مديحة مجدى تكتب : أنها المقدسات .. إيها المرتزقة !!..
مديحة مجدى تكتب : أنها المقدسات .. إيها المرتزقة !!..
إرتفاع حدة الأصوات الشاذة أصبحت السمة السائدة بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير .. التى تتحدث بلا وعى ولا فهم عن مقدسات الدولة .. تحت شعارات لا يدركون معناها كحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان والدولة المدنية .. إلخ .. وغيرها من الشعارات التى تكررت كثيراً ففقدت معناها وأصبحت مع الوقت ستار لكل من يريد أن تتحول مصر إلى فوضى ودولة ضعيفة لتفقد ريادتها ودورها الإقليمى الهام .. ولكل بلطجى يتستر وراء ثورة يناير .. كما يطلقون عليها .. التى يتشدقون بها ولا يدركون أنها فشلت وجعلت مصر فى مهب الريح ..
ولكن ما تجاوز الحد هو المساس بمقدسات الدولة .. فالثورى الحق يختلف مع النظام كما يشاء ويغيره كما يشاء .. ولكن لا مساس بمقدسات الدولة .. ولكن ما رأيناه بوضوح أن مدعين الثورية تركوا جميع مجالات الدولة التى تستحق النقاش والقابلة للتطوير حتى يتم تحسين مستوى المعيشة للمصريين الفقراء اللذين عاشوا الحلم والأمل .. وتمسكوا بالتدخل فيما لا يعنيهم ولا يفقهون فيه شىء .. ووجدنا ان الخلاف ليس على الأنظمة ولكن مع مقدسات الدولة التى لا يمكن المساس بها ..
بدأ مدعى الثورة بهدم وعداء جهاز الشرطة .. وما سمعنا من ترهات ليس لها أى دليل جاد وبالنالى لابد من هدم هذا الجهاز الفاسد تارة وإعادة هيكلته تارة أخرى .. ورأينا ممن يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين وهم والجهل سواء .. يهاجمون الشرطة فى برامج الفضائيات بل ويتفاخرون بمحاصرة وزارة الداخلية وهدفهم السامى بإقتحامها .. تحت إدعاء الثورة السلمية وبالطبع يجوزان يفعلوا أى شىء ..
وبعد ذلك تعالت الهتافات بيسقط يسقط حكم العسكر .. وحكم العسكر عار وخيانة .. وأفسحت القنوات الفضائية المجال للنشطاء المدعين حتى يحدثونا عن مساوىء العسكر .. وجرائم العسكر .. وكيف أنهم أضاعوا البلاد والعباد لأكثر من ستون عاماً ...إلخ ..
ثم الهجوم الشرس على القضاء وترديد العبارات الفجة من فساد القضاه وتطهير المؤسسة القضائية من رجال مبارك ومدى محاباتهم للحزب الوطنى وغيرها من الترهات .. بل ووصل الأمر للمرة الأولى فى التاريخ بتدخل رئيس الجمهورية بتعيين نائب عام يدين له بالولاء والطاعة ..
ثم نرى الهجوم غير المبرر على الأقباط ومهاجمة الكنائس وتخريبها وقتلهم وتهجيرهم .. بل وتشوية رمز الوطنية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .. وإتهامه بالتدخل فى السياسة وتحريضه الأقباط للخروج فى تظاهرات .. بل تخطى الأمر لمهاجمة الكاتدرائية بالعباسية .. فى صورة هى الأبشع فى تاريخ التطرف والفاشية فى مصر ..
وطبعاً وبلا تردد الهجوم الغير مسبوق على الأزهر الشريف .. ولا أعلم وكل الشرفاء فى مصر والأمة العربية والأسلامية كيف وصلت هذه الجماعة الإرهابية هى وعملائها إلى هذه الدرجة من التدنى الأخلاقى والفكرى واالثقافى فى إقتحام مشيخة الأزهر .. فلقد ظل الأزهر لقرون طويلة رمزاً للنضال والوقوف ضد الظلم وفي مواجهة الطواغيت والمتجبرين على الناس وله في ذلك صفحات طويلة في تاريخ الإنسانية .. ولعل ما ساعد في ذلك أن الله عز وجل حباه بعلماء وشيوخ لا يخشون إلا الحق ولا يطلبون سواه فقواهم الله وحصنهم بإيمانه فنصرهم على الغزاة والطغاة .. الأزهر الرائد في أيام الإحتلال الفرنسي لمصر الذى تصدى لهم بكل قوة وإصرار .. من ولى محمد على حكم مصر وإنصاع ورائة المصريين .. الأزهر الذى إصرعلى رأي الدين الحق في عهد الملك فاروق وكان وقتها شيخ الأزهر الشيخ محمد المراغي رحمه الله وفي ثورة يوليو وغيرها .. والأزهر على مر تاريخه قبلة لراغبي العلوم الإسلامية من فقه وتفسير وحديث وعقيدة والقرآن وعلومه .. وكل ما يتصل بالعلم الشرعي .. نظراً لما تمتع به من سمعة طيبة في اعتداله ومنهجه الوسطي المعروف به .. وسيظل الأزهر قبلة الإسلام للعالم أبد الدهر ..
كل ما حدث من إضطرابات مرت بها مصر كانت تحت سمع وبصر النخبة المدعية المزعجة الثرثارة التى لا تعرف للصمت طريق .. تحت سمع وبصر مدعى الثورية والحرية والديمقراطية اللذين لا يمثلون إلا أنفسهم .. تحت سمع وبصر أحزاب سياسية كارتونية غير فاعلة لا يشعر بها الشارع .. تحت سمع وبصر النشطاء السياسيين اللذين دخلوا فى تحالفت رخيصة لضمان المكاسب على حساب مصر .. تحت سمع وبصر منظمات حقوق الإنسان التى لا ترتقى إلى معرفة أبسط قواعد المساواة والعدل .. وتحت رعاية وإشراف إعلاميين لا يعرفون للحق طريق .. واليوم بعد كل ما حدث ترتفع مرة أخرى حدة الأصوات الشاذة البغيضة لتتشدق بنفس النغمة المرفوضة الكئيبة ..بأن أحكام القضاء ليست قران والقضاه فاسدون .. المؤسسة العسكرية أصبحت دولة داخل الدولة ولابد من إبعادها عن السياسة .. المؤسسة العسكرية تركت الحدود وحماية الوطن وأصبحت تكتشف جهازين قادرين على وعلاج مرضي الإيدز والتهاب الكبد الوبائي .. وغيرها من المهاترات .. ومن يعترض على هجومهم على مقدسات الدولة يصبح ضد الحرية والديمقراطية و إصبحنا نعيش قمع حكم العسكر .. وحقيقة الأمر ما نعيشه الآن هو الفوضى وعدم إحترام مقدسات مصر وعدم التمييز بين الحقوق والواجبات .. وإذا كانت مبادىء أى ثورة هدم مقدسات البلاد فلتذهب الثورة ومدعيها ومؤيديها ومنتفعيها إلى الجحيم وتبقى الدولة قوية بمقدساتها .. وما يحدث فى مصر لا يوجد فى اى دولة من الدول التى يقوموا بالإستقواء بها ومناشدتها بالتدخل لإنقاذهم من ظلم الدولة البوليسية القمعية ..
تحية للشغب المصرى الواعى المتحضر المناضل صانع ثورة الثلاثين من يونيو .. أعظم ثورة فى تاريخ الإنسانية للحفاظ والدفاع عن مقدساته ضد مدعى الثورية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. تحية للقوات المسلحة الباسلة صاحبة الإنتصارات الدرع والملجأ والملاذ للشعب المصرى .. تحية للشرطة المصرية العظيمة الساهرة .. وتحيا مصر .. يا بختنا اننا مصريين ..