(الوطن» تواصل الإنفراد بنشر نص تحقيقات أحداث «الاتحادية» (2) قائد الحرس الجمهورى: «مرسى» اتصل بى فجر «5» سبتمبر وقال لى: قدامك ساعة من الوقت لفض الاعتصام والمظاهرات
«مرسى» يوجه التحية لأنصاره أمام قصر الاتحادية
تواصل «الوطن» انفرادها بنشر نص التحقيقات فى قضية أحداث الاتحادية «الجزء الثانى»، الذى يضم أقوال الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرين، بينهم أسعد شيخة وأحمد عبدالعاطى وعلاء حمزة. تنشر «الوطن» اليوم نص أقوال قائد الحرس الجمهورى اللواء محمد زكى وأقوال المهندس أسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية «المعزول» . ويثبت رئيس نيابة مصر الجديدة، المستشار إبراهيم صالح، أن اللواء محمد زكى، قائد قوات الحرس الجمهورى، خارج غرفة التحقيق، وأنه دعاه ليبدأ استجوابه فى أحداث الاتحادية وماذا قال له الرئيس المعزول للتعامل مع مظاهرات الاتحادية وكيف رد عليه اللواء زكى وسألته النيابة أيضاً عن الأحداث وكيفية التعامل معها وعن الأشخاص الذين تورطوا فى الاعتداء والقتل والاحتجاز والتعذيب.
س: ما معلوماتك عن الواقعة محل التحقيق والتى تخص أحداث العنف التى وقعت بمحيط قصر الاتحادية يوم 5/12/2012 والتى نجم عنها سقوط قتلى ومصابين واحتجاز 49 متهما أمام البوابة رقم 4 بقصر الاتحادية؟
ج: اللى حصل إن قبل يوم 5/12/2012 بيوم تجمعت حشود من الرافضين للإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس السابق بمحيط قصر الاتحادية منددين بالإعلان الدستورى وكانت قوات الشرطة قد أقامت بعض الحواجز والأسلاك الشائكة بمحيط قصر الاتحادية لمنع وصول المتظاهرين لقصر الاتحادية إلا أن كثرة الحشود الموجودة فى ذلك اليوم أزاحت تلك الحواجز وأحاطت بقصر الاتحادية مرددين الهتافات الرافضة للإعلان الدستورى وشخص رئيس الجمهورية وأثناء اقتحام المتظاهرين للأسلاك الشائكة المحيطة بالقصر أخطرت رئيس الجمهورية بوجوب مغادرته للقصر خشية وقوع أحداث وبالفعل غادر الرئيس بركابه إلا أن بعض المتظاهرين قاموا بإلقاء بعض الحجارة والأحذية على مؤخرة ركاب رئيس الجمهورية إلا أنه غادر فى أمان واستمرت تلك التظاهرات بمحيط قصر الاتحادية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى دون أن يحدث أى محاولة لاقتحام قصر الاتحادية وفى تمام الثانية فجراً يوم 5/12/2012 تلقيت اتصالاً تليفونياً من الرئيس السابق وأخبرنى أن أمامى ساعة من الوقت لفض تلك المظاهرات من أمام قصر الاتحادية فأخبرته أننا لن نتمكن من هذا لأنه قد تحدث أحداث عنف جراء تدخلنا، فضلاً عن أن التظاهرات خارج القصر وليس من اختصاصنا فضها، فأجابنى: أمامك ساعة من الوقت لفض تلك التظاهرات والاعتصامات، فانتهت المكالمة على ذلك، وبعد بعض الوقت اتصلت برئيس الجمهورية السابق بمسكنه إلا أنهم أخبرونى أنه قد يكون نام لأنه لا يجيب على هاتفه فطلبت أن يتم إيصالى بالمهندس أسعد شيخة ويشغل منصب نائب رئيس الديوان لأنه كان قد غادر معه القصر وقمنا بمحادثته هاتفياً وأخبرته أن ما يطلبه الرئيس من فض التظاهرات والاعتصامات مستحيل تنفيذه فقال لى ولماذا تحدثنى فى هذا الأمر؟ إنه أمر من الرئيس وأنا كلمته لأنى توقعت إن هو كان مع الرئيس السابق أثناء ما أصدر لى الأمر بفض التظاهرات والاعتصامات وعقب ذلك حاولت الاتصال بالرئيس تانى لحد ما تم تحقيق الاتصال أخبرت الرئيس السابق بأننى محتاج 24 ساعة لإنهاء أمر التظاهرات والاعتصامات بطريقتى الخاصة ولن نستخدم العنف فقال لى أنا بلغتك بالأمر أمامك ساعة واتصرف، بكرة الصبح لما آجى القصر ملاقيش حد حوالين القصر وقلت له إن شاء الله وقفلت معاه التليفون، قربت على أسوار قصر الاتحادية وكان معظم المتظاهرين انصرف إلا بعض المتظاهرين الذين أقاموا خيام بجوار سور القصر وبجوار مسجد عمر بن عبدالعزيز وكان عدد الخيام فى هذا الوقت لا يتجاوز عدد 15 خيمة وأصدرت تعليمات لرجال الحرس الجمهورى بعدم الاحتكاك نهائياً بالمعتصمين طالما لم يحدث محاولة اقتحام للقصر الجمهورى بعد كدة رحت دار الحرس ريحت شوية ورجعت قصر الاتحادية الصبح حوالى الساعة خمسة صباحاً وكان فى التوقيت ده بعض الشباب حاطين أسلاك شائكة فى طريق الدخول لقصر الاتحادية وهو طريق رئيس الجمهورية وطلبت منهم إبعاد هذا السلك عن الطريق واستجابوا بالفعل وعقب ذلك دخلت قصر الاتحادية فى مكتبى وجالى المهندس أسعد شيخة وكان لابس ترنج وفهمت إن هو كان بايت فى قصر الاتحادية عقب عودته مع رئيس الجمهورية وطلب منى أن نقوم بفض المعتصمين من حول قصر الاتحادية وإزالة تلك الخيام وأخبرته أننا لن نفعل ذلك لأن الخيام بها شباب وبنات وأطفال وأى احتكاك سيؤدى إلى كارثة، فقال لى يا سعادة اللواء لازم تقوموا بفض تلك الاعتصامات وقلتله نطلع اتنين من المساعدين بتوعى يحاولوا يتفاهموا مع هؤلاء المعتصمين وبالفعل أصدرت أمرا للعميد هشام رأفت، قائد شرطة الحرس، والعميد لبيب، رئيس عمليات الحرس، وطالبت بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين وبالفعل خرجوا، أبلغونى تليفونياً بأن أى محاولة بالاحتكاك ستحدث أعمال عنف وطلبت منهم الدخول للقصر ثانية وقلت للمهندس أسعد شيخة مش هينفع نتعامل بعنف فقال لى إحنا هنتصرف وإن شاء الله إحنا النهارده على العصر هنكون فاضين الاعتصام ده كله ورجالتنا هيتصرفوا، وقلت له لو حاولتوا تعملوا كده بتوع التحرير هييجوا على قصر الاتحادية وقالى إحنا هنفض التحرير وهنفض الاتحادية وقلتله كده انتوا هتودوا البلد فى داهية، سكت وانصرف وحوالى الساعة العاشرة إلا ربع صباحاً وصل رئيس الجمهورية السابق واجتمع بالفريق الرئاسى وحضرت أنا واللواء أحمد فايد واللواء أسامة الجندى، مدير أمن الرئاسة، ذلك الاجتماع الذى حضره كل من رئيس الديوان، السفير رفاعة الطهطاوى، والمهندس أسعد شيخة والدكتور أحمد عبدالعاطى وخالد القزاز وآخرون لا أذكرهم من الفريق الرئاسى وناقشنا فى أمر أن المتظاهرين اقتحموا المواقع المحيطة بقصر الاتحادية وقال الرئيس السابق آنذاك إنه لا بد من فض تلك الاعتصامات لأن هذا المظهر لا يليق بقصر الرئاسة ولابد من الفض فأخبرته أن الفض بالعنف سوف يحدث كارثة فقال أنا مش عايز عنف بس اتصرفوا بفض هذا الاعتصام واللواء أحمد فايد واللواء أسامة الجندى قالوا لرئيس الجمهورية نفس الكلام إنه لا ينفع الفض بالعنف لكى لا يحدث قتلى وعنف وأنا قلت لرئيس الجمهورية سيب لنا الموضوع وإحنا هنحاول نتصرف بدون استخدام عنف وعايز أقول إن المهندس أسعد شيخة قال فى الاجتماع إن اللى هيقرب من قصر الاتحادية سوف يلقى حتفه قالها بنفس العبارة وقال الجملة دى قبل ما رئيس الجمهورية يدخل الاجتماع ولا أذكر أن رفاعة الطهطاوى أو أحمد عبدالعاطى قالوا حاجة بهذا الخصوص كانوا بيستمعوا للكلام اللى إحنا بنقولوا وانتهى الاجتماع دون أن يصدر رئيس الجمهورية قرارا بأى شىء سوى إن هو قال لى بشكل مباشر اتصرفوا وفضوا هذا الاعتصام اليوم مشى عادى وجالى إخطار إن رئيس الجمهورية هيغادر القصر بعد صلاة العصر على غير عادته فمشى لأن عادة بيمشى بعد صلاة العشاء وبعد ما الرئيس غادر وكانت حوالى الساعة 4٫30 أو الساعة 5 مساءً ووصل لسمعنا أن مجموعة من الإخوان جم لمحيط قصر الاتحادية وشالوا الخيام وفضوا الاعتصام وكان فى الأثناء دى الريس لسه لم يغادر قصر الاتحادية ونزلى أسعد شيخة قبل الرئيس السابق بشوية وقالى إيه رأيك سعادة اللواء فى الناس اللى فضت الاعتصام وكان بيضحك ومبسوط وقلت له انتوا هتودوا البلد فى داهية، وغادر رئيس الجمهورية السابق وحدثت بعد ذلك الاشتباكات وروحت البيت وتابعتها عن طريق التليفزيون وأثناء الأحداث جالى تليفون من قائد مجموعة التأمين العميد خالد عبدالحميد وقالى إن فى ناس مضروبة على بوابة رقم 4 والمهندس أسعد شيخة عايز يدخل الناس دى جوه القصر فأنا اتنرفزت جداً وأصدرت له أمرا بعدم دخول أى مخلوق للقصر أيا كان من سيصدر هذا الأمر حتى لو كان رئيس الجمهورية والساعة 12:00 بالليل جالى أكتر من 6 تليفونات من رئيس الجمهورية السابق يطلب منى التدخل بالدبابات والمدرعات للفصل بين المتظاهرين وقالى اتصل بالمهندس أسعد شيخة هو موجود مع المتظاهرين وهو يقولك تدخل منين بقواتك وقلت له أنا هتصرف وهروح قيادة الحرس وأشوف التصرف يمشى إزاى واعتقادى إن رئيس الجمهورية السابق لما اتصل بيا بطلب إن أنا أتدخل لما الأمور خرجت عن السيطرة من أنصار الإخوان المسلمين وبدأ المتظاهرين المعارضين يكون لهم أغلبية على أنصاره فأعتقد أن من حوله من قيادات رئاسة الجمهورية طلبوا منه أن يتدخل بأى شكل وكلمنى برضو وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى وقال لى الرئيس بيحاول يطلبك شوفه عايز إيه ورد عليه فى التليفون وكانت المكالمات من الساعة 12:00 مساء حتى الثالثة صباحاً ونسيت أقول إن الرئيس قالى متطلبش منى إن الداخلية تتدخل لأن الداخلية ملهاش وجود وحوالى الساعة أربعة الفجر وقالى انت لسه ما اتصلتش بأسعد ونزلت قواتك وقلت له أنا مش هتصل بأسعد وهنزل قواتى طبقاً لمعاينة الموقف على الأرض وبالفعل قمت بإنزال القوات من ناحية المتظاهرين المعارضين وكان الكلام ده حوالى الساعة خمسة أو ستة صباحاً وعملنا الأسلاك الشائكة ونزولنا حدث بعد حدوث القتلى والإصابات فى المتظاهرين.
أسعد الشيخة
س: متى وأين حدث ذلك؟
ج: الكلام ده حصل أيام 4، 5، 6/12/2012.
س: كم عدد المكالمات الهاتفية التى تلقيتها من رئيس الجمهورية السابق بخصوص أحداث 5/12/2012؟
ج: كانت مكالمات هاتفية كثيرة تعدت العشر أو الاثنتى عشرة مكالمة.
س: ما مضمون تلك الاتصالات الهاتفية ومنذ متى بدأت؟
ج: الاتصالات دى كان بيطلب منى أقوم بفض الاعتصامات والمظاهرات باستخدام القوة، وبدأت تلك الاتصالات بعد اندلاع الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين، وبدأت الساعة الثانية عشرة صباح يوم 6/12/2012 اتصالات رئيس الجمهورية بى.
س: وماذا كان رد فعلك تجاه تلك الاتصالات الهاتفية من رئيس الجمهورية السابق؟
ج: رفضت فض الاعتصام بالقوة نهائياً وعدم نزول القوات فى هذه المرحلة.
س: ما سبب رفضك لذلك التدخل كما طلب منك رئيس الجمهورية السابق؟
ج: لأننا لو تدخلنا ستحدث خسائر كبيرة فى الأرواح.
س: وهل أخبرت رئيس الجمهورية السابق باحتمال حدوث خسائر فى الأرواح إذا قمت بالتدخل بقواتك؟
ج: أيوة.
س: وماذا كان رد فعله تجاه ما أخبرته به؟
ج: هو كان دايماً يطلب منى أداء المهمة مع تجنب العنف قدر الإمكان وكان دايماً يقول «مش عايزين عنف» وكان دايماً يقول «مش عايز ولا دم ولا قتلى».
س: وهل تعتقد أن رئيس الجمهورية السابق وفقاً للمنطق العقلى واللزوم العقلى لا يدرك أن فى مثل تلك الأحداث والاشتباكات إذا تم التدخل من قِبل قوات الحرس الجمهورى ستكون هناك خسائر فى الأرواح؟
ج: طبعاً يدرك هذا جيداً ولا شك فى هذا، ولذلك كنت دائماً أقابل طلب فض الاعتصام منه بالرفض مطلقاً.
س: ولماذا تعتقد إذن تعمده إخبارك بأنه لا يريد قتلى أو دماً كما قررت بأنه أخبرك بهذا مراراً وتكراراً؟
ج: أعتقد أنه كان يخلى مسئوليته فى حال مساءلته عن تلك الأحداث، واللى يؤكد ده إن كلامه كان متناقض، منين بيطلب فض الاعتصامات بأى طريقة، وبدون استخدام عنف.
س: وما شواهدك على ذلك؟
ج: أن الرئيس السابق يوم المظاهرات اللى قبل الأحداث اتصل بى هاتفياً وأصدر لى أمراً بفض تلك الاعتصامات فى ساعة، وأخبرته أن هذا يستحيل تنفيذه، فأكد علىّ الأمر وقال لى بالحرف الواحد «أنا قلت لك قدامك ساعة آجى بكرة ملقيش الكلام ده حوالين القصر»، وكذلك أحب أن أضيف أنه لو كان يريد عدم الاستخدام للعنف حقيقة فى المظاهرات كان قد أصدر أمراً للمختصين باتخاذ كافة الإجراءات الكثيرة لمنع وصول مؤيديه لمحيط قصر الاتحادية، لأنه باللزوم العقلى والمنطق فى حال وصول مؤيديه لمحيط قصر الاتحادية فى وجود معارضيه ستحدث اشتباكات وخسائر فى الأرواح وهذا ما حدث بالفعل، وكذلك باضيف أنه فى الاجتماع اللى حضرته معاه يوم 5/12/2012 وأخبرته فيه أن أى محاولة لفض الاعتصام بمحيط الاتحادية بالقوة ستحدث خسائر بالأرواح لم يحرك ساكناً وسكت ومردش.
س: هل ثمة شواهد تؤكد اعتقادك بعلم الرئيس السابق باحتمالية حدوث خسائر فى الأرواح فى حالة وجود مؤيديه بقصر الاتحادية؟
ج: أيوة.
س: وما تلك الشواهد؟
ج: بعد أحداث 5/12/2012 كان بيصلى معايا الجمعة يوم 7/12/2012 فى دار الحرس الجمهورى وكانت عندى، معلومات أن مؤيديه موجودون فى ميدان رابعة العدوية ومسجد الرحمن الرحيم فى صلاح سالم، وأنهم سيتوجهون للاتحادية فى ذات الوقت الموجود فيه المعارضون له بمحيط قصر الاتحادية، وأخبرته أننى لن أستطيع منع المتظاهرين المعارضين المحتشدين حول قصر الاتحادية من الدخول للقصر، لأن أعدادهم غفيرة، فقال لى: وإذا حاول أحدهم اقتحام القصر فماذا ستفعل؟ قلت له: سأقبض على أى من يحاول اقتحام القصر، فقال لى: «لو حد حاول يقتحم القصر اضربه بالنار موّته، أنا رئيس الجمهورية، وده أمر»، والجملة دى قالها لى الساعة السابعة يوم الجمعة، وأنا باكلّمه فى التليفون، وباطلب منه محاولة منع مؤيديه من الوصول لمحيط قصر الاتحادية، لأنه كانت قد وصلتنى معلومات من جميع الجهات الأمنية فى مصر بأن مؤيدى الرئيس السابق المتواجدين بـ«رابعة» ومسجد الرحمن الرحيم معهم أسلحة كثيرة جداً ومختلفة وسيتوجهون لمحيط قصر الاتحادية، طلبت منه منع قدوم أنصاره لكى لا تحدث كارثة فأجابنى: «إن شاء الله مش هيحصل حاجة»، كل تلك الشواهد تؤكد فى اعتقادى أن الرئيس السابق كان يعلم علم اليقين أن العنف سيحدث، وأن الخسائر فى الأرواح ستحدث، وارتضى بذلك.
س: وكيف ارتضى ذلك الرئيس السابق؟
ج: رضاؤه فى ذلك يتمثل فى أمرين، أولاً أنه وافق ولو ضمنياً على أن يأتى أنصاره لمحيط قصر الاتحادية ويقوموا بفض الاعتصام بالقوة، إن لم يكن هو الذى طلب من أنصاره المجىء للاتحادية لفض الاعتصام بالقوة، ثانياً أنه بنفسه طلب منى مباشرة، مراراً وتكراراً، فض ذلك الاعتصام بالقوة.
س: هل للرئيس السابق أى سلطان على مؤيديه يستطيع معه أن يعطيهم أمراً أو ينهاهم عن شىء؟
ج: طبعاً ولا شك فى ذلك.
- اقتباس :
- اتصلت بالرئيس السابق بعد ساعة وجدته نائماً وطلبت توصيلى بأسعد شيخة وقلت له: مستحيل تفض الاعتصام
س: وما الدليل على ذلك؟
ج: الدليل على ذلك أنه يوم الخميس عقب الأحداث كان رئيس الجمهورية السابق عمل مؤتمر أمنى طلع بيان من رئاسة الجمهورية باسم الحرس الجمهورى لم أصدره، أن على جميع الحشود الموجودة بمحيط قصر الاتحادية إخلاء المكان فوراً، وبالفعل خلال ساعة لم يكن أحد موجوداً بمحيط قصر الاتحادية، وفى هذا التوقيت، الحشود اللى كانت موجودة فى شارع الميرغنى هم مؤيديه فقط.
س: وما دليلك على أن الموجودين بمحيط قصر الاتحادية هم من المؤيدين والذين انصرفوا عقب إصدار البيان هم من مؤيدى الرئيس السابق؟
ج: أنا كنت بامر وباشوفهم بنفسى، ويوم الخميس عقب حدوث الاشتباكات المؤيدين همّا اللى قاموا بإخلاء المكان ومحيط القصر من المعارضين تماماً.
س: هل ثمة اتفاق تم بين رئيس الجمهورية السابق وبين أنصاره وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين على فض اعتصام «الاتحادية» بالقوة؟
ج: لم يحدث أمامى هذا، ولكن ما حدث على أرض الواقع من مجىء المؤيدين للرئيس السابق وفض الاعتصام بالقوة وما نجم عنه من قتلى ومصابين يؤكد حدوث هذا الاتفاق.
س: وما دلالتك على ذلك؟
ج: رئيس الجمهورية السابق من فصيل الإخوان المسلمين والكافة تعلم هذا، ولو لم يكن قد اتفق معهم على هذا صراحة أو ضمنياً كان الأولى به أن يصدر أمراً لجماعة الإخوان المسلمين وأنصاره بعدم المجىء لمحيط الاتحادية فى ظل وجود المعارضين له، وعايز أضيف أنه فى جميع المؤتمرات الأمنية التى كانت تضم القيادات الأمنية فى البلد ويحضرها أسعد شيخة أو أيمن هدهد كمندوبين للفريق الرئاسى، كنا نطلب منهم مراراً وتكراراً عدم وجود أنصار الرئيس السابق فى أى تظاهرات للمعارضين، لكى لا تحدث خسائر فى الأرواح.
س: هل قامت قوات الشرطة المدنية الموجودة بمحيط قصر الاتحادية بأداء المنوط بها من دور؟
ج: أيوة هى حاولت تفصل بين الطرفين، ولكن لكثرة الحشود وأتباعهم لم تستطِع المقاومة.
س: ما الذى كان ينبغى على الرئيس السابق اتخاذه من إجراءات لمنع وقوع تلك الاشتباكات التى أدت لحدوث خسائر فى الأرواح، وكان لا بد عليه أن يصدر أوامر لأعوانه وأنصاره بعدم المجىء لقصر الاتحادية مطلقاً، خاصة فى وجود المعارضين.
س: وهل كان يعلم رئيس الجمهورية السابق بأمر قدوم أنصاره يوم 5/12/2012 لفض اعتصام الاتحادية بالقوة؟
ج: أكيد كان يعرف ده إن مكنش هو اللى طلب منهم أن يأتوا ويفضوا الاعتصام بالقوة.
س: وما الشواهد التى تدل على ذلك؟
ج: أسعد شيخة وهو نائب رئيس الديوان والملاصق لرئيس الجمهورية عندما طلب منى فض الاعتصام بالقوة ورفضت أخبرنى أن رجالهم سيأتون عصر ذلك اليوم لفض ذلك الاعتصام بالقوة، فليس من المنطق أن رئيس الجمهورية لا يعلم، لأن أسعد شيخة لا يستطيع إصدار أمر لأنصار الرئيس السابق إلا بأمر الرئيس ذاته أو بعلمه، وأحب أن أضيف أن الرئيس اتصل بى هاتفياً وطلب منى أن أتصل بأسعد شيخة الموجود فى صفوف المتظاهرين الآن، لكى يخبرنى كيف سأدخل قواتى التى ستفصل بين الطرفين، ورفضت ذلك، وهذا يؤكد علم الرئيس اليقينى بكل ما يدور وكل ما دار.
يبدأ المحقق إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة بأنه فتح محضراً يوم 31 أغسطس الماضى الساعة السابعة و45 دقيقة، أثبت فيه أنه تلقى إخطاراً من المستشار هشام بركات النائب العام، بالانتقال لسؤال أسعد محمد شيخة، فى المكان المحتجز به.. ويثبت المحقق فى أوراق القضية أنه فى الحادية عشرة من مساء اليوم نفسه، انتقل لمباشرة التحقيق مع المتهم.. ويثبت المحقق أنه «ناظر» المهندس أسعد شيخة، وتبين أنه فى العقد الخامس من العمر، ذو شعر كستنائى اللون، وأبيض البشرة، ذو شارب ويرتدى الملابس الإفرنجية عبارة عن بنطال (ترنج) كحلى اللون و«تيشيرت» بترولى اللون، وبمناظرة الظاهر من عموم جسده لم يتبين لنا به ثمة إصابات ظاهرة تفيد إجراءات التحقيق، وقرر لنا شفاهة أنه محتجز منذ أكثر من شهر، ولا يعلم مكان احتجازه والدليل على ذلك أن النيابة العامة لا تعلم المكان الذى تجرى فيه التحقيق، وأنه لا يستطيع الاتصال بأى مخلوق، مما يتجافى مع حقوق الإنسان وأبسط قواعد الاحتجاز، وأنه يرفض التحقيق معه إلا فى حضور كل من الأستاذ خالد بدوى المحامى والأستاذ سيد جاد الله المحامى وقد أحطناه علماً بالتهمة المنسوبة إليه، وأن النيابة العامة هى التى تباشر معه إجراءات التحقيق بعد أن أطلعناه على شخصيتنا وتحقيق الشخصية الخاص بنا، فأنكر جميع التهم المنسوبة إليه وأصر على أنه يرفض الاستجواب إلا فى حضور المحاميين الخاصين به، كما رفض حضور الأستاذ السيد عيد عبدالعزيز عامر التحقيق ورفض التحقيق فى هذه الظروف الاستثنائية غير القانونية وغير الدستورية، هذا وبمناسبة وجود المتهم أمامنا سألناه عما إذا كان يريد إضافة أى شىء آخر قبل بداية التحقيق، فأجاب بقوله: «حضرتك وانت رئيس نيابة مصر الجديدة حضرت للاتحادية أكثر من مرة فى واقعة 5/12/2012، وما بعدها ولم ترنى مطلقاً ولم تسمع باسمى فى القضية، فمن أين ولماذا أتى ذكر اسمى الآن ولم يكن لى بالكلية أى علاقة بهذا الموضوع؟ وحضرتك رئيس نيابة مصر الجديدة قلت لى دلوقتى إن اسمى لم يرد بالقضية إلا عقب سؤال العاملين برئاسة الجمهورية، وأحب أن أضيف أن اسمى لم يرد بالقضية إلا عقب الانقلاب.. ويبدأ التحقيق..