منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم** Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم**   الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم** I_icon_minitimeالسبت مارس 24, 2012 10:18 am


الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم

عن
المقالين المنشورين في جريدة المدينة العدد (1343و1361)

التضامن الإسلامي
لفضيلة نائب رئيس الجامعة الشيخ عبد العزيز بن باز
الحمد
لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فلا ريب أن الله
سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له كما قال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بهذه
العبادة وبعث الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنزل الكتب لبيان هذا الحق
وتفصيله والدعوة إليه كما قال عز وجل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا
إِلاَّ إِيَّاهُ} ومعنى قضى في هذه الآية أمر ووصّى وقال تعالى: {وَمَا
أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ} وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال سبحانه {وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاًَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ
لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
وقال تعالى: {الر كِتَابٌ
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ
تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} وقال
تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا
أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} ففي هذه
الآيات الكريمات الأمر بعبادته سبحانه والتصريح بأنه خلق الثقلين لهذه
العبادة وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة اليها0وحقيقة هذه العبادة هي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإخلاص
لله في جميع الأعمال والامتثال لأوامره والحذر من نواهيه والتعاون في ذلك
كله وتوجيه القلوب إليه سبحانه في كل ما يهمها وسؤاله عزوجل جميع الحاجات
عن ذل وخضوع وإيمان و إخلاص وصدق وتوكل عليه سبحانه ورغبة ورهبة مع القيام
بالأسباب التي شرعها لعباده وأمرهم بها وأباح لهم مباشرتها0
وبهذا كله
يستقيم أمر الدنيا والدين وتنتظم مصالح العباد في أمر المعاش والمعاد ولا
صلاح للعباد ولا راحة لقلوبهم ولا طمأنينة لضمائرهم إلا بالإقبال على الله
عز وجل والعبادة له وحده والتعظيم لحرماته والخضوع لأوامره والكف عن مناهيه
و التواصي بينهم بذلك والتعاون عليه والوقوف عند الحدود التي حد لعباده
كما قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ
مُهِينٌ} ومن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم ولا تنتظم مصالحهم
ولا تجتمع كلمتهم ولا يهابهم عدوهم إلا بالتضامن الإسلامي الذي حقيقته
التعاون على البر والتقوى والتكافل و التناصر والتعاطف و التناصح والتواصي
بالحق والصبر عليه0ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية والفرائض
اللازمة وقد نصت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية 0على أن التضامن
الإسلامي بين المسلمين أفرادا وجماعات حكومات وشعوبا من أهم المهمات ومن
الواجبات التي لابد منها لصلاح الجميع وإقامة دينهم وحل مشاكلهم وتوحيد
صفوفهم وجمع كلمتهم ضد عدوهم المشترك0

[b]والنصوص الواردة في هذا الباب من الآيات و الأحاديث كثيرة جدا،وهي وإن
لم ترد بلفظ التضامن فقد وردت بمعناه وما يدل عليه عند أهل العلم والأشياء
بحقائقها ومعانيها لا بألفاظها المجردة فالتضامن معناه التعاون والتكاتف
والتكافل والتناصر والتناصح و التواصي وما أدى هذا المعنى من الألفاظ ويدخل
في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد
الناس إلى أسباب السعادة والنجاة وما فيه صلاح أمر الدنيا والآخرة ويدخل في
ذلك أيضا تعليم الجاهل وإغاثة الملهوف ونصر المظلوم ورد الظالم عن ظلمه
وإقامة الحدود وحفظ الأمن والأخذ على أيدي المفسدين والمخرّبين وحماية
الطرق بين المسلمين داخلا وخارجا وتوفير المواصلات البرية والبحرية والجوية
والاتصالات السلكية واللاسلكية بينهم لتحقيق المصالح المشتركة الدينية
وتسهيل التعاون بين المسلمين في كل ما يحفظ الحق ويقيم العدل وينشر الأمن
والسلام في كل مكان ويدخل في التضامن أيضا الإصلاح بين المسلمين وحل النزاع
المسلح بينهم وقتال الطائفة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله عملا بقول الله
عز وجل: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وقوله
سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ
فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[i][b]ففي هذه الآيات الكريمات أمر الله المسلمين جميعا بتقواه سبحانه والقيام
بالإصلاح بينهم عموما وبالإصلاح بين الطائفتين المقتتلتين منهم خصوصا
وقتال الطائفة الباغية حتى ترجع عن بغيها وأن يكون الصلح على أسس سليمة
قائمة على العدل والإنصاف لا على الميل والجور،وفيها التصريح بأن المؤمنين
جميعا إخوة وإن اختلفت ألوانهم و لغاتهم وتناءت ديارهم فالإسلام يجمعهم
ويوحّد بينهم ويوجب عليهم العدل فيما بينهم والتصافي والكف من عدوان بعضهم
على بعض ويوجب على إخوانهم الإصلاح بينهم إذا تنازعوا 0ثم ختم الله هذه
الآية بالأمر بالتقوى وعلّق الرحمة على ذلك فقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فدلّ ذلك على أن تقوى الله في كل الأمور هي سبب
الرحمة والعصمة والنجاة وصلاح الأحوال الظاهرة والباطنة ويدخل في التضامن
أيضا تبادل التمثيل السياسي أو ما يقوم مقامه بين الحكومات الإسلامية لقصد
التعاون على الخير وحلّ المشاكل التي قد تعرض بينهم بالطرق الشرعية واختيار
الرجال الأكفاء في عملهم ودينهم وأمانتهم لهذه المهمة العظيمة،ويدخل في
التضامن أيضا توجيه وسائل الإعلام إلى ما فيه مصلحة الجميع وسعادة الجميع
في أمر الدين والدنيا وتطهيرها مما يضاد ذلك،ومما ورد في هذا الأصل الأصيل
وهو التضامن الإسلامي والتعاون على البر والتقوى قوله عز وجل: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا
تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أمر الله سبحانه في هذه الآية
الكريمة عباده المؤمنين بأن يتقوه حق تقاته ويستمروا على ذلك ويستقيموا
عليه حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك، وما ذاك إلا لما في تقوى الله عز وجل
من صلاح الظاهر والباطن وجمع الكلمة وتوحيد الصف وإعداد العبد لأن يكون
صالحا مصلحا وهاديا مهديا باذلا النفع لإخوانه كافا للأذى عنهم معينا لهم
على خير ولهذا أمر الله المؤمنين بعد ذلك بالاعتصام بحبله فقال:[i][b]{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} وحبل الله
سبحانه هو دينه الذي أنزل به كتابه الكريم وبعث به رسوله الأمين محمدا صلى
الله عليه وسلم والاعتصام به هو التمسك به والعمل بما فيه والدعوة الى ذلك
والاجتماع عليه حتى يكون هدف المسلمين جميعا و محورهم الذي عليه المدار
ومركز قوتهم هو اعتصامهم بحبله وتحاكمهم إليه وحل مشاكلهم على نوره وهداه
وبذلك تجتمع كلمتهم ويتحد هدفهم ويكونون ملجأ لكل مسلم في أطراف الدنيا
وغوثا لكل ملهوف وقلعة منيعة وحصنا حصينا ضد أعدائهم وبهذا الاجتماع وهذا
الاتحاد وهذا التضامن تعظم هيبتهم في قلوب أعدائهم ويستحقون النصر والتأييد
من الله عز وجل ويحفظهم سبحانه من مكائد العدو ومهما كانت كثرتهم كما وقع
ذلك (بالفعل)لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم
وأتباعهم بإحسان في صدر هذه الأمة ففتحوا البلاد وسادوا العباد وحكموا
بالحق وحقق الله لهم وعده الذي لا يخلف كما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ} .

وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ
لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا
الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} وقال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً
عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ
بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}
وقال تعالى :{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ
شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ففي هذه الآيات الكريمات
حثّ المسلمين وتشجيعهم على التمسك بدينهم والقيام بنصره وذلك هو نصر الله
فإنه سبحانه وتعالى في غاية الغنى عن عباده وإنما المراد بنصره هو نصر دينه
وشريعته وأوليائه و الله ناصر من نصره وخاذل من خذله وهو القوي العزيز وفي
هذه الآيات أيضا البشارة العظيمة بأن الله عز وجل ينصر من نصره ويستخلفه
في الأرض ويمكن له ويحفظه من مكائد الأعداء فالواجب على المسلمين جميعا
أينما كانوا هو الاعتصام بدين الله والتمسك به والتضامن فيما بينهم
والتعاون على البر والتقوى و مناصحة من ولاه الله أمرهم و الحذر من أسباب
الشقاق والخلاف والرجوع في حلّ المشاكل إلى كتاب ربهم وسنّة نبيهم صلى الله
عليه وسلم و التواصي في ذلك كله بالحق والصبر عليه مع الحذر من طاعة النفس
والشيطان وبذلك يفلحون وينجحون ويسلمون من كيد أعدائهم ويكتب الله لهم
العز والنصر والتمكين في الأرض والعاقبة الحميدة ويؤلف بين قلوبهم وينزع
منها الغل و الشحناء وينجيهم من عذابه يوم القيامة0

وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن
الله يرضى لكم ثلاثا:أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا، وأن تُنَاصحوا من ولاه الله أمركم" أخرجه مسلم في صحيحه
ومما ورد في التضامن الإسلامي قوله جل وعلا :{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وهذه الآية الكريمة من أصرح
الآيات في وجوب التضامن الإسلامي الذي حقيقته ومعناه التعاون على البر
والتقوى كما سلف بيان ذلك وفيها تحذير المسلمين من التعاون على الإثم
والعدوان لما في ذلك من الفساد الكبير والعواقب الوخيمة والتعرض لغضب الله
سبحانه وتسليط الأعداء وتفريق الكلمة واختلاف الصفوف وحصول التنازع المفضي
إلى الفشل والخذلان0 نسأل الله للمسلمين العافية من ذلك وفي قوله سبحانه في
ختام الآية: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} تحذير
للمسمين من مخالفة أمره وارتكاب نهيه فينزل بهم عقابه الذي لا طاقة لهم
به،ومن الآيات الواردة في التضامن أيضا قوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} وهذه الصفات
العظيمة هي جماع الخير وعنوان السعادة وسبب صلاح أمر الدنيا والآخرة ولهذا
علّق سبحانه وتعالى رحمتهم على هذه الصفات الجليلة فقال: {أُولَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فتبين بذلك أن
الرحمة والنصر على العدو وسلامة العاقبة كل ذلك مرتب على القيام بحق الله
وحق عباده ولا يتم ذلك إلا بالتناصح والتعاون والتضامن والصدق في طلب
الآخرة والرغبة فيما عند الله والإنصاف من النفس وتحري سبيل العدل وفي هذا

المعنى يقول عز زجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً
فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا
وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيراً} ويقول عز وجل في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وفي هاتين الآيتين أمر المؤمنين أن يقوموا لله بالقسط وأن يشهدوا له بذلك
في حق العدو والصديق والقريب والبعيد تحذيرهم من أن يحملهم الهوى حتى
يحكموه فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى ويسلموا تسليما0
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً} ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي الذي هو
التعاون على البر والتقوى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين
النصيحة"قيل لمن يا رسول الله؟قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين و
عامتهم" أخرجه مسلم في صحيحه وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضا"وشبك أصابعه. وقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل
المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما00
فهذه الأحاديث وما جاء في

معناها تدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين والتراحم
والتعاطف والتعاون على كل خير0 وفي تشبيههم بالبناء الواحد والجسد الواحد
ما يدل على أنهم بتضامنهم وتعاونهم وتراحمهم تجتمع كلمتهم وينتظم صفهم
ويسلَمون من شر عدوهم ومما يبشّر بخير ومستقبل أفضل أن جلالة الملك فيصل
وفقه الله قد تبنى الدعوة لهذا الأمر الجليل وهو تضامن المسلمين وتعاونهم
على كل ما فيه إقامة دينهم وحفظ كيانهم وحصول مصالحهم المشتركة وحل مشاكلهم
وقد بذل جلالته في هذا السبيل جهودا مشكورة وقام باتصالات موفقة بعدد من
الملوك والزعماء لشرح هذه الفكرة العظيمة والغرس النبيل وقد تكللت (بحمد
الله) هذه الاتصالات بنجاح كبير وحصل لها في الأوساط الإسلامية آثار حسنة
وانتشرت هذه الدعوة بين المسلمين وتناقلتها أجهزة الإعلام في كل مكان0ولا
ريب أن جلالته يشكر شكرا جزيلا على ما بذله في هذا السبيل من الجهود
المباركة التي أدرك كل منصف آثارها الصالحة ونتائجها الطيبة. نسأل الله أن
يجزل مثوبته وأن يمنحه القوة والنشاط في مواصلة جهوده الطيبة في هذا السبيل
الخير وان يكلل بالنجاح إنه خير مسؤول0[i]

[b]ومن المعلوم أن الدعوة إلى هذا الأمر أعني التضامن الإسلامي وبذل ما
يمكن من الجهود في تحقيقه من أهم الأمور ومن الواجبات المشتركة المتأكدة
على جلالة الملك فيصل وعلى غيره من ملوك المسلمين وزعمائهم وعلمائهم
وأعيانهم ولكن خادم الحرمين الشريفين أولى الناس بالقيام بهذا الأمر وتحمل
أعبائه وتكريس الجهود الممكنة في تحقيقه لكونه في الحقيقة هو قائد المسلمين
ورائدهم في هذا العصر وموضع آمالهم الكبيرة (بعد الله عز وجل) ولديه من
كرم الله وجوده من الإمكانات ما يعينه على ذلك والمسلمون في كل مكان يرجون
من جلالته مضاعفة الجهود في هذا السبيل والصبر على ذلك حتى يحقق الله
للمسلمين على يديه ما يرجون من عزة وكرامة وجمع كلمة واتحاد صف وحفظ كيان
وانتشار للحق و إقامة للعدل ونشر للأمن والسلام في أرجاء المعمورة ويرجو
المسلمون أيضا من سائر ملوكهم وزعمائهم وعلمائهم وأعيانهم أن يضموا أصواتهم
إلى صوت جلالة الملك فيصل وجهودهم إلى جهوده وأن يشاركوه في تحمل عبء هذه
الرسالة العظيمة والمسؤولية الكبرى التي في تحقيقها سعادة الجميع وعزتهم في
الدنيا والآخرة وان يبذلوا جميعا ما يستطيعون من الوسائل في نشر هذه
الدعوة ومساندة الداعين إليها وشرح محاسنها ومصالحها لجميع الناس على
اختلاف طبقاتهم حتى يتحقق للجميع إنشاء الله ما وراء هذه الدعوة المباركة
من خير وأمن وسلام للجميع عملا بقول الله سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} . وقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأمام
الجميع في هذه الدعوة العظيمة وقدوتهم في هذا السبيل القيم هو نبيهم وسيدهم
و قائدهم الأعظم نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أول

من دعا هذه الأمة إلى توحيد ربها والاعتصام بحبله وجمع كلمتها على الحق
والوقوف صفا واحدا في وجه عدوها المشترك،وفي تحقيق مصالحها وقضاياها
العادلة عملا بقوله تعالى مخاطبا له: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ} وقوله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} .
وقد سار على نهجه القويم
صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان رضي الله عنهم و أرضاهم فنجحوا في ذلك غاية
النجاح وحقق الله لهم ما وعدهم به من عزة وكرامة ونصر كما سبق التنبيه على
ذلك والإشارة اليه في أول هذه الكلمة،و لا ريب أن الله عز وجل إنما حقق لهم
ما تقدمت الإشارة إليه بإيمانهم الصادق وجهادهم العظيم وأعمالهم الصالحة
وصبرهم و مصابرتهم وصدقهم في القول والعمل وتضامنهم وتكاتفهم في ذلك لا
بأنسابهم ولا بأموالهم0[i]

[b]كما قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي
تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي
الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أبطأ به
عمله لم يسرع به نسبه" وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا ينظر إلى
صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم" أخرجهما مسلم في
صحيحه فمن سار على سبيلهم ونهج نهجهم أعطاه الله كما أعطاهم و أيّده كما
أيدهم فهو القائل عز وجل في كتابه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا
وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ
اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وهو القائل سبحانه: {وَلَقَدْ
سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} وهو القائل عز
وجل: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} والله عز وجل
المسؤول أن يجمع كلمة المسلمين على الهدى وأن يفقههم في دينه وأن يصلح ولاة
أمرهم ويهديهم جميعا صراطه المستقيم وأن يمنحهم الصدق في التضامن بينهم و
التناصح والتعاون على الخير وأن يعيذهم من التفرق والاختلاف ومضلات الفتن
وأن يحفظهم من مكائد الأعداء إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم
وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين0
نائب
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عبد العزيز بن عبد الله بن
باز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[/b]
[/i]
[/b]
[/i]
[/b]
[/i][/b]
[/i][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام والتسابق العلمي المعاصر، ودعوة الإسلام إلى العلم**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: