقت الذي انهزم فيه جيش عكرمة،وجيش شرحبيل،كان خالد بن الوليد قد انتصر انتصاراته العظيمة في أسد،وفي تميم،وانتهت مهمته،وعاد إلى المدينة؛ليحقق معه أبو بكرالصديق في حادث قتل مالك بن نويرة،ثم يقبل منه أبو بكرالصديق،ويدعو له بالخير،ثم يُأَمّره على جيش آخر، ليذهب هذا الجيش مع جيش شرحبيل بن حسنة بقيادة خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب في بني حنيفة،ويصبح خالد بن الوليد هو المكلف الآن بقتال بني حنيفة،فيجمع خالد بن الوليد جيشه،وبعض الصحابة من المدينة،إلى جيش شرحبيل بن حسنة،ويتوجه الجميع إلى قبيلة بني حنيفة،وبعد خروج جيش خالد من المدينة،يرسل أبو بكر الصديق مددا آخر إلى خالد بن الوليد، على رأسه سليط بن قيس أحد صحابة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_فيلحق هذا المدد بخالد بن الوليد، فتصل هذه الجيوش،والمدد إلى اثني عشر ألف في أكثر تقدير،وتذكر بعض الروايات أنهم عشرة آلاف.

وفي الوقت الذي توجه فيه خالد من المدينة لمحاربة مسيلمة الكذاب كان هناك جيش آخر متجه من الشمال إلى بني حنيفة لقتالهم أيضا،وعلى رأس هذا الجيش سجاح التي ادعت النبوة،فهو ليس جيشًا مسلمًا،بل إنه جيش مرتد،وهذا الجيش على أغلب التقديرات تعداده يصل إلى مائة ألف،فلم تكن قوة المرتدين قوة واحدة،بل كان هدف كل قوة السيطرة على الجزيرة العربية بمفردها.

فأتت سجاح إلى اليمامة مدعية أنه قد أوحي إليها أن تقاتل اليمامة أولًا؛لأن قوة اليمامة أكبر من قوة المدينة،فقالت لأتباعها:

عليكم باليمامة،دفوا لهم دفيف الحمامة،كأنها غزوة ذي صرامة.

وتدعي أن هذه آيات،قد أوحيت إليها،فتتجه الجيوش إلى اليمامة إلى مسيلمة الكذاب،فيعلم أنه قد أتته سجاح بجيوش عظيمة،وهوينتظر خالد بن الوليد من الناحية الثانية،فخشي أن تجتمع عليه الجيوش.

عسكرت سجاح قبل اليمامة بقليل،فجمع مسيلمة الكذاب أربعين رجلًا من قومه،وذهب ليتفاوض مع هذه النبية،فالتقى معها في خيمتها،وتدور محادثات بين سجاح مدعية النبوة،ومسيلمة الكذاب مدعي النبوة،فقال لها: ماذا أُنزل عليك؟

فقالت:أو تبدأ النساء؟!

فبدأ مسيلمة الكذاب يتلو عليها بعض آياته:لقدأنعم الله على الحبلى أن أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى.

وهناك آيات أخرى ذكرها ابن كثيروهي من الفواحش،وقالها لهذه المرأة، فقالت:أشهد أنك نبي.

ثم قال لها:قولي لي من الآيات.

فقالت له بعض آياتها،فآمن هوالآخربها،فآمنت به،وآمن بها.

وعرضت عليه أن ترحل،ولا تحاربه شريطة أن يعطيها نصف ثمار اليمامة ففي بادئ الأمر وافقها،ثم عرض عليها أن يتزوجها،فقال:

لو تزوجتك،فآكل بك العرب؟

فقالت:نعم.

ولما وافقت على ذلك فقال لها:بذلك أوحي إلي.

ثم عادت إلى قومها تنبئهم هذه الأنباء،وأن مسيلمة قد تزوجها،وأن الجيشين أصبحوا قوة واحدة،فقال لهاقومها:وما صداقك؟

فاكتشفت أنه لم يعطها مهرًا،فقالوا:كيف لايعطيك مهراوهومسيلمة؟

فعاد له فريق من قومها يقولون له:وما صداق سجاح النبية؟

ففكرمسيلمة،هولايريد أن يتخلى عن ثماراليمامة،فأعطاهم مهرًا طريفًا جدًا، أرسل إلى المؤذن،وقال له:

اذهب إلى قبيلة بنى تغلب قبيلة سجاح،وقل لهم:إني وضعت عنكم صلاة العشاء،وصلاة الفجر.

وكان هذا صداق سجاح النبية،فكان شَرّ مهر في التاريخ،ولم يسمع به من قبل،وكان من قبل قد أحل لهم الخمر،وأحل لهم الزنا،ثم أتت الأنباء إلى اليمامة أن خالدًا على مشارف اليمامة،فلما علمت بذلك سجاح-وكان لخالد بن الوليد رهبة في قلوب كل العرب- فخشيت على نفسها،وعلى قومها من الهلكة،فرغم قلة جيش خالد بن الوليد،وكثرة جيش سجاح ومسيلمة،إلا أنها خشيت خشية شديدة،لدرجة أنها ذهبت لمسيلمة تعرض عليه أن يعطيها نصف ثمار اليمامة،ولا يفكرفي أمرزواجهما،وترحل هي عن اليمامة، فخشي مسيلمة الكذاب أن تنقلب عليه إن هو رفض أن يعطيها نصف ثمار اليمامة،وخالد بن الوليد على الأبواب،فوافقها،وأعطى لها نصف ثمار اليمامة رغما عن أنفه،فأخذت نصف الثمار،وعادت إلى قومها،ويقال بعد ذلك أنها قد أسلمت في عهد عمر بن الخطاب،والبعض يقول أن إسلامها تأخر حتى عهد معاوية،ولكن الأقرب أنها أسلمت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ثم يأتي جيش خالد بن الوليد،وكان قائدًا محنكا عظيم الخبرة في الحرب،وكان لخالد بن الوليد نظرة حربية ثاقبة،فأرسل العيون لينقلوا له الأخبار،ويتحسسوا له الطريق؛ليكون على معرفة كبيرة بعدوه،ومن ضمن هذه العيون أرسل فرقة تتحسس الطريق في اليمامة،ووجدت في طريقها ستين رجلا من بني حنيفة أرادوا أن يغيرواعلى بعض المسلمين حول بني حنيفة،فتقاتلوا مع هؤلاء الستين،وأسروهم،ولم يقتلوا واحدًا،وأتوا بهم إلى خالد،وكانت فرصة ليعرف خالد بن الوليد أخبارمسيلمة بن حبيب الكذاب، فتحدث معهم خالد،وسألهم:

أتشهدون أن مسيلمة رسول الله؟

فقالوا:نعم،منا نبي،ومنكم نبي.

فرغم أسرهم،وإحاطة جيش خالد بهم،إلا أنهم ثابتون على ردتهم،قال لهم خالد بن الوليد:

إن لم تشهدوا أن لا إله إلا الله،وأن محمدا رسول الله قتلتكم.

فقالوا:منا نبي ومنكم نبي.

فأصرواعلى ردتهم،فبدأ رضي الله عنه وأرضاه يقتلهم،كما أمره أبو بكر الصديق،واحد تلوالآخر،لعل بعضهم يرجع عما يعتقده،لكنهم ثبتوا على ردتهم ثباتا قد لا يثبت عليه بعض المسلمين،وقتل منهم تسعة وخمسين رجلًا،وبقي رجلًا،لكنه لم يرجع،وظل على ردته،وأراد خالد قتله،ولكن أشار عليه أحد المسلمين أن يحتفظ به أسيرا؛لأن له كلمة في قومه،وكان اسمه مجاعة بن مرارة،فقيده،ووضعه في خيمته،ووَكّل في إطعامه،وشرابه زوجته،وقال لها:استوصي به خيرا،فإنه أسير.

حتى مع أنه مرتد لكنها أخلاق المسلمين،وترك خالد الأمرلزوجته؛لأنه لا يستطيع أن يتنازل عن جندي واحد من المسلمين؛لأن المسلمين اثنا عشر ألفًا،ثم تقدمت الجيوش الإسلامية ناحية بني حنيفة،وقسم جيشه،ورتب قواته،فجعل شرحبيل بن حسنة على المقدمة،وهذا أيضًا نظر حربي ثاقب من خالد بن الوليد يجعله على مقدمة الجيوش،رغم فراره،وعدم مواجهته لمسيلمة في بادئ أمره،إلا أن خالد يثق في قوته،وحنكته في الحرب،ثم يجعل على ميمنته زيد بن الخطاب،وعلى الميسرة أبا حذيفة،وكان أبو بكر الصديق قد عرض الإمارة على زيد بن الخطاب،وأبو حذيفة من قبل ورفضاها،فيحفظ لهما مكانتهما،ويضع زيد على إمارة الميمنة،ويضع أبا حذيفة على إمارة الميسرة،ثم فَرّق بين المهاجرين والأنصار،حتى يعلم المسلمون من أين يُؤتون،وليحفز المسلمين على القتال،وجعل على راية الأنصار ثابت بن قيس،وعلى راية المهاجرين سالم مولى أبي حذيفة، ويبقى خالد بن الوليد في منتصف الجيوش حتى يدير هو كل المعركة، وجعل فسطاطه في مؤخرة هذا الجيش،وفي داخل الفسطاط مجاعة الأسير، وزوجته تقوم برعايته،وجعل في مؤخرته سليط بن قيس،وكان من العادة أن هذه المؤخرة لا تقاتل في الحروب،وإنما دورها حماية ظهر الجيش، وقاتل هو بكل الجيش المقدمة والميمنة والميسرة ومنتصف الجيش الذي يوجد فيه بنفسه.

أما مسيلمة بن حبيب الكذاب فكانت عنده مجموعة كبيرة من الحصون، أكبرها يسمونه الحديقة،وله أسوارعالية،وكانت قوة مسيلمة كبيرة جدا لا تستوعبها هذه الحديقة،فخرج بجيشه خارج حديقته،وعسكر خارج اليمامة في منطقه تسمى عقرباء،وجهز جيشه،وجعل على ميمنته محكم بن الطفيل، وهو وزير مسيلمة،اتخذه وزيرا منذ ادَّعى النبوة،وجعل على الميسرة نهار الرَّجال الذي ارتد مع مسيلمة،وبقي مسيلمة نفسه في مؤخرة جيشه،ووضع خيمته على باب حصنه،حتى إذا حدثت هزيمة يدخل هو الحصن،وكان هناك بعض الحصون الأخرى،وضعوا فيها النساء والأطفال.

واقترب خالد بن الوليد،وبدأت موقعة اليمامة،وتعد هذه المعركة من المعارك القليلة التي من الممكن على ضوئها أن يتغير التاريخ،فلنتذكر هذه الموقعة دائما،هناك بعض المواقع الكثيرة تحدث وتنتهي ولا يتغير شيء بعدها،وهناك بعض المواقع التي تغير وجه التاريخ،ومن هذه الواقع الفارقة ليس في التاريخ الإسلامي فحسب،بل في تاريخ البشرية كلها موقعة اليمامة التي غيرت وجه التاريخ.





مشاهد من داخل المعركة



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


التقى الجيشان،وكان جيش مسيلمة الكذاب في منتهى القوة،فتعداده مائة ألف مقاتل،وجيش خالد بن الوليد اثنا عشرألف،فبالنسبة لجيش مسيلمة، وبالحسابات الدنيوية فهو ضعيف،وفي بداية المعركة يهجم جيش مسيلمة هجوما شديدا على جيش المسلمين،واخترقوا جيش المسلمين حتى وصلوا إلى فسطاط خالد بن الوليد الذي هو قبل مؤخرة الجيش،ودخلو خيمة القائد، وحرروا مجاعة،وكادوا أن يقتلوا زوجة خالد بن الوليد،لولا أن أجارها مجاعة بن مرارة،فقال:نعمت الحرة هي.

فكانت تستوصي به خيرا،وكانت تطعمه،وتسقيه في أسره،فحفظ لها الجميل،فأطلقوا زوجة خالد بن الوليد،بعد أن أجارها مجاعة،وأخذوا مجاعة،وبدءوا يقاتلون المسلمين قتالا شديدا.

وكان الانكسار الأول في جيش المسلمين،وفَوْروقوع هذا الانكسار جمع المسلمون أنفسهم،وظهرت نماذج في جيش المسلمين لا تكاد تتكررفي التاريخ،فيقوم زيد بن الخطاب الذي رفض الإمارة،حتى يطلب الشهادة، يقول للمسلمين:

أيُّها الناس عضوا على أضراسكم،واضربوا في عدوكم،وامضوا قدما،والله لا أتكلم حتى ألقى الله فأكلمه بحجتى.

فنذرألا يتكلم حتى ينصره الله على هؤلاء المرتدين،أويقتل في سبيل الله في هذه المعركة،وبدأ يجمع حوله مجموعة من الصحابة الأبرار،ويقاتل قتالا شديدًا في جهة اليمين وهو قائد الميمنة،حتى وفقه الله تعالى إلى أن يصل إلى نهار الرّجال،وهو قائد ميسرة المرتدين،فتبارز معه،وقتل الحق الباطل، فقتل زيد بن الخطاب نهار الرَّجال،ويموت هذا الرجل على الردة بعد أن تعلم على يد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ويستمر زيد في القتال، وبمجرد موت نهار الرجال،تضعف الهمة عند بني حنيفة،فهذا أحد قادتهم، ومن كبار رجالهم،وقد تبعه في ردته أربعون ألفًا،فضعفت الهمة في قلوبهم،فانكسروا انكسارا كبيرا،وهجم عليهم المسلمون،واستمر زيد بن الخطاب في القتال،ودخل في عمق جيش المرتدين،ثم قابله رجل يسمى أبو مريم الحنفي من بني حنيفة،فتقاتل معه،فقدّرالله تعالى أن يحقق لزيد بن الخطاب أمنيته،ويلقى الشهادة على يد أبي مريم الحنفي،هذا الرجل بعد ذلك أسلم وحسن إسلامه،وكان يقول:

لقد أكرم الله زيدًا بالشهادة على يدي،ولم يُهِنِّي على يديه.

وبقتل زيد بن الخطاب حدث في ميمنة المسلمين ما حدث في ميسرة المشركين،قتل قائد من قواد المؤمنين،وحدث انكسار ثان في جيش المسلمين،فهجم جيش مسيلمة في هذة المرة هجوما شديدا،واجتاحوا جيش المسلمين للمرة الثانية حتى وصلوا لخيمة خالد بن الوليد للمرة الثانية، فتظهر نماذج أخرى،يقوم ثابت بن قيس الذي يحمل راية الأنصار،وينادي على الأنصار:يا للأنصار.

فيلبي الأنصار،ويقومون على المشركين،ويقاتلون قتالا شديدا،يقاتل ثابت بن قيس-رضي الله عنه- وهو يحمل الراية،فتقطع إحدى رجليه،ويقع على الأرض،ثم يسمع النداء:يا للأنصار.

فيسرع،وهو برجل واحدة،ويحبو على الأرض،فيقول له أبوسعيد الخدري: ما عليك.

فيقول:ألبي ولوحبوًا.

فيسرع حبوا حتى يلتقي مع المشركين،فيقتل_رضي الله عنه وأرضاه_ويستشهد في هذه المعركة ثابت بن قيس خطيب رسول الله_صلى الله عليه وسلم_وكان صلى الله عليه وسلم قد قال فيه:

نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ.

فهذه شهادة في حق ثابت تثبت أنه عند حسن ظن الرسول فيه،ثم يستمر جيش مسيلمة في الهجوم على جيش المسلمين،فيظهر نموذج آخر،وهوأبو حذيفة،كان أبو حذيفة من حفّاظ سورة البقرة،فينادي:يا أهل البقرة.

فيقوم له المسلمون الحافظون لسورة البقرة،ويقاتلون قتالا شديدا حتى يأذن الله له بما كان يريد،فيستشهد رضي الله عنه،ويستمرالهجوم قوياعلى المسلمين،فيحمل راية المهاجرين سالم مولى أبي حذيفة،فيقول له المسلمون وكان رجل ضعيف البنية:نخشى أن نُؤْتى من قِبَلك.

فيقول:تُؤْتْوْن من قِبَلي؟!بئس حامل القران أنا إذًا.

وكان سالم حافظًا القرآن،ويقاتل قتالا شديدا،فتقطع يده اليسرى،وكان يقاتل بيده اليمنى،ويحمل الراية في يده اليسرى،فتقطع يده اليسرى،فيحمل الراية باليمنى،فتقطع يده اليمنى ويسقط على الأرض_رضي الله عنه وأرضاه_ويأتيه عبد الله بن عمر_رضي الله عنه وأرضاه_قبل وفاته بقليل،فيجده يقول:
[وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ]
{آلعمران:146}.

ثم يقول:أين أبو حذيفة؟

فيقول له المسلمون إنه قد استشهد في المكان كذاوكذا،فيقول:ادفنوني في جواره.

وكان قد آخى رسول الله_صلى الله عليه وسلم_بينه وبين أبي حذيفة الذي كان مولاه إلى أن أعتقه أبو حذيفة،وكان أبو حذيفة قد تبناه،فأصبح اسمه سالم بن أبي حذيفة حتى نزلت آية تحريم التبني،فأطلقه حذيفة،وكان اسمه سالم بن عبيد،ولكنه اشتهر في المسلمين بسالم مولى أبي حذيفة لأنه كان يحب هذا الرجل حبا شديدا،فقال:ادفنوني بجواره.

المسلمون بعد هذه الملاحم العظيمة اشتدت شوكتهم،وبدءوا يهجمون على المشركين هجوما شديدا،حتى أذن الله لهم بالتقدم داخل صفوف المشركين، وحينما كانت تُحاصَر فئة من المسلمين،يقولون:أغثنا ياخالد.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فيجمع مجموعة من المسلمين،ويتجه نحوهم،وينقذهم بفضل الله تعالى،هذا القائد المظفر خالد بن الوليد،وفي هذا الهجوم الثاني للمسلمين يصل خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب،يخترق الجيش كله،ويصل لمسيلمة الكذاب، فيدعوه إلى الإسلام،فكان حريصًا على قوة الإسلام،يقول له ارجع للإسلام، لو رجعت للإسلام ستحفظ دماء هؤلاء الناس من القتل،فيأبى مسيلمة أن يسلم،ويستمرعلى ردته،ثم يحدث انكسارًا ثالثًا في جيش المسلمين،ويهزم جيش المسلمين لثالث مرة؛لأن جيش المشركين كبيرجدا،فيدخل جيش المشركين للمرة الثالثة،ويبدءوا هجومهم حتى يصلوا إلى خيمة خالد للمرة الثالثة،فقام عمار بن ياسر،وكان من المشتركين في هذه الموقعة،ومن حفاظ القرآن،فيقول:يا أهل القرآن،زينوا القرآن بالفعال.

يقول أبو سعيد الخدري:والله لقد رأيت يوم اليمامة عمار بن ياسر يقف على تل ويقول:يا أهل القرآن،زينوا القرآن بالفعال.وإن أذنه تتأرجح بجانبه.

فينشط أهل القرآن،ويهجمون هجوما شديدا على المشركين،ويطلق خالد بن الوليد شعارا للمعركة حتى يحفز المسلمين فيقول:وامحمداه.

فكلما قال خالد:وامحمداه.ازدادت الحمية في قلوب المسلمين،وعلموا أن هذا الرجل مسيلمة الكذاب ليس منصورا من الله سبحانه وتعالى،وأن النصر معهم وأنهم إذا ماتوا،ماتوا على الإيمان،وهو ميت على الردة،فهجموا هجوما شديدا على المشركين حتى استطاعوا أن يقحموهم إلى اتجاه الحصن الكبير،وبدأ المسلمون في قتل العدد الكبير منهم من المشركين،فلا يجد محكم بن الطفيل حلا لهذا الموقف إلا أن يدخل الناس داخل الحديقة،فيقول لكل المرتدين:عليكم بالحديقة.

فيسرع المرتدون إلى الحديقة،والمسلمون وراءهم بالسيوف.

فرَّالمرتدون أمام المسلمين حتى دخلوا الحديقة بأعداد هائلة حتى كان داخل الحديقة في ذلك الوقت ما يقرب من تسعين ألف مقاتل،وأراد المسلمون دخول الحديقة،فلم يستطيعوا دخولها لمناعة أسوارها العالية،وأنعم الله على المسلمين في هذه الموقعة بصحابي جليل قال فيه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قولة عظيمة،قال:رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لَا يُؤْبَهُ بِهِ إِذَا اسْتَأْذَنَ لَا يُؤْذَنُ لَهْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ.

فخرج هذا الصحابي بفكرة عجبية جدًا لفتح باب الحصن العظيم،فقال للمسلين:ضعوني على درع ثم ارفعوا هذا الدرع بأسنة الرماح ثم ارفعوني،حتى أصل إلى أعلى السور،ثم اقذفوني داخل الحديقة،أفتح لكم الباب من داخل الحديقة.

وبداخل الحديقة تسعون ألفا من المرتدين،ولم يوافقه الصحابة في بادئ الأمر،إلا أنه رضي الله عنه أصرعلى ذلك،وكان مستجاب الدعوة فدعا الله أن يعنه وأن يبلغه الشهادة،ثم وافقه الصحابة بعد ذلك فلم تكن هناك وسيلة أمامهم غير ذلك،فأسوار الحديقة عالية جدًا فألقوه داخل الحديقة،وبحسابات العقل البشري لا يستطيع رجل واحد أن ينجو من مثل هذه الأمواج البشرية المتلاطمة داخل الحديقة،وشاء الله أن يقتل البراء بن مالك كل من يلقاه ولم يكن هم البراء بن مالك أن يقتل عددًا من المرتدين بقدر ما كان همه أن يفتح الباب،وتكالب عليه المرتدون وظل يقاتل حتى وصل إلى باب الحصن وفتح الباب بعد أن أصابه ثمانون طعنة،وقد يقرأها إنسان في سطر لكن تخيل أن يصاب بكل هذه الطعنات ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ومع ذلك يقاتل ويثبت حتى يفتح الباب ويدل ذلك على أن الله عزوجل مع هذا الجيش وما هي إلا أسباب أخذها ذلك الجيش قال الله تعالى:
[فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ]{الأنفال:17}

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع**
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**   قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام** I_icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2011 3:22 am

كان مجرد سبب أخذ به المسلمون،وبارك الله فيه،وبمجرد فتح الباب،أُسقط في يد المرتدين،فهم لم يتخيلوا أن يسقط عليهم رجلٌ،ويثبت لقتالهم،ويفتح الباب،فأصاب ذلك في نفوسهم رهبة شديدة من المسلمين،وعلمواأن المسلمين منصورون،ومع ذلك قاتلوا على ردتهم،ودخل جيش المسلمين الحديقة،وبدءوا يقاتلون المرتدين،وثبت المرتدون على القتال حتى شاء الله تعالى أن يقتل محكم بن الطفيل وزير مسيلمة الكذاب،وقائد ميمنته،قتله عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق_رضي الله عنهما_بينما كان يخطب في الناس ويحفزهم لقتال المسلمين،فرماه عبد الرحمن برمحه فدخل الرمح في عنقه فسقط صريعًا مرتدًا،وكان يشارك في المعركة من أبناء أبي بكر الصديق عبد الله وعبد الرحمن.

ولما قُتل محكم بن الطفيل علت همة المسلمين،وضعفت نفوس المرتدين،وازداد القتل في المرتدين.


وحشي بن حرب يقتل مسيلمة

وصل إلى مسيلمة الكذاب أحدُ المسلمين الذي أراد أن يكفر عن ذنب قديم عظيم ارتكبه في جاهليته،فحمل رمحه،وسدده إلى قلب مدعي النبوة الكافر، فخر صريعًا،وهذا الرجل الصحابي هو وحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبد المطلب،والذي ظل طوال حياته كافرًا إلى أن منّ الله عليه بالإسلام والهداية،وأسلم على يد الرسول_صلى الله عليه وسلم_وعاهد نفسه أن يكفر عن ذنبه، وجاءت هذه الموقعة؛ليكفرعن ذنبه،كما يقول:أتمنى أن تكون هذه بتلك؛أي قتله لمسيلمة الكذاب بقتله حمزة سيد شهداء.

وفي نفس اللحظة الذي يسقط فيها مسيلمة الكذاب برمح وحشي كان تطير عنق مسلمة الكذاب بسيف آخر في تزامن عجيب من أبي دجانة واسمه سماك بن خرشة وكان يُلقب بين الصحابة بصاحب العصابة الحمراء،وكان يركب خيله بخيلاء ويتبختر بها بين الصفوف حتى قال فيه الرسول _صلى الله عليه وسلم_في غزوة أحد:إِنَّ هَذِهِ لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْطِنِ.

ففي موضع القتال يحب الله هذه المشية؛لأنها تلقي الرهبة في قلوب الأعداء،هذا الرجل أيضًا قتل مسيلمة الكذاب،لكن يبدو والله أعلم أن رمح وحشي بن حرب سقط أولًا؛لأن المشهورأن وحشي بن حرب هوالذي قتل مسيلمة الكذاب،والمشهور أيضًا أن إحدى الجواري كانت تقف على رأس شرفة فلما سقط مسيلمة الكذاب قالت:يا ويلاتاه،قتل مسيلمة العبد الأسود.

فعرف أن وحشي بن حرب هو الذي قتل مسيلمة الكذاب.

وبعد أن قطع أبو دجانة رأس مسيلمة الكذاب شاء الله له أن يلقى الشهادة، فقتله أحد المرتدين بسهم وسقط رضي الله عنه وأرضاه شهيدًا في معركة اليمامة.

بعد قتل مسيلمة الكذاب وهنت نفوس المرتدين،وخارت عزائمهم،فلم يقووا على فعل شيء،فأعلنوا تسليمهم وقبل أن يعلنوا تسيلمهم كان المسلمون قد أوسعوهم قتلًا،وبلغ عدد قتلى المرتدين في معركة اليمامة واحدا وعشرين ألف مرتد،وكان جيش المسلمين اثني عشر ألف مجاهد،قتل منهم ألف ومائتا شهيد سقطوا من المسلمين.

وحتى نعرف قيمة هذه المعركة وأهميتها،فإن الذين شهدوا غزوة بدر، وكانوا يسمون البدريون وكان لهم ثقل شديد في الإسلام استشهد منهم في هذه المعركة ثمانية وخمسين بدريًا،لنعرف أن هذه الموقعة كانت خطيرة في ميزان الإسلام،وشهداء المعركة من حفظة القرآن خمسمائة شهيد،ولابد من معرفة أهمية الرقم؛لنعرف أن المسلمين في حينها كانوا لا يحفظون القرآن في الكتب،ولم يكن هناك كتاب واحد يجمع القرآن،بل كان القرآن محفوظ في صدورهؤلاء الناس،وبعض جذوع النخل،وبعض العظام مكتوب عليها بعض الآيات،ولم يكن هناك شيئًا يجمع القرآن سوى صدور هؤلاء الناس،فمقتل خمسمائة في يوم واحد كان له من الأثر شديد على المسلمين لدرجة أن المسلمين خافوا على القرآن ألا يجمع،إلا أن الله قد منّ على الإسلام بالرجل العظيم أبي بكر الصديق الذي جمع القرآن في حياته رضي الله عنه وأرضاه.

هذه الموقعة من المواقع المؤثرة في تاريخ الإسلام،ولولا هذه الموقعة بفضل الله تعالى لانقلبت الكفة تمامًا في الجزيرة العربية؛لأن هذا الجيش من أقوى جيوش المرتدين،وقد أذن الله_عز وجل_بالنصرلاثني عشرألف على مائة ألف،فهذا تأييد عظيم من الله سبحانه وتعالى،لكن المسلمين دفعوا ثمنًا غاليًا دفعوا دماء كثيرة في سبيل هذا النصر،وفي سبيل إرضاء الله عز وجل.




من شهداء معركة اليمامة

الشهداء في هذه الموقعة كثيرون،وسنمرّعلى بعض الشهداء ممن لهم ثقل عظيم في الإسلام.

زيد بن الخطاب

فمن أول الشهداء زيد بن الخطاب،وهو أخو عمر بن الخطاب_رضي الله عنهما_وسبقه إلى الإسلام،ويقول عمر:

ما كان هناك من خير سبقني إليه إلا زيد بن الخطاب،فقد سبقني إلى الإسلام،وسبقني إلى الشهادة.

وكان عمريقول:كلما هبت ريح الصّبا حملت إليّ نسائم زيد.

وريح الصباريح تهب من ناحية الشرق،من ناحية قبائل بني حنيفة، وعندما كان يجلس مع الصحابة،وتهب ريح الصبا يبكي عمر،وحين يسأله الصحابة عن سبب بكائه،يقول:كلما هبت ريح الصبا أتذكر زيد بن الخطاب.

سالم مولى أبي حذيفة

كان أبو حذيفة من أوائل من أسلم،وسالم بن عبيد هو أيضًا من السابقين إلى الإسلام،وهما من المهاجرين،وكان سالم مولى لأبي حذيفة،أي عبدًا ولما أسلم أعتقه لله سبحانه وتعالى،ثم تبناه،فأصبح اسمه سالم بن أبي حذيفة،ثم لما نزلت آية تحريم التبني أصبح اسمه سالم بن أبي عبيد،واشتهر بسالم مولى أبي حذيفة،ولشدة الحب بينهما،لما هاجر المسلمون،وآخى النبي-صلى الله عليه وسلم-بين المهاجرين،والأنصارآخى بين سالم وأبي حذيفة مع كونهما من المهاجرين.

ولكي نعرف قيمة سالم مولى أبي حذيفة الذي كان مولى في العرف القديم في وقت كانت القبائل تعتز فيه بالشرف،وتنظر إلى العبيد نظرة ازدراء واحتقارإلا أن النبي_صلى الله عليه وسلم_يقول لسالم:

الْحَمْدُ لِلَِّهِ الَّذِي جَعَل فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ.

ويقول في حديث آخر:

اقْرَءُوا الْقُرْآنَ عَلَى أَرْبَعَةٍ:سَالِمِ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ،وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ،وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.رضي الله عنهم وأرضاهم.

ولما طُعن عمر بن الخطاب،وعندما كان يفكر فيمن يخلفه،قال:

لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيًا لوليته.

وهذا إقرار كبير بالفضل لسالم مولى أبي حذيفة.

ثابت بن قيس

كان ثابت بن قيس من أوائل الأنصار الذين أسلموا،وقد قال فيه النبي-صلى الله عليه وسلم-كما ذكرنا آنفًا:نِعْمَ الرَّجُلَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ.

أبو دجانة سماك بن خرشة من الأنصار ومر بنا منذ قليل.

الطفيل بن عمرو الدوسي

الطفيل بن عمرو الدوسي من قبيلة دوس،وهو من كبار الصحابة الذين أسلموا بمفردهم،أسلم على يد النبي_صلى الله عليه وسلم_وبعد أن أسلم طلب من النبي_صلى الله عليه وسلم_أن يعيده إلى قبيلته ليدعوهم إلى الإسلام،فأعاده الرسول_صلى الله عليه وسلم_إلى قبيلة دوس،فظل يدعو فيها فترة من الزمان،فآمن معه أهل بيته ولم يؤمن معه أحد من القبيلة كلها فرجع إلى النبي_صلى الله عليه وسلم_يقول له:ادع على قبيلة دوس.

فدعا لهم صلى الله عليه وسلم،وقال:اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا.

ثم قال له:عُدْ إِلَى قَوْمِكَ.

فعاد إلى قومه،فدعا فيهم فترة وجيزة،ثم عاد إلى رسول الله_صلى الله عليه وسلم_بتسعين بيتًا،هم كل قبيلة دوس،أسلموا على يد الطفيل بن عمرو الدوسي،منهم أبو هريرة_رضي الله عنه وأرضاه_فكل هذه القبيلة في ميزان حسناته،أسلم وهدى قومه،واستشهد في موقعة اليمامة.

وكان قد رأى رؤيا قبل الموقعة بيوم واحد فقال لأصحابه:

إني رأيت رؤيا فاعبروها،إني رأيت رأسي حلق،وأنه خرج من فمي طائر، وأنه لقيتني امرأة فأدخلتني في فرجها،وأرى ابني عمرًا يطلبني طلبًا حثيثًا، ثم رأيته حبس عني.قالوا:خيرًا.قال:أما أنا فقد أولتها،أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي،وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها،فالأرض تحفر لي،فأغيّب فيها،وأما طلب ابني لي،ثم حبسه عني،فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني،فقتل الطفيل باليمامة شهيدًا،وجرح ابنه عمرو بن الطفيل ثم عوفي،وقتل عام اليرموك في خلافة عمربن الخطاب شهيدًا.

عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول

يقول عنه ابن كثير في كتابه كان من سادات الصحابة برغم أن أباه كان رأس المنافقين في المدينة،وكان من قدماء الصحابة الذين شاركوا في الغزوات مع الرسول_صلى الله عليه وسلم_بداية من غزوة بدر،وكان من أحرص الناس على قتل أبيه،فكان من شدة إيمانه يرى أن أباه منافق يستحق القتل،لولا أن النبي_صلى الله عليه وسلم_منعه حتى لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه.

عباد بن بشر

من قدماء الصحابة، وله من المواقف مع النبي_صلى الله عليه وسلم_الكثير،وشارك في معظم الغزوات،وكان النبي_صلى الله عليه وسلم_عندما يقوم الليل يسمع صوت عباد بن بشر يقوم الليل هوأيضًا، وكان الرسول_صلى الله عليه وسلم_كما تقول السيدة عائشة،وهو يصلي صلاة الليل يقول:اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا،اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا.

وله القصة المشهورة حينما كان يحرس جيش المسلمين هو وعمار بن ياسر يتبادلان الحراسة،ثم جاءت نوبة عباد بن بشر،فكان قائمًا يصلي لله بالليل،وعماربن ياسرنائم،فأصابه سهم في جسده،فنزع السهم،وأكمل صلاته،فأصابه سهم ثان،فنزعه،وأكمل صلاته،فجاءه سهم ثالث،فنزعه،ثم ركع وسجد،وفي التشهد أيقظ عمار بن ياسر،فلما استيقظ وجدالدماء في كل مكان،ووجد الثلاثة أسهم فقال له:هلا أيقظتني من السهم الأول.

فقال:كنت أقرأ آيات ما أحببت أن أقطعها،لولا أني خشيت على ثغر من ثغور المسلمين.

هذا عباد بن بشرمن شهداء المسلمين في موقعة اليمامة.

السائب بن عثمان بن مظعون

كان من قدماء الصحابة ممن أسلموا وهم صغار،هاجر مع عثمان بن مظعون إلى الحبشة،وهو طفل صغير،وشب في الحبشة،ثم عاد،واستشهد وهو شاب في موقعة اليمامة.

السائب بن العوام

وهوأخو الزبيربن العوام،أسلم وهو صغير،واستشهد وهو شاب في موقعة اليمامة.

عبد الله بن أبي بكر الصديق

قدم أبو بكر الصديق في الموقعة ابنيه عبد الرحمن وعبد الله،واستشهد عبد الله في هذه المعركة،أما عبد الرحمن فلم يستشهد،وكان له دورعظيم في المعركة،فهوالذي قتل محكم بن الطفيل كما ذكرنا.

معن بن عدي

كان من الأنصار،وقد آخى النبي_صلى الله عليه وسلم_بينه وبين زيد بن الخطاب،وكانا قد تعاهدا سويًا على أن يقاتلا في سبيل الله،وأن يموتا في سبيل الله،وقبل المعركة أكداعهدهما،وكتب الله لهما الشهادة معًا.

من أبطال اليمامة

هناك بعض من الصحابة ممن حضرواهذه المعركة ولم ينالوالشهادة

وكان لهم دوركبير في المعركة:

عمار بن ياسر

وقد تحدثنا عن دوره في الانكسارالثالث للمسلمين في معركة اليمامة

وأنه كانوا يدعو المسلمين ويقول:يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال.

فالقرآن ليس مجرد كلام يحفظ،بل لابد من فعل يدل عليه،فيقول أبوسعيد الخدري أحد الذين شهدوا المعركة:

والله إن عمارًا كان يقول ذلك،وإن أذنه تتأرجح بجانبه.

ولهذه الأذن قصة،كان عمر قد ولاه على العراق،وأهل العراق أهل فتن، وثورات،فكلما جاءهم أميرشكوه إلى عمر بن الخطاب،وعمار بن ياسرهو من هو،ولكن أهل العراق بطبعهم نسجوا حوله المشاكل حتى قام من بينهم من يقول له في جرأة ووقاحة:يا أجدع الأذن.

فقال له عمار بن ياسر بصبره وحلمه: لقد سببت خير أذني،لقد قطعت في سبيل الله،وقد نال الشهادة في معركة صفين وعمره ثلاثة وتسعون عامًا.

البراء بن مالك

الذي ضرب ثمانين ضربة في فتح الحديقة،ولم يستشهد،فلا نامت أعين الجبناء كما يقول خالد بن الوليد،أُلقي في داخل الموت،ولم يرد الله له أن يستشهد في ذلك الوقت،وقد ذكرنا أنه كان مستجاب الدعوة،وقد دعا الله أن يرزقه الشهادة،فاستشهد بعد ذلك في فتوحات فارس في معركة تُسْتَر.



وكُسرت شوكة بني حنيفة

كتب الله النصر للمسلمين في هذه الموقعة،وبذلك كسرت شوكة المرتدين في قبيلة بني حنيفة،ولم يسمع لهم بعد ذلك صيت في الجزيرة العربية حتى في فتوحات الشام وفارس.

أما عن مصير من استسلموا وهم من نجوا من المعركة وباقي المقاتلين، فبعد انتصار خالد بن الوليد تسلل مجاعة بن مرارة إلى الحصون المجاورة،وكان فيها الذراري والنساء،وأمرهن بلباس عدة الحرب، والوقوف في الشرفات،ونزل هو إلى خالد وعرض عليه الصلح وإلا نزل هؤلاء القوم ليقاتلوك،ونظر خالد إلى الشرفات،فرأى أناس مدججين بالسلاح،ورغم استسلامهم،لكن هناك أعداد كثيرة لا يعلم عددهم إلا الله، فنظرخالد إلى جيش المسلمين،فوجده قد أنهك من الحرب،واستشهد منهم ألف ومائتان فرأى خالد أن يصالحه،ولا يدخل في قتال ليس مضمونًا.

وفي البداية قال له مجاعة:

هؤلاء القوم سيرجعون إلى الإسلام،ثم أصالحك على نصف ثمار اليمامة، ثم ذهب مجاعة إلى الحصن،ورجع إلى خالد،وقال لم يوافق القوم إلاعلى ثلث ثماراليمامة،فوافق خالد بن الوليد على ذلك،وبعد إتمام الصلح فتح مجاعة الحصون،وعرف خالد أنها خدعة،فليس في هذه الحصون غير النساء والأطفال.

وفي هذا الوقت جاء خطاب من أبي بكر بأن لا يقبل الصلح من بني حنيفة إذا عرض عليه،ولكن خالد قد أنهى الصلح فقرأ خالد الرسالة على المسلمين بصوت مسموع،فقال له مجاعة:لكنك أمضيت الصلح.

فقال له خالد:نحن قوم لانخون العهد.

وأخذ خالد الثلث،وأسلم القوم وذهبوا إلى أبي بكر الصديق،وبايعوه،وعنفهم أبو بكر تعنيفا شديدا،وأصرأبو بكرعليهم أن يقرءوا بعض ما كان يقوله مسيلمة،فقالوا:يا خليفة رسول الله إن هذا الأمر قد مضى وانتهى ومات مسيلمة.

فأصر عليهم فقرءواعليه بعض آيات مسيلمة فقالوا:

والمبذرات زرعًا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر.

وكان له أشياء أخرى منها:الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل.

فتعجب أبو بكر من هذا الكلام وأن هذا الكلام لا يخرج من عاقل فقال لهم: كيف وافقتموه واتبعتموه؟

قالوا:يا خليفة رسول الله إنها القبلية.

قفد كانوا يعرفون كذبه،فقد جاء أحد الأعراب من بني حنيفة لمسيلمة،وقال له:اقرأ علي بعض آياتك،فقرأ عليه،فقال له الرجل:من يأتيك؟قال:رجس.

قال:يأتيك في ليل أم في النهار؟فقال:يأتيني في الليل،في ظلمة.

قال:أشهد أن محمدًا صادق وأنك كاذب،ولكن كاذب بني حنيفة أحب إلي من صادق مضر.

وما تبعه قومه إلا للقبلية،والعصبية حتى يكون لهم شأن في الجزيرة العربية،ولهذا اتبعوا مسيلمة وظاهروا على الحق.

انتهت بذلك موقعة اليمامة التي هي من أكبرالمواقع الإسلامية.

المصدر :منتديات السادة الأشراف**



[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة معركة اليمامة وتاريخ الإسلام**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: