منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مناسبات تنزيل القرأن الكريم* >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
مناسبات تنزيل القرأن الكريم* >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 مناسبات تنزيل القرأن الكريم*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:08 am

مناسبات النزول > قضايا العقيدة كانت موضع اهتمام القرآن الكريم



المرحلة الأولى

:

تكاتفت عوامل عديدة لتجعل القرنين الثاني والثالث الهجريين فترة

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
179
)

اتسمت بالجدل حول قضايا العقيدة ، وأدت بطريق أو بآخر إلى بداية التأليف
في بحوث العقائد الأمر الذي أوجد بالمكتبة الإسلامية كثيرا من المؤلفات في
هذا الموضوع وما يتصل به من تأريخ للملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

ولعل أبرز هذه العوامل ما يلي :

1 - وجود الفرق واشتغالها بمسائل استتبعت ردا من المخالفين لهذه الفرقة أو
تلك ممن يختلفون في الأصول ، وتعصب كل فرقة لأصولها التي حكمتها في
القضايا ، وحكمت بها على مسائل الخلاف ، ولكي ندرك أثر هذا العامل يجب أن
نعي حقيقتين هامتين :

الحقيقة الأولى : أن قضايا العقيدة كانت موضع اهتمام القرآن الكريم
باعتباره كتاب الإسلام ، الذي يؤسِّس بناء الفرد على عقيدة التوحيد ،
ويفرع منها كل نواحي النشاط الإنساني ، سواء في جانب علاقة الإنسان بربه في
العبادات ، أو علاقة الإنسان بالناس في المعاملات والآداب ، أو علاقة
الإنسان بالكون تسخيرا وتأملا وتحقيقا للخلافة والعمارة من خلاله .

وسواء جاء الاهتمام بالتوحيد وتقريره في صورة إخبار عن حقيقة مؤكدة مثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، ومثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . أو في صورة بيان يفهمه العقل ويصدقه الواقع المُشاهَد ، مثل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .


(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
180
)

أقول : سواء جاءت المعالجة بهذه الصورة أو تلك أو غيرهما ، فإن المؤكد أن القرآن قد بين (
أن الإيمان بإله واحد له صفات الكمال والجلال لا شريك له في ملكه ، ولا
نظير له في الخلق والإيجاد والتأثير والتقدير ، هو الذي يتفق مع ما نشاهده
ونلاحظه من دقة ونظام في هذا الكون الذي يجري على سنن ثابتة وقوانين مطردة
لا تختل ولا تتخلف ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

وكما اهتم القرآن بإرساء الأصل وهو التوحيد عقيدة الإنسان حين لم تنحرف
فطرته ، اهتم كذلك بمحاربة الانحراف الذي حدث عند بعض الأقوام عن هذا
الأصل معيدا الناس إليه : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. وبنفس المنهج يدحض فرية الشركاء والمشركين في كثير من الآيات ، والقرآن
في إرسائه أصل العقيدة التوحيد يربط بين هذا الاعتقاد والعمل المرتبط به
كمظهر عملي للتوحيد الذي يمثل أساس البناء ومنهج الحركة في الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

، نقرأ مثلا قول الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وقوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

والتذكير بهذه الحقيقة يظهر أثر الفرق فيما جد على الناس من جدل واختلاف
كَفَّرَ البعض فيه من ليس على فكرهم ، ذلك أن اهتمام القرآن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
181
)

بالتوحيد إنما هو من باب تصحيح عقيدة ، يرى أكثر الباحثين أنها عقيدة
الإنسان منذ نشأته ، وأن هذه العقيدة لم تنفك عنها أمة من الأمم ، وأن
الإنسان قد انجرف إلى ألوان من الوثنية والتعدد لم يكن عليها في القديم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

ولنفس الغاية كان الاهتمام بدحض شبهات الشرك والتعدد ومجادلة المنحرفين من
أهل الكتاب . وقد جاء الحديث عن صفات الله الواحد القادر المريد ، بما لا
يحدث انفصالا بين الذات والصفات ، وقد فهم سلف الأمة هذه الحقيقة فساقوا
الكلام سوقا واحدا ، ووصفوا الله بما وصف به نفسه ، فإذا جئنا إلى التوحيد
لدى فرق المتكلمين وجدنا تشقيقات ليس للمسلمين بها عهد ، فهناك علاقة
الصفات بالذات الإلهية ، وهل وجودها يتعارض مع الوحدانية أم لا ؟ وهناك من
لا يفرقون بين صفات الله المتفرد بالجلال والذي ليس كمثله شيء ، وبين صفات
مخلوقاته تشبيها أو تمثيلا ، وهناك غير هذا من مهاترات الفِرَق ، وتشقيقات
المجادلين .

وقد أدى هذا الفهم الغريب للتوحيد بفرقة كالمعتزلة
- والتوحيد واحد من أصولها الخـمسة - إلى أن تنفي عن الله أكثر الصفات
الثبوتية ، كالقدرة والإرادة والعلم ، بحجة أن هذا يتنافى مع التوحيد ،
ويقترب بالمسلمين من تعدد كتعدد النصارى
، كما أدى بهم فهمهم هذا إلى التأويل في الصفات الخبرية التي تثبت لله يدا
وعينا وغير ذلك ، وقد أوقعهم فهمهم هذا إلى القول بخلق القرآن ، وما جرّه
على المسلمين من بلاء واضطراب .

وقد أدى بهم هذا الفهم إلى جدل طويل مع الفرق الأخرى وعلى رأسهم الأشعرية الذين يخالفونهم الرأي ، كـما أدى بهم إلى أن وصفهم غيرُهم بأنهم المعطلة وأنهم أخذوا آراءهم هذه من الزنادقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وليت الأمر يقف عند حد الجدل بل هو مخالفة صريحة للنصوص القرآنية الواردة في هذا الصدد

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
182
)

" وسواء أخذ المعتزلة آراءهم هذه عن الزنادقة كما يذكر الأشعري ، أم عن الفلاسفة كما يذكر الشهرستاني ، فإن رأي المعتزلة لا يشهد له الشرع ، بل إنه يؤدي إلى إنكار كثير من آيات القرآن التي تصف الله سبحانه بصفات العلم والقدرة والإرادة وغيرها " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

الحقيقة الثانية
: هي أن كثيرا مما أثير بين الفرق ، بل مما أخذت الفرق منه أسماءها قد
يكون له جذور أسبق من القرنين الثاني والثالث ، كما يرى مثلا بعض العلماء
في أمور القدر والجبر والخوارج . فالخروج الذي يستحقه من يخرج على الحق يرى البعض أن جذوره تمتد إلى يوم أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال ذو الخويصرة التميمي لرسول الله عقب قسمته لذهبة آتته من اليمن :
اعدل يا محمد ؛ فإنك لم تعدل . حتى قال عليه السلام : " إن لم أعدل فمن
يعدل ؟ " . فعاود وقال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . ويقول الشهرستاني عن هذا الموقف : "
ولو صار من اعترض على الإمام الحق خارجيا فمن اعترض على الرسول الحق أولى
أن يصير خارجيا ، أو ليس ذلك قولا بتحسين العقل وتقبيحه ، وحكما بالعقل في
مقابلة النص ، واستكبارا على الأمر بقياس العقل ؟ " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

كذلك فإن مسألة القدر والجبر قد أثيرت على ألسنة المشركين كما يحكي الله تعالى عنهم في قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

وواضح أنهم لا يريدون الاعتذار عن القبائح التي يعتقدونها ، بل مرادهم
بذلك الاحتجاج على أن ما ارتكبوه حق ومشروع ورضي الله عنه بناء على أن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
183
)

المشيئة والإرادة تساوي الأمر عندهم . ويذكر الشهرستاني أنها قد أثيرت أيضا على ألسنة المنافقين الذين قالوا يوم أحد : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهل ذلك إلا تصريح بالقدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

؟

نقول : قد يكون هناك جذور للقضايا التي طال الجدل فيها بين الفرق كما
ذكرنا أمثلة منها ، لكن هذه الجذور لم تكن بالقوة التي تثير جدلا وتخلق
بلبلة ، وأظن الأمر يختلف كثيرا إذا قُورن بما أحدثه الخوارج إثر خروجهم بعد مسألة التحكيم ، وما ناقشوه من قضايا مرتكب الكبيرة ، وتكفيرهم غيرهم ، وما تبع هذا من موقف المرجئة الذين غالى بعضهم إذ اعتبر أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

كذلك إذا نظرنا القدرية وجدنا أن ما كان في آخر عصر الصحابة والذي امتد إلى العصر الأموي والعباسي أصبح شيئا آخر غير الجذور الأولى خطرا وفكرا . يقول ابن تيمية : " ثم حدث في آخر عصر الصحابة القدرية . . . وأما القدرية
فخاضوا في قدره بالباطل ، وأصل ضلالتهم : أن القدر ينافي الشرع . . .
فصاروا حزبين : حزبا يغلب الشرع فيكذب بالقدر وينفيه أو ينفي بعضه . وحزبا
يغلب القدر فينفي الشرع في الباطن ، أو ينفي حقيقته ويقول : لا فرق بين ما
أمر الله به وما نهى عنه في نفس الأمر الجميع سواء " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

وكذلك فإن الجبر أصبح نحلة ، واعتنقه ناس يدعون إليه ويدرسونه ويبينونه للناس ، وسواء كان أصله نحلة يهودية كما يقول ابن نباتة المصري صاحب سرح العيون في رسالة ابن زيدون ، أم هو نحلة أصلها فارسي كما يذكر المرتضى في المنية والأمل ، فإن المقرر أن الجبر أحدث جدلا طويلا على

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
184
)

الساحة الفكرية أخذ المعتزلة موقفا مضادا له ، وأخذ الأشاعرة موقفا متوسطا ، وفي كل ذلك جدل ومناظرات كانت سمة العصر وطابع الفكر الإسلامي آنذاك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

.

أقول في ضوء الحقيقتين السابقتين : يجب أن ننظر إلى الفرق باعتبارها عاملا
هاما في ازدهار حركة الجدل الديني في القرنين الثاني والثالث الهجريين ،
ومقارنة معتقدات كُلٍّ وأصولها بمعتقدات وأصول غيرها ، ثم رصد ما حدث بينهم
من مناظرات ومراسلات يظهر أثرهم في الفكر الإسلامي ، وليس تفصيل هذا من
خطتنا ، وإنما حسبنا أن نشير إلى الظاهرة وندل عليها في مظانها من كتب
الفرق والملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

، كما نشير إلى أن أثر الفرق ليس راجعا إلى موضوعات الجدل بقدر ما هو راجع إلى منهج تناول هذه الموضوعات والهدف المرتبط به .



عدل سابقا من قبل حسن الذهبى في الخميس مارس 15, 2012 3:32 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:10 am

بمحاربة الانحراف الذي حدث عند بعض الأقوام ( اهتمام القرآن الكريم بمحاربة الانحراف)


المرحلة الأولى

:

تكاتفت عوامل عديدة لتجعل القرنين الثاني والثالث الهجريين فترة

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
179
)

اتسمت بالجدل حول قضايا العقيدة ، وأدت بطريق أو بآخر إلى بداية التأليف
في بحوث العقائد الأمر الذي أوجد بالمكتبة الإسلامية كثيرا من المؤلفات في
هذا الموضوع وما يتصل به من تأريخ للملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولعل أبرز هذه العوامل ما يلي :

1 - وجود الفرق واشتغالها بمسائل استتبعت ردا من المخالفين لهذه الفرقة أو
تلك ممن يختلفون في الأصول ، وتعصب كل فرقة لأصولها التي حكمتها في
القضايا ، وحكمت بها على مسائل الخلاف ، ولكي ندرك أثر هذا العامل يجب أن
نعي حقيقتين هامتين :

الحقيقة الأولى
: أن قضايا العقيدة كانت موضع اهتمام القرآن الكريم باعتباره كتاب
الإسلام ، الذي يؤسِّس بناء الفرد على عقيدة التوحيد ، ويفرع منها كل نواحي
النشاط الإنساني ، سواء في جانب علاقة الإنسان بربه في العبادات ، أو
علاقة الإنسان بالناس في المعاملات والآداب ، أو علاقة الإنسان بالكون
تسخيرا وتأملا وتحقيقا للخلافة والعمارة من خلاله .

وسواء جاء الاهتمام بالتوحيد وتقريره في صورة إخبار عن حقيقة مؤكدة مثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، ومثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . أو في صورة بيان يفهمه العقل ويصدقه الواقع المُشاهَد ، مثل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .


(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
180
)

أقول : سواء جاءت المعالجة بهذه الصورة أو تلك أو غيرهما ، فإن المؤكد أن القرآن قد بين (
أن الإيمان بإله واحد له صفات الكمال والجلال لا شريك له في ملكه ، ولا
نظير له في الخلق والإيجاد والتأثير والتقدير ، هو الذي يتفق مع ما نشاهده
ونلاحظه من دقة ونظام في هذا الكون الذي يجري على سنن ثابتة وقوانين مطردة
لا تختل ولا تتخلف ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكما اهتم القرآن بإرساء الأصل وهو التوحيد عقيدة الإنسان حين لم تنحرف فطرته ، اهتم كذلك بمحاربة الانحراف الذي حدث عند بعض الأقوام عن هذا الأصل معيدا الناس إليه : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. وبنفس المنهج يدحض فرية الشركاء والمشركين في كثير من الآيات ، والقرآن
في إرسائه أصل العقيدة التوحيد يربط بين هذا الاعتقاد والعمل المرتبط به
كمظهر عملي للتوحيد الذي يمثل أساس البناء ومنهج الحركة في الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، نقرأ مثلا قول الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وقوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

والتذكير بهذه الحقيقة يظهر أثر الفرق فيما جد على الناس من جدل واختلاف
كَفَّرَ البعض فيه من ليس على فكرهم ، ذلك أن اهتمام القرآن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
181
)

بالتوحيد إنما هو من باب تصحيح عقيدة ، يرى أكثر الباحثين أنها عقيدة
الإنسان منذ نشأته ، وأن هذه العقيدة لم تنفك عنها أمة من الأمم ، وأن
الإنسان قد انجرف إلى ألوان من الوثنية والتعدد لم يكن عليها في القديم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولنفس الغاية كان الاهتمام بدحض شبهات الشرك والتعدد ومجادلة المنحرفين من
أهل الكتاب . وقد جاء الحديث عن صفات الله الواحد القادر المريد ، بما لا
يحدث انفصالا بين الذات والصفات ، وقد فهم سلف الأمة هذه الحقيقة فساقوا
الكلام سوقا واحدا ، ووصفوا الله بما وصف به نفسه ، فإذا جئنا إلى التوحيد
لدى فرق المتكلمين وجدنا تشقيقات ليس للمسلمين بها عهد ، فهناك علاقة
الصفات بالذات الإلهية ، وهل وجودها يتعارض مع الوحدانية أم لا ؟ وهناك من
لا يفرقون بين صفات الله المتفرد بالجلال والذي ليس كمثله شيء ، وبين صفات
مخلوقاته تشبيها أو تمثيلا ، وهناك غير هذا من مهاترات الفِرَق ، وتشقيقات
المجادلين .

وقد أدى هذا الفهم الغريب للتوحيد بفرقة كالمعتزلة
- والتوحيد واحد من أصولها الخـمسة - إلى أن تنفي عن الله أكثر الصفات
الثبوتية ، كالقدرة والإرادة والعلم ، بحجة أن هذا يتنافى مع التوحيد ،
ويقترب بالمسلمين من تعدد كتعدد النصارى
، كما أدى بهم فهمهم هذا إلى التأويل في الصفات الخبرية التي تثبت لله يدا
وعينا وغير ذلك ، وقد أوقعهم فهمهم هذا إلى القول بخلق القرآن ، وما جرّه
على المسلمين من بلاء واضطراب .

وقد أدى بهم هذا الفهم إلى جدل طويل مع الفرق الأخرى وعلى رأسهم الأشعرية الذين يخالفونهم الرأي ، كـما أدى بهم إلى أن وصفهم غيرُهم بأنهم المعطلة وأنهم أخذوا آراءهم هذه من الزنادقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وليت الأمر يقف عند حد الجدل بل هو مخالفة صريحة للنصوص القرآنية الواردة في هذا الصدد

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
182
)

" وسواء أخذ المعتزلة آراءهم هذه عن الزنادقة كما يذكر الأشعري ، أم عن الفلاسفة كما يذكر الشهرستاني ، فإن رأي المعتزلة لا يشهد له الشرع ، بل إنه يؤدي إلى إنكار كثير من آيات القرآن التي تصف الله سبحانه بصفات العلم والقدرة والإرادة وغيرها " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

الحقيقة الثانية
: هي أن كثيرا مما أثير بين الفرق ، بل مما أخذت الفرق منه أسماءها قد
يكون له جذور أسبق من القرنين الثاني والثالث ، كما يرى مثلا بعض العلماء
في أمور القدر والجبر والخوارج . فالخروج الذي يستحقه من يخرج على الحق يرى البعض أن جذوره تمتد إلى يوم أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال ذو الخويصرة التميمي لرسول الله عقب قسمته لذهبة آتته من اليمن :
اعدل يا محمد ؛ فإنك لم تعدل . حتى قال عليه السلام : " إن لم أعدل فمن
يعدل ؟ " . فعاود وقال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . ويقول الشهرستاني عن هذا الموقف : "
ولو صار من اعترض على الإمام الحق خارجيا فمن اعترض على الرسول الحق أولى
أن يصير خارجيا ، أو ليس ذلك قولا بتحسين العقل وتقبيحه ، وحكما بالعقل في
مقابلة النص ، واستكبارا على الأمر بقياس العقل ؟ " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك فإن مسألة القدر والجبر قد أثيرت على ألسنة المشركين كما يحكي الله تعالى عنهم في قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

وواضح أنهم لا يريدون الاعتذار عن القبائح التي يعتقدونها ، بل مرادهم
بذلك الاحتجاج على أن ما ارتكبوه حق ومشروع ورضي الله عنه بناء على أن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
183
)

المشيئة والإرادة تساوي الأمر عندهم . ويذكر الشهرستاني أنها قد أثيرت أيضا على ألسنة المنافقين الذين قالوا يوم أحد : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهل ذلك إلا تصريح بالقدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
؟

نقول : قد يكون هناك جذور للقضايا التي طال الجدل فيها بين الفرق كما
ذكرنا أمثلة منها ، لكن هذه الجذور لم تكن بالقوة التي تثير جدلا وتخلق
بلبلة ، وأظن الأمر يختلف كثيرا إذا قُورن بما أحدثه الخوارج إثر خروجهم بعد مسألة التحكيم ، وما ناقشوه من قضايا مرتكب الكبيرة ، وتكفيرهم غيرهم ، وما تبع هذا من موقف المرجئة الذين غالى بعضهم إذ اعتبر أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك إذا نظرنا القدرية وجدنا أن ما كان في آخر عصر الصحابة والذي امتد إلى العصر الأموي والعباسي أصبح شيئا آخر غير الجذور الأولى خطرا وفكرا . يقول ابن تيمية : " ثم حدث في آخر عصر الصحابة القدرية . . . وأما القدرية
فخاضوا في قدره بالباطل ، وأصل ضلالتهم : أن القدر ينافي الشرع . . .
فصاروا حزبين : حزبا يغلب الشرع فيكذب بالقدر وينفيه أو ينفي بعضه . وحزبا
يغلب القدر فينفي الشرع في الباطن ، أو ينفي حقيقته ويقول : لا فرق بين ما
أمر الله به وما نهى عنه في نفس الأمر الجميع سواء " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكذلك فإن الجبر أصبح نحلة ، واعتنقه ناس يدعون إليه ويدرسونه ويبينونه للناس ، وسواء كان أصله نحلة يهودية كما يقول ابن نباتة المصري صاحب سرح العيون في رسالة ابن زيدون ، أم هو نحلة أصلها فارسي كما يذكر المرتضى في المنية والأمل ، فإن المقرر أن الجبر أحدث جدلا طويلا على

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
184
)

الساحة الفكرية أخذ المعتزلة موقفا مضادا له ، وأخذ الأشاعرة موقفا متوسطا ، وفي كل ذلك جدل ومناظرات كانت سمة العصر وطابع الفكر الإسلامي آنذاك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

أقول في ضوء الحقيقتين السابقتين : يجب أن ننظر إلى الفرق باعتبارها عاملا
هاما في ازدهار حركة الجدل الديني في القرنين الثاني والثالث الهجريين ،
ومقارنة معتقدات كُلٍّ وأصولها بمعتقدات وأصول غيرها ، ثم رصد ما حدث بينهم
من مناظرات ومراسلات يظهر أثرهم في الفكر الإسلامي ، وليس تفصيل هذا من
خطتنا ، وإنما حسبنا أن نشير إلى الظاهرة وندل عليها في مظانها من كتب
الفرق والملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، كما نشير إلى أن أثر الفرق ليس راجعا إلى موضوعات الجدل بقدر ما هو راجع إلى منهج تناول هذه الموضوعات والهدف المرتبط به .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:12 am

والقرآن في إرسائه أصل العقيدة التوحيد


المرحلة الأولى

:

تكاتفت عوامل عديدة لتجعل القرنين الثاني والثالث الهجريين فترة

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
179
)

اتسمت بالجدل حول قضايا العقيدة ، وأدت بطريق أو بآخر إلى بداية التأليف
في بحوث العقائد الأمر الذي أوجد بالمكتبة الإسلامية كثيرا من المؤلفات في
هذا الموضوع وما يتصل به من تأريخ للملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولعل أبرز هذه العوامل ما يلي :

1 - وجود الفرق واشتغالها بمسائل استتبعت ردا من المخالفين لهذه الفرقة أو
تلك ممن يختلفون في الأصول ، وتعصب كل فرقة لأصولها التي حكمتها في
القضايا ، وحكمت بها على مسائل الخلاف ، ولكي ندرك أثر هذا العامل يجب أن
نعي حقيقتين هامتين :

الحقيقة الأولى
: أن قضايا العقيدة كانت موضع اهتمام القرآن الكريم باعتباره كتاب
الإسلام ، الذي يؤسِّس بناء الفرد على عقيدة التوحيد ، ويفرع منها كل نواحي
النشاط الإنساني ، سواء في جانب علاقة الإنسان بربه في العبادات ، أو
علاقة الإنسان بالناس في المعاملات والآداب ، أو علاقة الإنسان بالكون
تسخيرا وتأملا وتحقيقا للخلافة والعمارة من خلاله .

وسواء جاء الاهتمام بالتوحيد وتقريره في صورة إخبار عن حقيقة مؤكدة مثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، ومثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . أو في صورة بيان يفهمه العقل ويصدقه الواقع المُشاهَد ، مثل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .


(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
180
)

أقول : سواء جاءت المعالجة بهذه الصورة أو تلك أو غيرهما ، فإن المؤكد أن القرآن قد بين (
أن الإيمان بإله واحد له صفات الكمال والجلال لا شريك له في ملكه ، ولا
نظير له في الخلق والإيجاد والتأثير والتقدير ، هو الذي يتفق مع ما نشاهده
ونلاحظه من دقة ونظام في هذا الكون الذي يجري على سنن ثابتة وقوانين مطردة
لا تختل ولا تتخلف ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكما اهتم القرآن بإرساء الأصل وهو التوحيد عقيدة الإنسان حين لم تنحرف
فطرته ، اهتم كذلك بمحاربة الانحراف الذي حدث عند بعض الأقوام عن هذا
الأصل معيدا الناس إليه : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وبنفس المنهج يدحض فرية الشركاء والمشركين في كثير من الآيات ، والقرآن في إرسائه أصل العقيدة التوحيد يربط بين هذا الاعتقاد والعمل المرتبط به كمظهر عملي للتوحيد الذي يمثل أساس البناء ومنهج الحركة في الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، نقرأ مثلا قول الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وقوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

والتذكير بهذه الحقيقة يظهر أثر الفرق فيما جد على الناس من جدل واختلاف
كَفَّرَ البعض فيه من ليس على فكرهم ، ذلك أن اهتمام القرآن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
181
)

بالتوحيد إنما هو من باب تصحيح عقيدة ، يرى أكثر الباحثين أنها عقيدة
الإنسان منذ نشأته ، وأن هذه العقيدة لم تنفك عنها أمة من الأمم ، وأن
الإنسان قد انجرف إلى ألوان من الوثنية والتعدد لم يكن عليها في القديم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولنفس الغاية كان الاهتمام بدحض شبهات الشرك والتعدد ومجادلة المنحرفين من
أهل الكتاب . وقد جاء الحديث عن صفات الله الواحد القادر المريد ، بما لا
يحدث انفصالا بين الذات والصفات ، وقد فهم سلف الأمة هذه الحقيقة فساقوا
الكلام سوقا واحدا ، ووصفوا الله بما وصف به نفسه ، فإذا جئنا إلى التوحيد
لدى فرق المتكلمين وجدنا تشقيقات ليس للمسلمين بها عهد ، فهناك علاقة
الصفات بالذات الإلهية ، وهل وجودها يتعارض مع الوحدانية أم لا ؟ وهناك من
لا يفرقون بين صفات الله المتفرد بالجلال والذي ليس كمثله شيء ، وبين صفات
مخلوقاته تشبيها أو تمثيلا ، وهناك غير هذا من مهاترات الفِرَق ، وتشقيقات
المجادلين .

وقد أدى هذا الفهم الغريب للتوحيد بفرقة كالمعتزلة
- والتوحيد واحد من أصولها الخـمسة - إلى أن تنفي عن الله أكثر الصفات
الثبوتية ، كالقدرة والإرادة والعلم ، بحجة أن هذا يتنافى مع التوحيد ،
ويقترب بالمسلمين من تعدد كتعدد النصارى
، كما أدى بهم فهمهم هذا إلى التأويل في الصفات الخبرية التي تثبت لله يدا
وعينا وغير ذلك ، وقد أوقعهم فهمهم هذا إلى القول بخلق القرآن ، وما جرّه
على المسلمين من بلاء واضطراب .

وقد أدى بهم هذا الفهم إلى جدل طويل مع الفرق الأخرى وعلى رأسهم الأشعرية الذين يخالفونهم الرأي ، كـما أدى بهم إلى أن وصفهم غيرُهم بأنهم المعطلة وأنهم أخذوا آراءهم هذه من الزنادقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وليت الأمر يقف عند حد الجدل بل هو مخالفة صريحة للنصوص القرآنية الواردة في هذا الصدد

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
182
)

" وسواء أخذ المعتزلة آراءهم هذه عن الزنادقة كما يذكر الأشعري ، أم عن الفلاسفة كما يذكر الشهرستاني ، فإن رأي المعتزلة لا يشهد له الشرع ، بل إنه يؤدي إلى إنكار كثير من آيات القرآن التي تصف الله سبحانه بصفات العلم والقدرة والإرادة وغيرها " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

الحقيقة الثانية
: هي أن كثيرا مما أثير بين الفرق ، بل مما أخذت الفرق منه أسماءها قد
يكون له جذور أسبق من القرنين الثاني والثالث ، كما يرى مثلا بعض العلماء
في أمور القدر والجبر والخوارج . فالخروج الذي يستحقه من يخرج على الحق يرى البعض أن جذوره تمتد إلى يوم أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال ذو الخويصرة التميمي لرسول الله عقب قسمته لذهبة آتته من اليمن :
اعدل يا محمد ؛ فإنك لم تعدل . حتى قال عليه السلام : " إن لم أعدل فمن
يعدل ؟ " . فعاود وقال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . ويقول الشهرستاني عن هذا الموقف : "
ولو صار من اعترض على الإمام الحق خارجيا فمن اعترض على الرسول الحق أولى
أن يصير خارجيا ، أو ليس ذلك قولا بتحسين العقل وتقبيحه ، وحكما بالعقل في
مقابلة النص ، واستكبارا على الأمر بقياس العقل ؟ " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك فإن مسألة القدر والجبر قد أثيرت على ألسنة المشركين كما يحكي الله تعالى عنهم في قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

وواضح أنهم لا يريدون الاعتذار عن القبائح التي يعتقدونها ، بل مرادهم
بذلك الاحتجاج على أن ما ارتكبوه حق ومشروع ورضي الله عنه بناء على أن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
183
)

المشيئة والإرادة تساوي الأمر عندهم . ويذكر الشهرستاني أنها قد أثيرت أيضا على ألسنة المنافقين الذين قالوا يوم أحد : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهل ذلك إلا تصريح بالقدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
؟

نقول : قد يكون هناك جذور للقضايا التي طال الجدل فيها بين الفرق كما
ذكرنا أمثلة منها ، لكن هذه الجذور لم تكن بالقوة التي تثير جدلا وتخلق
بلبلة ، وأظن الأمر يختلف كثيرا إذا قُورن بما أحدثه الخوارج إثر خروجهم بعد مسألة التحكيم ، وما ناقشوه من قضايا مرتكب الكبيرة ، وتكفيرهم غيرهم ، وما تبع هذا من موقف المرجئة الذين غالى بعضهم إذ اعتبر أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك إذا نظرنا القدرية وجدنا أن ما كان في آخر عصر الصحابة والذي امتد إلى العصر الأموي والعباسي أصبح شيئا آخر غير الجذور الأولى خطرا وفكرا . يقول ابن تيمية : " ثم حدث في آخر عصر الصحابة القدرية . . . وأما القدرية
فخاضوا في قدره بالباطل ، وأصل ضلالتهم : أن القدر ينافي الشرع . . .
فصاروا حزبين : حزبا يغلب الشرع فيكذب بالقدر وينفيه أو ينفي بعضه . وحزبا
يغلب القدر فينفي الشرع في الباطن ، أو ينفي حقيقته ويقول : لا فرق بين ما
أمر الله به وما نهى عنه في نفس الأمر الجميع سواء " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكذلك فإن الجبر أصبح نحلة ، واعتنقه ناس يدعون إليه ويدرسونه ويبينونه للناس ، وسواء كان أصله نحلة يهودية كما يقول ابن نباتة المصري صاحب سرح العيون في رسالة ابن زيدون ، أم هو نحلة أصلها فارسي كما يذكر المرتضى في المنية والأمل ، فإن المقرر أن الجبر أحدث جدلا طويلا على

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
184
)

الساحة الفكرية أخذ المعتزلة موقفا مضادا له ، وأخذ الأشاعرة موقفا متوسطا ، وفي كل ذلك جدل ومناظرات كانت سمة العصر وطابع الفكر الإسلامي آنذاك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

أقول في ضوء الحقيقتين السابقتين : يجب أن ننظر إلى الفرق باعتبارها عاملا
هاما في ازدهار حركة الجدل الديني في القرنين الثاني والثالث الهجريين ،
ومقارنة معتقدات كُلٍّ وأصولها بمعتقدات وأصول غيرها ، ثم رصد ما حدث بينهم
من مناظرات ومراسلات يظهر أثرهم في الفكر الإسلامي ، وليس تفصيل هذا من
خطتنا ، وإنما حسبنا أن نشير إلى الظاهرة وندل عليها في مظانها من كتب
الفرق والملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، كما نشير إلى أن أثر الفرق ليس راجعا إلى موضوعات الجدل بقدر ما هو راجع إلى منهج تناول هذه الموضوعات والهدف المرتبط به .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:13 am

> مسألة القدر والجبر



المرحلة الأولى

:

تكاتفت عوامل عديدة لتجعل القرنين الثاني والثالث الهجريين فترة

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
179
)

اتسمت بالجدل حول قضايا العقيدة ، وأدت بطريق أو بآخر إلى بداية التأليف
في بحوث العقائد الأمر الذي أوجد بالمكتبة الإسلامية كثيرا من المؤلفات في
هذا الموضوع وما يتصل به من تأريخ للملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولعل أبرز هذه العوامل ما يلي :

1 - وجود الفرق واشتغالها بمسائل استتبعت ردا من المخالفين لهذه الفرقة أو
تلك ممن يختلفون في الأصول ، وتعصب كل فرقة لأصولها التي حكمتها في
القضايا ، وحكمت بها على مسائل الخلاف ، ولكي ندرك أثر هذا العامل يجب أن
نعي حقيقتين هامتين :

الحقيقة الأولى
: أن قضايا العقيدة كانت موضع اهتمام القرآن الكريم باعتباره كتاب
الإسلام ، الذي يؤسِّس بناء الفرد على عقيدة التوحيد ، ويفرع منها كل نواحي
النشاط الإنساني ، سواء في جانب علاقة الإنسان بربه في العبادات ، أو
علاقة الإنسان بالناس في المعاملات والآداب ، أو علاقة الإنسان بالكون
تسخيرا وتأملا وتحقيقا للخلافة والعمارة من خلاله .

وسواء جاء الاهتمام بالتوحيد وتقريره في صورة إخبار عن حقيقة مؤكدة مثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، ومثل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . أو في صورة بيان يفهمه العقل ويصدقه الواقع المُشاهَد ، مثل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .


(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
180
)

أقول : سواء جاءت المعالجة بهذه الصورة أو تلك أو غيرهما ، فإن المؤكد أن القرآن قد بين (
أن الإيمان بإله واحد له صفات الكمال والجلال لا شريك له في ملكه ، ولا
نظير له في الخلق والإيجاد والتأثير والتقدير ، هو الذي يتفق مع ما نشاهده
ونلاحظه من دقة ونظام في هذا الكون الذي يجري على سنن ثابتة وقوانين مطردة
لا تختل ولا تتخلف ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكما اهتم القرآن بإرساء الأصل وهو التوحيد عقيدة الإنسان حين لم تنحرف
فطرته ، اهتم كذلك بمحاربة الانحراف الذي حدث عند بعض الأقوام عن هذا
الأصل معيدا الناس إليه : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. وبنفس المنهج يدحض فرية الشركاء والمشركين في كثير من الآيات ، والقرآن
في إرسائه أصل العقيدة التوحيد يربط بين هذا الاعتقاد والعمل المرتبط به
كمظهر عملي للتوحيد الذي يمثل أساس البناء ومنهج الحركة في الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، نقرأ مثلا قول الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وقوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

والتذكير بهذه الحقيقة يظهر أثر الفرق فيما جد على الناس من جدل واختلاف
كَفَّرَ البعض فيه من ليس على فكرهم ، ذلك أن اهتمام القرآن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
181
)

بالتوحيد إنما هو من باب تصحيح عقيدة ، يرى أكثر الباحثين أنها عقيدة
الإنسان منذ نشأته ، وأن هذه العقيدة لم تنفك عنها أمة من الأمم ، وأن
الإنسان قد انجرف إلى ألوان من الوثنية والتعدد لم يكن عليها في القديم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ولنفس الغاية كان الاهتمام بدحض شبهات الشرك والتعدد ومجادلة المنحرفين من
أهل الكتاب . وقد جاء الحديث عن صفات الله الواحد القادر المريد ، بما لا
يحدث انفصالا بين الذات والصفات ، وقد فهم سلف الأمة هذه الحقيقة فساقوا
الكلام سوقا واحدا ، ووصفوا الله بما وصف به نفسه ، فإذا جئنا إلى التوحيد
لدى فرق المتكلمين وجدنا تشقيقات ليس للمسلمين بها عهد ، فهناك علاقة
الصفات بالذات الإلهية ، وهل وجودها يتعارض مع الوحدانية أم لا ؟ وهناك من
لا يفرقون بين صفات الله المتفرد بالجلال والذي ليس كمثله شيء ، وبين صفات
مخلوقاته تشبيها أو تمثيلا ، وهناك غير هذا من مهاترات الفِرَق ، وتشقيقات
المجادلين .

وقد أدى هذا الفهم الغريب للتوحيد بفرقة كالمعتزلة
- والتوحيد واحد من أصولها الخـمسة - إلى أن تنفي عن الله أكثر الصفات
الثبوتية ، كالقدرة والإرادة والعلم ، بحجة أن هذا يتنافى مع التوحيد ،
ويقترب بالمسلمين من تعدد كتعدد النصارى
، كما أدى بهم فهمهم هذا إلى التأويل في الصفات الخبرية التي تثبت لله يدا
وعينا وغير ذلك ، وقد أوقعهم فهمهم هذا إلى القول بخلق القرآن ، وما جرّه
على المسلمين من بلاء واضطراب .

وقد أدى بهم هذا الفهم إلى جدل طويل مع الفرق الأخرى وعلى رأسهم الأشعرية الذين يخالفونهم الرأي ، كـما أدى بهم إلى أن وصفهم غيرُهم بأنهم المعطلة وأنهم أخذوا آراءهم هذه من الزنادقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وليت الأمر يقف عند حد الجدل بل هو مخالفة صريحة للنصوص القرآنية الواردة في هذا الصدد

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
182
)

" وسواء أخذ المعتزلة آراءهم هذه عن الزنادقة كما يذكر الأشعري ، أم عن الفلاسفة كما يذكر الشهرستاني ، فإن رأي المعتزلة لا يشهد له الشرع ، بل إنه يؤدي إلى إنكار كثير من آيات القرآن التي تصف الله سبحانه بصفات العلم والقدرة والإرادة وغيرها " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

الحقيقة الثانية
: هي أن كثيرا مما أثير بين الفرق ، بل مما أخذت الفرق منه أسماءها قد
يكون له جذور أسبق من القرنين الثاني والثالث ، كما يرى مثلا بعض العلماء
في أمور القدر والجبر والخوارج . فالخروج الذي يستحقه من يخرج على الحق يرى البعض أن جذوره تمتد إلى يوم أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال ذو الخويصرة التميمي لرسول الله عقب قسمته لذهبة آتته من اليمن :
اعدل يا محمد ؛ فإنك لم تعدل . حتى قال عليه السلام : " إن لم أعدل فمن
يعدل ؟ " . فعاود وقال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . ويقول الشهرستاني عن هذا الموقف : "
ولو صار من اعترض على الإمام الحق خارجيا فمن اعترض على الرسول الحق أولى
أن يصير خارجيا ، أو ليس ذلك قولا بتحسين العقل وتقبيحه ، وحكما بالعقل في
مقابلة النص ، واستكبارا على الأمر بقياس العقل ؟ " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك فإن مسألة القدر والجبر قد أثيرت على ألسنة المشركين كما يحكي الله تعالى عنهم في قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .

وواضح أنهم لا يريدون الاعتذار عن القبائح التي يعتقدونها ، بل مرادهم
بذلك الاحتجاج على أن ما ارتكبوه حق ومشروع ورضي الله عنه بناء على أن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
183
)

المشيئة والإرادة تساوي الأمر عندهم . ويذكر الشهرستاني أنها قد أثيرت أيضا على ألسنة المنافقين الذين قالوا يوم أحد : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقولهم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهل ذلك إلا تصريح بالقدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
؟

نقول : قد يكون هناك جذور للقضايا التي طال الجدل فيها بين الفرق كما
ذكرنا أمثلة منها ، لكن هذه الجذور لم تكن بالقوة التي تثير جدلا وتخلق
بلبلة ، وأظن الأمر يختلف كثيرا إذا قُورن بما أحدثه الخوارج إثر خروجهم بعد مسألة التحكيم ، وما ناقشوه من قضايا مرتكب الكبيرة ، وتكفيرهم غيرهم ، وما تبع هذا من موقف المرجئة الذين غالى بعضهم إذ اعتبر أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك إذا نظرنا القدرية وجدنا أن ما كان في آخر عصر الصحابة والذي امتد إلى العصر الأموي والعباسي أصبح شيئا آخر غير الجذور الأولى خطرا وفكرا . يقول ابن تيمية : " ثم حدث في آخر عصر الصحابة القدرية . . . وأما القدرية
فخاضوا في قدره بالباطل ، وأصل ضلالتهم : أن القدر ينافي الشرع . . .
فصاروا حزبين : حزبا يغلب الشرع فيكذب بالقدر وينفيه أو ينفي بعضه . وحزبا
يغلب القدر فينفي الشرع في الباطن ، أو ينفي حقيقته ويقول : لا فرق بين ما
أمر الله به وما نهى عنه في نفس الأمر الجميع سواء " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وكذلك فإن الجبر أصبح نحلة ، واعتنقه ناس يدعون إليه ويدرسونه ويبينونه للناس ، وسواء كان أصله نحلة يهودية كما يقول ابن نباتة المصري صاحب سرح العيون في رسالة ابن زيدون ، أم هو نحلة أصلها فارسي كما يذكر المرتضى في المنية والأمل ، فإن المقرر أن الجبر أحدث جدلا طويلا على

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
184
)

الساحة الفكرية أخذ المعتزلة موقفا مضادا له ، وأخذ الأشاعرة موقفا متوسطا ، وفي كل ذلك جدل ومناظرات كانت سمة العصر وطابع الفكر الإسلامي آنذاك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

أقول في ضوء الحقيقتين السابقتين : يجب أن ننظر إلى الفرق باعتبارها عاملا
هاما في ازدهار حركة الجدل الديني في القرنين الثاني والثالث الهجريين ،
ومقارنة معتقدات كُلٍّ وأصولها بمعتقدات وأصول غيرها ، ثم رصد ما حدث بينهم
من مناظرات ومراسلات يظهر أثرهم في الفكر الإسلامي ، وليس تفصيل هذا من
خطتنا ، وإنما حسبنا أن نشير إلى الظاهرة وندل عليها في مظانها من كتب
الفرق والملل والنحل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، كما نشير إلى أن أثر الفرق ليس راجعا إلى موضوعات الجدل بقدر ما هو راجع إلى منهج تناول هذه الموضوعات والهدف المرتبط به .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:18 am

وجود طوائف غير مسلمة في المجتمع الإسلامي ( من العوامل التي أدت إلى التأليف في بحوث العقائد)


2 - [b][b] وجود طوائف غير مسلمة في المجتمع الإسلامي [/b][/b] :

ضم المجتمع الإسلامي آنذاك فئات شتى ، اختلفت اتجاهاتهم ، وتباين بمقدار
هذا حقدهم على الإسلام ، بل وطريقة الكيد له ، فلقد كان هناك من دخلوا
الإسلام من أصحاب العقائد والحضارات الأخرى ، كالفرس
الذين دخلوا الإسلام لكنهم لم ينتسبوا إليه إلا بمقدار ما يظهر في سلوكهم
الخارجي ، أما حقيقة الأمر فقد تجلت في بثهم بين المسلمين كثيرا من أفكارهم
القديمة التي تخالف الفهم الإسلامي الصحيح كما في مسألة الجبر مثلا ، حيث
كانت من البحوث التي طرقها الزرادشتية والمانوية وغيرهم ، فقد جاء في كتاب المنية والأمل للمرتضى عن الحسن : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أن رجلا من فارس جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : رأيت
أهل فارس ينكحون بناتهم وأخواتهم ، فإن قيل لهم لم تفعلون ؟ قالوا : قضاء
الله وقدره . فقال عليه السلام : سيكون في أمتي من يقولون مثل ذلك ، وأولئك
مجوس أمتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.


(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
185
)

كما تجلت في تسترهم تحت التصوف والتشيع لإيجاد فرق باطنية عرف الفكر الإسلامي خطرها وشرها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وخصوصا في مجال تأويل النصوص والخروج بها عن ظاهرها ، وقطع الصلة بينها وبين أسباب نزولها تمهيدا لاستغلالها في مكائدهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

ويقرر ابن حزم الأندلسي أن مكائد الفرس كانت سببا في خروج أكثر الطوائف الغالبة ، وبخاصة طوائف الشيعة عن الإسلام ، ويرجع ذلك إلى أن زوال دولتهم على أيدي العرب ، والفرس
كانوا يظنون أنفسهم أحرارا وغيرهم - والعرب منهم - عبيدا ، جعلهم يكيدون
للإسلام بالمحاربة . . . فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع ، فأظهر قوم منهم
الإسلام ، واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستشناع ظلم علي - رضي الله عنه - ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ويذكر ابن حزم الغلاة الذين اتخذوا بهذا كالحلوليين ، ومسقطي الشرائع ، ومنكري النبوات وغيرهم .

أما اليهود والنصارى فقد شاركوا الفرس
وغيرهم في إثارة الشكوك ، وبذر بذور الفرقة بين المسلمين ، ففكرة الجبر
التي تقضي بأن الإنسان مجبور لا إرادة له قيل : إن أول من دعا إليها يهودي بالشام ، وتعلمها منه الجعد بن درهم ونشرها بين الناس بالبصرة ، وتلقاها عن الجعد الجهم بن صفوان الذي أضاف إلى فكرة الجبر أفكارا أخرى ليست من الإسلام في شيء ، وفي صدد الحديث عن الجعد بن درهم يقول صاحب سرح العيون : " تعلم منه الجهم بن صفوان القول الذي نسب إليه الجهمية ، وقيل : إن الجعد أخذ ذلك على أبان بن سمعان ، وأخذه أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن أعصم اليهودي " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي .

وهذه الرواية لا تنفي إسهام الفرس وغيرهم في بث بذور الفرقة بين

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
186
)

المسلمين ، والشيء نفسه نجده عند النصارى كما يروى ، " قيل إن أول من تكلم في القدر رجل من أهل العراق كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر ، وأخذ عنه معبد الجهني وغيلان الدمشقي .

ومن هذا نرى : أن الفكرة دخيلة في الإسلام ، راجت بين المسلمين من عنصر أجنبي دعا إليها باسم الإسلام وهو يضمر غيره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وإلى جانب هذا : كان اليهود يثيرون من الأفكار ما يدعو إلى الرد والمناظرة ، فقد شكك أحدهم أهل البصرة
في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم إلى الوقوف عند نبوة موسى فهي
الثابتة دون غيرها ، الأمر الذي جعل علماء السلف يناظرون هذا اليهودي
وغيره ويفحمونهم .

كما ادعى بعضهم أن رسالة محمد إلى العرب خاصة ، بل ادعى هذا - وهو عيسى بن يعقوب الأصبهاني - النبوة لنفسه وزعم أن الله كلمه ، وأنه أرسل من قبل المسيح المنتظر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك كان اليهود وراء مشكلات كثيرة مثل مشكلة خلق القرآن ، والدعوة
إلى فهم النصوص على ظاهرها في مسألة الصفات مما أدى إلى التمثيل والتشبيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

كذلك كان بعض النصارى يعلمون أتباعهم كيف يجادلون المسلمين بطريقة تشككهم في عقيدتهم كما فعل يوحنا الدمشقي الذي كان يعلم النصارى
حوارا " إذا سألك العربي : ما تقول في المسيح ؟ فقل : إنه كلمة الله . ثم
ليسأل النصراني المسلم : بم سمي المسيح في القرآن ؟ وليرفض أن يتكلم بشيء
حتى يجيب المسلم ؛ فإنه سيضطر إلى أن يقول : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإذا أجاب بذلك فاسأله عن كلمة الله وروحه مخلوقة أو غير مخلوقة . فإن قال : مخلوقة . فليرد عليه : بأن

(الجزء رقم :
15
، الصفحة رقم:
187
)

الله كان ولم تكن له كلمة ولا روح ، فإن قلت ذلك فستفحم العربي يعني المسلم ؛ لأن من يرى هذا الرأي زنديق في نظر المسلمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

وواضح أنها المغالطة التي يرمي من ورائها إلى تراجع المسلم عن عقيدته حول
خلق المسيح من جهة ، كما يهدف عن طريق المغالطة إلى أن يصل إلى أن المسيح
قديم مشارك لله في صفاته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، والمعلوم أن السلف فصلوا في ما يجب لله من كمال يليق به وردوا على نفاة
الصفات وعلى غيرهم من الفرق الضالة ، والقرآن قد وضح عقيدة المسلمين في
عيسى ابن مريم وأنه عبد الله ورسوله .

فإذا أضفنا إلى ذلك إثارتهم لشبه تتعلق بأمور مثل تعدد الزوجات والمُحلِّل
، وأضفنا أكاذيبهم حول شخصية الرسول الكريم وسيرته ، ومسألة الحجر الأسود ،
كل هذا يؤكد أثرهم كغيرهم من اليهود والفرس في إثارة جدل تصدى له علماء الكلام أحيانا ، كما تصدى له الفقهاء أحيانا أخرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

مناسبات تنزيل القرأن الكريم* Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسبات تنزيل القرأن الكريم*   مناسبات تنزيل القرأن الكريم* I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 3:23 am


س
: حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في
القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ
وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ...


فتوى رقم 11324

[b] س : حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : [b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى آخر الآية ، والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى : و وهناك آية أخرى ، وهي قوله تعالى :

(الجزء رقم :
42
، الصفحة رقم:
106
)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى آخر الآية ، وأن هناك - على حد زعمه - تناقضا ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى : إلى آخر الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع ، آمل التكرم بإفتائي عن ذلك جزاكم الله خيرا ؟
[/b][/b]

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :

جـ : أولا : قال الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الآية ذكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيدا لبراءة عائشة - رضي الله عنها - مما رماها به عبد الله بن أبي ابن سلول ، رأس المنافقين ، زورا وبهتانا ، وبيانا لنزاهتها وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وللآية معنيان :

الأول
: أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس
الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ، والكلمات الطيبات
والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق
الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .

والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون

(الجزء رقم :
42
، الصفحة رقم:
107
)

أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال
الطاهرين الأعفاء ، والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات
العفيفات ، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة - رضي الله عنها - عما رماها به عبد الله بن أبي ابن سلول من الفاحشة ، ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه ، واغتر بزخرف قوله .

ثانيا : قال الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سورة هود ، ومعنى الآيتين أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح - عليه السلام -
أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء
على فهمه من ذلك من قوله تعالى له : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لا يخلف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي الذين وعدتك بإنجائهم لأني إنما وعدتك بإنجاء من آمن من أهلك بدليل الاستثناء في قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبين ذلك بقوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لكفره بأبيه نوح - عليه السلام - ومخالفته إياه فليس من أهله دينا ، وإن كان ابنا له من النسب ، قال ابن عباس وغير واحد من السلف - رضي الله عنهم - ( ما زنت امرأة نبي قط ) وهذا هو الحق ، فإن الله سبحانه أغير من أن

(الجزء رقم :
42
، الصفحة رقم:
108
)

يمكن امرأة من الفاحشة ، ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة
زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك ، وبرأها
مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة .

ثالثا : قال الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الآيتين من سورة التحريم .

بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة عائشة وحفصة
- رضي الله عنهن جميعا - على ما بدر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي -
صلى الله عليه وسلم - حتى حلف أن يعتزلهن شهرا ، وأنكر تعالى عليهن بعض ما
وقع منهن من أخطاء في حقه - عليه الصلاة والسلام - وأنذرهن بالطلاق ، وأن
يبدله أزواجا خيرا منهن - ختم سورة التحريم بمثلين مثل ضربه للذين كفروا
بامرأتين كافرتين : امرأة نوح وامرأة لوط ، ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين
صالحتين : بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران
إيذانا بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة ،
حث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوما يرجعون فيه إلى الله ، يوما لا
يجزي فيه والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، يوم يفر المرء
من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، يوم
لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ،
ولو كان ذا قربى ، يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له
قولا .

فبين سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسولين
كريمين من رسل الله ، وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على من آمن
بزوجها ، وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ؛ إيذاء وخيانة لهما وصدا
للناس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ، ولم يدفعا عنهما
من بأس الله شيئا ، وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين

(الجزء رقم :
42
، الصفحة رقم:
109
)

جزاء وفاقا بكفرهما وخيانتهما ، بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة
امرأة لوط على ضيوفه ، لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من
أنبيائه زوجة زانية ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : ( ما زنتا ) . وقال : ( ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين ) وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك وغيرهم .

وبين الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون
وكان أعتى الجبابرة في زمانه ، أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم إذا
دعت الضرورة إلى ذلك ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى ، متمسكين بدينه ،
كما لم ينفع صلاح الرسولين نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين ، قال الله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولذلك لم يضر زوجة فرعون
كفر زوجها وجبروته ، فإن الله حكم عدل ، لا يؤاخذ أحدا بذنب غيره ، بل
حماها وأحاطها بعنايته ، وحسن رعايته ، واستجاب دعاءها ، وبنى لها بيتا في
الجنة ، ونجاها من فرعون وكيده ، وسائر القوم الظالمين .

مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ، وأن عائشة
- رضي الله عنها - برأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن
انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات ، وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم
تزن ، وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوءهما ، ويصد
الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحا في الشرائع
السابقة ، وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده ، وحفظ عليها دينها ونجاها من

(الجزء رقم :
42
، الصفحة رقم:
110
)

الظالمين ، يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيد بعضا .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

بالمملكة العربية السـعوديـــــــــــــــــــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناسبات تنزيل القرأن الكريم*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التفسـير وعلوم القرأن الكريم.*
» فوائد قراءة القرأن الكريم
» إعجاز رياضى فى القرأن الكريم.
»  دواء الشيخوخة في القرأن الكريم **
» دواء الشيخوخة في القرأن الكريم *

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: التفسير-
انتقل الى: