المقاطعة هى الحل ..

خواطر أدبية
27 فبراير



المقاطعة هى الحل ..

إنتشرت فى الأيام القليلة الماضية تهكمات على الإختراعات الطبية للقوات المسلحة .. وما توصلت إليه قواتنا المسلحة من إنجاز رائع ومشرف بالطبع يشعرنا بالفخر والتباهى والإعتزاز .. ولكن عند أصحاب المرض النفسى شديد الخطورة يمثل لهم ذلك النجاح الباهر حقد لا يمكن تبريره إلا بعدم الإنتماء والوطنية .. وللأسف منهم من يخرج علينا فى برامج ليبث جهلة ومدى ما يعانى من تخلف .. فجميعنا رأينا الأفلام فى السينما الغربية وكيف يصنعون بطولات وهمية لقياداتهم العسكرية ويتباهون ويفتخرون بهذه الأكاذيب ويريدون أن يكون لهم تاريخ بين الشعوب وهم يعلمون أن كل هذاء محض إفتراء وكذب .. ولكن لا لوم فهم يحبون أوطانهم ويريدون للأجيال الصغيرة أن تنشأ على التفاخر بجيوشهم .. وهذا إتجاه عام وموحد لا يختلف عليه أحد .. أما نحن فقد أصابنا الله بفئة بلهاء لا أدرى على أى أساس تظهر علينا ؟ وكيف لهم بنطق هذه الكلمات المعيبة على قواتنا المسلحة ؟ والأدهى والأمر أن هناك شركات معلنة على برامج هؤلاء الشواذ فكرياً !! .. بل وأن ما زال هناك من يشاهدهم ويستمع إلى ما يقولون من ترهات !! .. ويوجد من يعلق علي ما يقول هؤلاء ويتابعهم وهذا خطأ شديد .. فنحن الآن نمر بفترة دقيقة للغاية فى تاريخ الوطن .. ولابد من التكاتف للمقاطعة الجادة لهؤلاء .. فالمقاطعة سلاح قاتل وفعال للقضاء على ما نراه من تجاوز صارخ لا يغتفر فى حق مصر وقواتنا المسلحة ..
ولتكن تجربة غاندي مع المقاطعة ماثلة أمام أعيننا ..
( إذا كان المستعمر متوحشا وأحمق وفاقدا للأخلاق .. فيجب ألا ننجرف وننافسه في توحشه .. ولنثبت للعالم أننا أصحاب حضارة وأخلاقيات أرقى .. هكذا لخص المهاتما غاندي - أحد أبرز وجوه القرن العشرين - فلسفته في مقاومة الإستعمار الإنجليزي للهند .. فقد اختار غاندي (1869 - 1948) أن يكون داعية سلام يقاوم بلا رصاص .. لأنه اكتشف أن هذه أنسب طريقة لإخراج الإنجليز من بلاده .. ولذا رأى غاندي أن "المقاطعة" هي الطريقة المثلى لهذا النوع من المقاومة.
وكانت فكرة المقاطعة عند غاندي بسيطة واضحة .. فقد رأى أن سلطة البريطانيين في الهند قائمة على تعاون جميع الهنود معهم .. فإذا أمكن سحب هذا التعاون فلن تستطيع قوات الاحتلال والحكومة الهندية الموالية لها البقاء..
فهل لنا أن نتعلم من تجربته ؟ .. ونأخذ من التاريخ العبر والدروس المستفادة .. ونعلن المقاطعة لكل من يتجرأ ويتطاول على مقدسات بلادنا .. فالمقاطعة لها مفعول السحر وستقضى سريعاً على هؤلاء المدعين المتلونين المتحولين اللذين ياكلون على كل الموائد .. فلنقاطع قنواتهم ومنتجات الشركات المعلنة على برامجهم .. وحان الوقت الآن أن نختار من يستحق أن نستمع له ومن لا يستحق ان نراه ولو دقيقة واحدة .. من يستحق أن نعطى شرف الجماهيرية ومن لا يستحق هذا الشرف العظيم .. من يستحق الإهتمام ومن لا يستحق .. ما مررنا به فى الفترة الأخيرة كان كافى تماماً لكى تسقط جميع الأقنعة .. فلنكن شعب متحضر كعادتنا على مر العصور ولنقاطع إعداء الوطن بجميع صورهم من نخبة مدعية من شباب ثورة لا يمثل إلا نفسه من إعلاميين منحرفى الفكر من سياسيين جهلاء من حقوقيين فاشليين من صحفيين قليلو الثقافة .. فكل هؤلاء فئة من الهواة ظهرت علينا لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية ضيقة .. وأتفقوا بالإجماع على هدم قواتنا المسلحة حتى يتمكنوا من المضى فى خراب مصر .. فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم ويبقى الوطن .. فهم بدون الشعب بلا أى قيمة .. فليعيشوا هذا الأحساس القاتل .. وكما اعطائهم الشعب ما هم فيه يستطيع أن يسحب ما أعطى لهم الآن وبكل إقتناع ..
تحية للشعب المصر الواعى المتحضر القادر على حسم الأمور وإنهاء من نمر به من تفاهات .. تحية للقوات المسلحة الباسلة صاحبة الإنتصارات الدرع والملجأ والملاذ للشعب المصرى .. تحية للشرطة المصرية العظيمة الساهرة .. وتحيا مصر .. يا بختنا اننا مصريين ..
الروائية .. مديحة مجدى