سارقوا التاريخ عبر العصور ..

خواطر أدبية
18 فبراير



سارقوا التاريخ عبر العصور ..

على مر عصور مصر نجد من يسرق تاريخها ليمحو عظمتها .. فما نمر به الآن حدث منذ فجر التاريخ وما زال وسيظل .. فمصر هى فجر ضمير الأنسانية والتاريخ والحضارة .. وكتب الله لها ان تبقى وخلقها سبحانة لتبقى .. فخلال الأزمنة المتعاقبة تعرضت حضارة وهوية مصر للسرقة دائماً وللأسف على يد قلة قليلة جداً أبنائها .. ففى عهد الفراعنة تعرضت المقابر الملكية للسرقة لإخفاء تاريخ وعظمة ملوك وحضارة مصر .. ومن المثير للعجب أن مدبر تلك السرقات كانوا من كبار الأثرياء والتجار ورجال أعمال فى الصناعة والزراعة .. وكان يساندهم بعض كهنة المعبد الفاسدين .. وعمت الفوضى البلاد تلك الفترة وبالتحديد عهد الملك رمسيس التاسع ..
ووسط الحالة الإقتصادية التى عمت مصر طوال الوقت لم يستطع رجال الأمن إنقاذ المقابر من مصيرها .. ففكر الملوك والكهنة فى الأسرة الحادية والعشرين فى إنقاذ جثث الملوك على الأقل .. ففتحوا المقابر الملكية وجمعوا المومياوات الملكية التى تبقت بعد حوادث السطو وإختاروا حفرة عميقة بالقرب من وادى الملوك يعرف بإسم (الدير البحرى) ليضعوا فيها هذه المومياوات وكانت هذه العملية محاولة جادة لإنقاذ ما تبقى من المقابر الملكية بعدما تعرضت مقابر الأسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين إلى النهب ولم يسلم منها إلا مقبرتى (أمنحتب الثانى) و
(توت عنخ آمون) .
وقد ظلت خبيئة الدير البحرى فى طى الكتمان حتى إستطاعت إحدى الأسر التى تنقب عن الآثار فى صعيد مصر الكشف عنها وذلك فى عام 1871.. ولكن سرعان ما دب الخلاف بين أفراد هذه الأسرة بسبب ما يحصل عليه كل منهم من حصيلة بيع هذا التاريخ العظيم .. ووصل الأمر فى الحكومة فى القاهرة وذلك فى عام 1881 فتم نقل ما تبقى من هذه المومياوات إلى المتحف المصرى فى إحتفال كبير .
وتم الكشف عن خبيئة أخرى لمومياوات ملكية وذلك فى فتح مقبرة (أمينوفيس الثانى) فى وادى الملوك حيث عثر على موميائه سليمة ، كما عثر من حولها على مومياوات الملوك (تحتمس الرابع) و (مرنبتاح) و(سيتى الثانى) و(رمسيس) الرابع والخامس والسادس.
وحادث سرقة المقابر الملكية إحدى المحاولات التى لا تنتهى لسرقة هوية مصر وطمس تاريخها العريق .. قد يكون السارق فى صورة محتل أو عباءة دينية زائفة أو ثقافة غربية مغرضة الهدف منها طمس الحضارة والثقافة والهوية المصرية .. أو نخبة سياسية مدعية مدعومة من الغرب محملة بأفكارهم الهدامة التى تسعى لهدم مؤسسات الدولة وتاريخها وذلك لصالح أعدائنا .. أو فصيل يدعى الدين والوطنية ..
واليوم نجد محاولة جديدة بوجوه وأساليب اخرى .. والهدف الذى سيظل يراود أعداء التاريخ والحضارة هو هدم أصل التاريخ والحضارة مصر ( أم الدنيا ) .. وعندما بدأت دعواتهم أن الحضارة المصرية ما هى إلا حضارة كافرة وآثمة وتعبر عن الأوثان والأصنام .. ولابد من التطهر والتخلص منها .. والهدف أن يمحو أعظم حضارة عرفتها الأنساتية منذ فجر التاريخ .. ولكن حب الشعب المصرى وإخلاصه واحترامه لحضارته وتاريخه العريق هو دائمأً كان وسيظل الحائط والحصن المنيع أمام أعداء الحضارة والتاريخ والأنسانية ..
تحية للشعب المصرى شعب العزة والكرامة حامى الحضارة والعراقة والتاريخ .. وتحيا قواتنا المسلحة الباسلة صاحبة الإنتصارات على مدى التاريخ .. وتحيا شرطتنا المصرية الساهرة العظيمة .. يا بختنا اننا مصريين ..
الروائية .. مديحة مجدى