Mohamed Khalifa
...............
"مصر" بتحارب بقالها 11 يوم برا حدودها..
خلف خطوط العدو...
11 يوم بتنفذ ضربات جوية و عمليات نوعية و إبرار جوي و بتنزل كوماندوز و تاخد أسرى من الإرهابيين..
إرهابيين مدربين.. من كل جنسيات الدنيا.. و مجموعة من أحقر المرتزقة في التاريخ.. ماتتورعش عن حرق طفل رضيع حياً.. بدون رحمة.. عشان تنفذ تعليمات اسيادها.. و تحصل على المقابل..
و "مصر" اللي كانوا بيحاولوا يقنعوك إنها إنهارت.. و بقت زي دول تانية حوالينا.. أنت مش حاسس فيها أساسا إننا في حرب..
من فرط قوة بلدك ووقوفها على رجلها في ثبات.. أنت مش حاسس اصلا.. و قاعد تتفرج على "رامز كلب البحر".. و تنبسط.. و تاكل و تحلي بكنافة.. و تمزمز بقطايف و تحبس بشاي.. و آخر عظمة..
أكبر همومك "حانفطر إيه بكرة".. و أقصى اللي بتعمله إنك بتدخل المطبخ ترازي مراتك قبل الفطار و "تكتشن" على اللي بتطبخه.. و تشوف ابن غادة عادل صام و للا لأ..
كل دا و "مصر" بتحارب عبر الحدود في دولة تانية.. وسط مئات الضربات الجوية والعمليات النوعية و المخابراتية.. دون ما تعطل أو تسقط داخليا لحظة واحدة...
يمكن بتعرف أسماء شهداءنا اللي سقطوا أو أصيبوا فوق اسلحتهم و هم بيحموك.. من غير ما تشعر..
و لا حتعرف إنهم قدموا أرواحهم أو أصيبوا أصلا.. بينما أعدائك بيسقطوا أمامهم زي الذباب.. أو بيهربوا.. "كأنهم حُـمر مُستنفرة.. فرّت من قسورة"...
مش حتعرف إلا بالصدفة..
لما تشوف جنازة حد منهم في وسائل الإعلام.. أو تقرا خبره.. و تشوف نعش ملفوف بالعلم.. لرجل كان له حبيبة و أحلام و آمال.. أو زوجة و بيت و ابن.. و قدموا حياتهم مع ذلك عشان يحموا التراب اللي بنمشي عليه..
تراب الوطن..
وفي أبطال تانيين في أجهزة المخابرات المصرية.. ما نامتش من سبع سنين تقريبا.. و أنت ماتعرفش عنهم اي شيء..
و لا حاتعرف عنهم شيء أبدا..
حتى أسمائهم...
بيشتغلوا في صبر و سرعة و دقة.. وماسكين خيوط العالم كله، و الغلطة الصغيرة لها ثمن..
و أي ثمن!!
في مهندسين عسكريين بتصون الطائرات..
خبراء رادار.. و ضباط دفاع جوي..
خبراء تخطيط و استراتيجية..
ضباط..
و جنود..
و العشرات من رجال القوات الخاصة..
كل دول بيشتغلوا في صمت و هدوء و حر و صيام.. عبر الحدود...
بدون غطاء إعلامي.. إعلامنا العبيط مش بينقل حاجة.. و لا شايف شغله.. و عن عمد..
أيوه عن عمد.. لأن محدش بيتجاهل موقف زي دا..
و إحنا مش دريانين.. و بنفطر و نعزم بعض و نروح القهوة والدنيا زي الفل.. بينما غيرك في بلد تانية.. مش عارف أصلا يفتح شباك بيته.. و لو اتأخر برا للعصر... أهله بياخدوا عزاه..
دا الفرق بين "الدولة" القوية.. و الدولة الضعيفة..
أو "اللا دولة"..
لازم نفتكر كل الرجالة دول..
رجل المرور اللي واقف ينظم المرور في جحيم الشمس.. و رجال الأمن الداخلي اللي بتهاجم الأوكار الإجرامية.. و قوات الجيش بأفرعها المختلفة.. و الرجال اللي حطت أوراحها على كفوفها.. و راحت تحمينا وتثأر لنا..
خلف خطوط العدو..
و الجندي المجهول.. رجل المخابرات.. اللي بيشتغل من غير ما يعرفه أحد..
لازم نقول لهم "شكرا"..
شكرا...